كشفت مصادر محلية في العاصمة المؤقتة عدن عن مفاوضات تجري بين أطراف في الحكومة اليمنية والجانب الإماراتي في محاولة لإحياء الذكرى الـ50 لجلاء آخر جندي بريطاني والتي توافق الـ30 من نوفمبر من كل عام، والتي كانت قد تعثرت بسبب تصاعد الموقف في عدن.
 
وأفادت المصادر في سياق حديثها لـ"الموقع بوست" بأن الرئيس عبدربه منصور هادي مستاء جدا من منع إقامة الفعالية، وإعلان التراجع عنها، مشيرة إلى أن هادي هدد باتخاذ موقف يقلب الطاولة على الجانب الإماراتي، ردا على منع إقامة الفعالية، والتي كانت تتضمن عرضا عسكريا بحضور رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر.
 
وعن تفاصيل عملية التصعيد الذي قاد لمنع الفعالية أوضح المصدر بأن رئيس الوزراء ومعه أعضاء الحكومة والقيادات العسكرية كانت جاهزة لإحياء الفعالية، وتم إعادتها لمرتين متتاليتين تحت مبرر حقن الدماء.
 
وكشف بأنه تم الاتفاق بين الإماراتيين ورئيس الوزراء على إقامة العرض العسكري، وتم توجيه عناصر الحزام الأمني بتأمين النقاط التي تقع تحت سيطرتهم لحماية الموكب أثناء عبوره إلى مكان الاحتفال.
 
وأردف: تفاجأنا صباح اليوم بانسحاب عناصر الحزام الأمني من النقاط التي تسيطر عليها، وحل محلها مجاميع تتبع تنظيم أبو همام القيادي في ما يسمى المقاومة الجنوبية، والذين قاموا بقطع جسر البريقة بشاحنتين تحملان البترول، لمنع الموكب الحكومي من العبور، وهددوا بتفجيرها في حال تم العبور من هناك بالقوة، إضافة لتفجير المصافي، مؤكدا بأن طائرات الأباتشي التابعة للإمارات كانت جاهزة للتدخل ومساندة المسلحين.
 
وذكر بأن مكان العرض تم قصفه بقذيفتين، ولم يتوقف الضرب إلا بعد إنزال العلم اليمني، الذي تعتبره تلك المجاميع بأنه يتبع ويخص دولة الشمال، وفق تعبيرهم.
 
وكشف المصدر بأن التحركات التي قامت بها المجاميع المسلحة تقف الإمارات خلفها، وهي من أوعزت لها بالتصعيد، فيما ظهرت القيادات الإماراتية أمام رئيس الحكومة بأنها حريصة على حقن الدماء.
 
وأشارت إلى أن هذا التصعيد دفع رئيس الوزراء إلى إعلان تجنب الاحتفال بالذكرى الـ50 لعيد الجلاء، وقال بن دغر في حسابه على تويتر بأن حكومته لا تقبل سفك الدماء، ولن تحتفل وهناك من يرى في الاحتفال بالذكرى الخمسين للاستقلال مشكلة.
 
وحث بن دغر القوات المسلحة على العودة لمواقعها، وخاطب من وصفهم بالمتقطعين قائلا" أن يدركوا أننا لا نرغب في المواجهة مع أحد" وأضاف: شعارنا الحوار، ومراعاة الوضع العام، وهناك عدو أمامنا، وفي أوساطنا عدو آخر يقتل للقتل فقط".
 
 وكان مسلحون مجهولون اقتحموا اليوم الخميس، مبنى مديرية البريقة بالعاصمة المؤقتة عدن بمساندة قوات من الحزام الأمني المدعوم إماراتيا، ونهبوا محتويات المكاتب، كما قاموا بتمزيق صور الرئيس هادي.
 
ويحتفل اليمنيون بذكرى الـ30 من نوفمبر من كل عام تخليدا للاستقلال الذي تحقق في مثل هذا اليوم من العام 1967م عندما رحل آخر جندي بريطاني من عدن.