[ أرشيفية ]
شهدت مدينة تعز اليوم السبت، حالة من التوتر والإرباك عقب الاشتباكات التي دارت بين كتائب أبو العباس التابعة للواء 35 مدرع ولواء الصعاليك التابع لمحور تعز.
وقصفت كتائب أبو العباس من مواقعها في الأمن السياسي وقلعة القاهرة وتبة السفينة بالمدافع والرشاشات الثقيلة، مواقع لواء الصعاليك في حارة المناخ والمرور، كما استهدفت بالمدفعية عددا من الأحياء السكنية بمدينة تعز.
وتأتي تلك التوترات التي شهدتها مدينة تعز بحسب مصادر عسكرية لـ " الموقع بوست " إثر قيام أفراد تابعين لكتائب أبي العباس باعتقال أفراد تابعين للواء الصعاليك، واحتجازهم في مبنى الأمن السياسي قبل أيام.
وأضافت المصادر أن قيادة المحور وإدارة الأمن وجهت بالإفراج عن المعتقلين، لكن أفراد كتائب أبو العباس رفضوا التوجيهات، مشيرة إلى أن أفراد لواء الصعاليك أقدموا اليوم السبت، على اعتراض طقم تابع لقسم شرطة الباب الكبير التابع لكتائب أبو العباس أمام مبنى البحث الجنائي، وإطلاق النار عليه، مما أدى إلى إصابة نائب مدير القسم نبيل الصره، كما أطلقوا النار على عادل العزي نائب قائد الجبهة الشرقية، أمام محلات الأندلس بمنطقة الحصب، وأسفر ذلك عن إصابة اثنين من مرافقيه.
وبحسب المصادر فإن كتائب أبو العباس قصفت من مواقع تمركزها في قلعة القاهرة البحث الجنائي ورد لواء الصعاليك على القصف من المناطق التي يتمركز فيها اللواء في جبل الأخوة والجهوري.
وأشارت المصادر إلى أن كتائب أبو العباس اختطفت الرائد حمود عقلان سيف قائد من موقع العروس التابع للقطاع السادس في اللواء 22 ميكا، أثناء مروره من حي وادي المدام.
وتسببت المواجهات بين كتائب أبو العباس ولواء الصعاليك في إغلاق شوارع مدينة تعز، كما توقفت الحركة في المدينة، بالتزامن مع انتشار المسلحين من الطرفين حتى لحظة كتابة هذا التقرير .
وشكلت السلطة المحلية لجنة برئاسة وكيل المحافظة لشئون الدفاع والأمن اللواء الركن عبدالكريم الصبري ، لإنهاء المواجهات المستمرة بين الطرفين حتى اللحظة.
وأكدت مصادر ميدانية لـ"الموقع بوست" أن اللجنة أبرمت اتفاقاً بين الطرفين يقضي بتسليم أفراد لواء الصعاليك المحتجزين لدى كتائب أبو العباس إلى قيادة الشرطة العسكرية كما نص الاتفاق أيضاً على تسليم الطقم التابع لكتائب أبو العباس من قبل أفراد إدارة الأمن مع إيقاف إطلاق النار من قبل الطرفين.
ويرى مراقبون، أن الأحداث التي تجري في مدينة تعز " تسيء للسلطة الشرعية معربين عن استهجانهم من هدف "متخذي القرار بذلك ومما يدور في رؤوسهم"، وفي ذلك إشارة واضحة لـ"قيادة السلطة الشرعية".
وأوضح المراقبون في حديثهم لـ"الموقع بوست" أن ما يجري من أحداث واشتباكات متكررة في تعز "يعبر عن انفلات أمني بين الأجهزة الأمنية وفصائل المقاومة الشعبية ".
وأرجعوا السبب في تنامي مثل هذه الأحداث وارتفاع وتيرتها في الآونة الأخيرة " إلى سكوت السلطة الشرعية وعجزها السياسي"، ويقصدون بذلك رئيس الحكومة الشرعية عبدربه منصور هادي .
وأكد مراقبون أن استمرار أحداث الفوضى في مدينة تعز " شيء خطير وينذر في المستقبل لتدخل قوات غير قوات الجيش الوطني إلى مدينة تعز في إشارة واضحة لإنشاء حزام امني تديرة قوات إماراتية، مؤكدين أن هذه الأحداث هدفها النيل من مدينة تعز وأن معاناة المواطنين أصبحت خارج المعادلة.