[ الناشط عمر باطويل الذي تم اغتياله العام الماضي في عدن ]
يقضي الشاب إيهاب الهمامي، ذو الـ26 عاما، شهره الرابع عشر خلف قضبان الأجهزة الأمنية بعدن، دون أن تنظر الجهات القضائية في قضيته المعلقة، فهو معتقل على ذمة قضية مقتل الناشط الثقافي عمر باطويل.
وتقول أسرة الهمامي إنه تم القبض على نجلهم واتهامه بالشروع في قتل الناشط عمر باطويل، والذي تربطه به علاقة صداقة أخوية، مستدلين بكونه اخر المتصلين لهاتف القتيل باطويل.
وتضيف الأسرة في حديث لـ"الموقع بوست" أنه تم استدعاء نجلهم إيهاب إلى ادارة البحث الجنائي، ومن ثم احتجازه هناك قبل أن يتم نقله إلى السجن المركزي بالمنصورة، دون أن يتم التحقيق معه، أو حتى وجود دليل واضح على ضلوعه في الجريمة ويستدعي احتجازه.
وتذكر "حاولنا متابعة إدارة البحث الجنائي وحثهم على الإسراع في التحقيق بالقضية لكن دون جدوى"، حيث لم تجد الأسرة سوى المماطلات، ووعود بتحويل ملف القضية للنيابة الجزائية.
وتشير إلى أنه بعد تكثيف المتابعات تم تحويل ملف القضية للنيابة في أغسطس/آب من العام الجاري، أي بعد عام كامل على تاريخ احتجاز إيهاب، لكن هذه الخطوة لم تكن تعني الإفراج، فقد اعتذرت النيابة عن استلام الملف نظرا لعدم وجود مكاتب مجهزة لاستقبالها
وتلفت الأسرة التي أنهكتها المتابعات الساعية لإنصاف نجلها إلى أن آخر حجج النيابة والتي اعتذرت عن قبول استلام الملف، بأنها لن تستطيع البت في القضية لكونها بحاجة لحراسات أمنية، لتأمين مقراتها ومكاتبها، موضحةً بأن ما يجري لنجلهم إيهاب يعد ظلماً وانتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان، فقد تعدت فترة الاحتجاز الاحتياطي وامتدت لعام ونيف، دون أن تبدأ الجهات المعنية أي خطوات فعلية بالتحقيق مع الهمامي، فهو المحتجز الوحيد حاليا على ذمة قضية باطويل.
يذكر أن قضية مقتل الناشط عمر باطويل تعد إحدى أبرز قضايا الرأي العام التي شهدها اليمن خلال العام 2016، فقد اغتيل الشاب العشريني والمعروف بأفكاره اليسارية بشارع التسعين بالمنصورة، ليشعل معه وسائل الإعلام المحلية والدولية، والتي رأت في دوافع الاغتيال أبعاداً فكرية، في حين عجزت الأجهزة الأمنية ممثلةً بإدارة الأمن عن كشف تفاصيل الواقعة أو القبض على منفذيها.