[ أرشيفية ]
ذكرت مصادر سياسية أن الرئيس المخلوع صالح وأدوات دولة الإمارات العربية المتحدة في اليمن تسعى إلى "شيطنة" محافظة تعز، وسط اليمن، وإفراغها من حاضنة للمقاومة الشعبية والجيش الوطني الذي قاوم ميليشيا الانقلاب الحوثي منذ مطلع 2015 وحتى اليوم.
ونقلت صحيفة "القدس العربي" اللندنية عن أحد القيادات السياسية في مدينة تعز فضل عدم الكشف عن اسمه، أن "الأدوات السياسية والعسكرية الموالية لدولة الإمارات تلعب بخفاء ومنذ وقت مبكر لتشويه صورة محافظة تعز بكل الوسائل، والعمل على محاولة حرف مسار المقاومة الشعبية فيها إلى مسار آخر، والسعي إلى الدفع بها نحو إصباغها بصبغة الوكر للإرهاب".
وأوضح أن "أدوات الإمارات في تعز وفي مقدمتهم أتباع المخلوع علي صالح وكذا تيار المقاتلين السلفيين من أتباع عادل فارع المشهور بأبي العباس يعملون بشكل واضح منذ وقت مبكر على تشويه صورة المقاومة في محافظة تعز عبر شتى الوسائل، أحيانا إعلاميا، وأحيانا عسكريا، وأحيانا أمنيا".
وأشارت الصحيفة إلى أن أبو العباس الذي يعد أحد القيادات السلفية في المقاومة الشعبية في تعز، معروف بأنه مدعوم عسكريا وماديا ولوجستيا من قبل دولة الإمارات وأن قواته تتعاظم بشكل مضطرد على خلفية هذا الدعم الكبير واللامحدود من أبوظبي، وأنه أصبح القوة أقوى من قوة الجيش الوطني التابع لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي.
وكشفت أن أبو العباس يتلقى أيضا تسهيلات من أتباع النظام السابق، ويحافظ أيضا على علاقة وطيدة مع أبوظبي، رغم أن أبوظبي ثاني أكبر قوة في التحالف العربي باليمن الذي تقوده السعودية ولكن كل واحدة منها تعمل لصالح أجندات متناقضة في تعز واليمن عموما.
ويتزعم أبو العباس فصيلا في المقاومة الشعبية يطلق عليه كتائب أبو العباس، وهو فصيل مدعوم بالكامل من أبوظبي بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة وبالأموال الطائلة، وتقع تحت سيطرته بعض المربعات وبالذات في حي الجمهوري والحي القديم لمدينة تعز، وهي المناطق التي تنشط فيها عناصر محسوبة على تنظيم القاعدة، والتي تعمل تحت غطاء كتائب أبو العباس بتنسيق أمني واستخباري من قبل أتباع علي صالح بين عناصر القاعدة وتيار أبو العباس.
وقال الباحث والمحلل السياسي ياسين التميمي إن "حملة شيطنة تعز تعبر عن معركة متضادة في الأهداف، لكنها تجتمع حول استهداف محورية الدور الذي تؤديه تعز، وهو الدور الذي يبدو أنه يفسد المخططات الراهنة للتسوية في اليمن وفقا لأهداف لا تمت بصلة لأحلام اليمنيين وتطلعاتهم إلى استعادة دولتهم الاتحادية وجمهوريتهم المغدورة".
وأضاف أن هناك تناغما واضحا في موقف الانقلابيين والإمارات على شيطنة تعز والإساءة إلى التضحيات الهائلة التي قدمها أبناء تعز لتحرير مدينتهم وكسر الحصار عليها، ووصمها بأنها وكر جديد لإيواء العناصر الإرهابية و"هي أحد الخيارات التي يبدو أن الإمارات تطرحها للتعاطي مع مستقبل تعز والتحرر من العبء الأخلاقي الثقيل الذي يمثله خذلان تعز من جانب التحالف".
وذكر أن "تعز تعرضت لعدوان لا سابق له من جانب الانقلابيين لكنها أيضاً تعرضت لظلم وتهميش ومحاولة إفساد النجاحات الكبيرة التي حققتها المقاومة في هذه المحافظة وجيشها الوطني، ويمكن القول إنها اليوم ساحة أساسية من السـاحات اليمنية التي يمكن أن يختبر فيها نجاح وفشل التحالف ومصداقيته أيضاً".