[ الرئيس الراحل علي عبدالله صالح ]
تناولت صحف بريطانية حرب التحالف بقيادة السعودية على اليمن، وتحدثت عن حادثة اغتيال الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح على أيدي مليشيا جماعة الحوثي، وقالت إن خطط السعودية وحلفائها تجاه اليمن بدأت تترنح بعد اغتياله.
فقد نشرت صحيفة تايمز تحليلا للأزمة اليمنية المتفاقمة كتبه ريتشارد سبنسر، قال فيه إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي العهد الإماراتي محمد بن زايد -اللذين يشرفان على المعركة ضد جماعة الحوثي المدعومة من إيران في اليمن- يعتقدان أنهما في وضع يمكنهما من القيام بدور حاسم.
وقال إن ابن سلمان وابن زايد -الذي يعتبر نفسه مراقبا غير رسمي في منطقة الخليج- كانا قد أقنعا الرئيس علي صالح بالتخلي عن تحالفه مع جماعة الحوثي والتحول إلى التحالف بقيادة السعودية، وأشار إلى أن هذا التوجه كان يعمل عليه ابن زايد لنحو أكثر من عام.
وأشار إلى أن ابن سلمان كان مترددا بشكل أكبر في هذا السياق، وذلك لأن صالح سبق أن نقض عهوده مع السعودية مرتين.
وأضاف الكاتب أنه ما كان لهما أن يخشيا ازدواجية تعامل صالح أو نقضه المتكرر لعهوده، ولكن كان عليهما أن يخشيا احتراق ورقة صالح مع جماعة الحوثي وخسارته هذه الورقة، وذلك بعد أن تمكن من مجابهة مخططات الحوثيين لثلاثة عقود.
وقال إنه بعد أن تخلى صالح أخيرا عن تحالفه مع جماعة الحوثي، فإن تحالفاته مع زعماء القبائل كانت أيضا قد تراجعت.
واستدرك بأن السعوديين لا يزالون يحتفظون إلى جانبهم بالقائد العسكري اليمني علي محسن الأحمر الذي كان بمثابة الساعد الأيمن للرئيس الراحل صالح. وأضاف أنه يفترض بالأحمر حشد القبائل الشمالية للهجوم الأخير على الحوثيين.
وأوضح أن ابن سلمان وابن زايد يراهنان على أحمد علي عبد الله صالح، نجل الرئيس الراحل، بشأن حشده ما تبقى من القواعد التي كانت داعمه لأبيه، وسط الشك في قدرته على أن يفعل ما عجز عن تحقيقه التحالف بقيادة السعودية ووالده من دحر الحوثيين.
وقال إن ولي العهد السعودي وولي العهد الإماراتي يواجهان انتقادات وإدانات دولية لعدم قدرتهما على إنهاء الحرب أو إحلال السلام في اليمن، ولهذا فلا مجال أمامهما سوى الاستمرار في هذه المهمة حفظا لماء وجهيهما.
من جانبها، أشارت صحيفة ذي ديلي تلغراف إلى أن مقتل صالح قضى على فرصة إنهاء الحرب التي حركتها إيران في اليمن.
وأشارت في تحليل كتبه كون كوغلان إلى أن صالح سبق أن وصف حكمه لليمن لعشرات السنين بأنه كان على طريقة الرقص فوق رؤوس الثعابين، في إشارة إلى التحولات التي لا نهاية لها من التحالفات السياسية والولاءات القبلية.
وقالت إن البلاد شهدت العديد من الحروب الداخلية بين صالح والحوثي إلى أن انحدرت في فوضى عارمة، وإن تحالفه مع الحوثي في نهاية المطاف لم يمكنه من استعادة السلطة عقب تطورات الربيع العربي عام 2011.
وأضافت أن تحالف صالح مع جماعة الحوثي كان خطيرا، لأن الجماعة تعتمد بشكل كبير على الدعم الإيراني في محاولتها للسيطرة على اليمن، وقالت إن تدخل إيران في اليمن جعل السعودية تشكل تحالفا لحماية مصالحها هناك.
وأشارت إلى تحرك صالح الأخير المتمثل في إعلانه التخلي عن الحوثي وعزمه العودة إلى صفوف التحالف بقيادة السعودية، وقالت إن هذا التحرك كان من شأنه المساعدة في تحقيق التغيير اللازم لإنهاء إراقة الدماء في البلاد، لكن مقتل صالح لم يبق سوى أمل ضئيل في إنهاء المعاناة المروعة التي يعيشها اليمنيون.