[ حنود في عدن يقطعون الشوارع احتجاجاً على عدم صرف مرتباتهم ]
تظاهر المئات من منتسبي وزارتي الداخلية والدفاع، اليوم الاثنين، في عدد من الشوارع الرئيسية بالعاصمة المؤقتة عدن، لمطالبة الحكومة الشرعية بصرف مرتباتهم المعلقة منذ ستة أشهر.
وأغلق المحتجون عددا من الشوارع الرئيسية في مديرية خورمكسر، بينها جولة بدر، الخط الواصل إلى مديريتي المعلا وكريتر والقادم من جهة خط الجسر، وخط المطار، حيث قام المحتجون برمي الأحجار والأشجار في الطرقات، مانعين بذلك حركة السيارات.
وبحسب أحاديث متفرقة لمراسل "الموقع بوست" مع عدد من المحتجين، فإن هذه الاحتجاجات جاءت عقب عدم تنفيذ الحكومة الشرعية لتعهداتها بصرف مرتبات شهري مارس وأبريل، والتي صرح عدد من المسؤولين الحكوميين بأنها ستصرف اليوم الأحد.
وأضاف المحتجون بأن وضعهم المعيشي بات سيئا للغاية، بعد مرور ستة أشهر بدون صرف أي مرتبات، مشيرين إلى أن الوعود الحكومية المتكررة باتت أسطوانة مشروخة، هدفها تهدأتهم وضمان عدم خروجهم للشوارع.
وذكروا بأنه لم يتبق لعيد الأضحى سوى ثلاثة أيام، في حين تعيش عائلاتهم وضعا صعبا، لافتين إلى أنه في حال ما تم صرف مرتبات شهري مارس وأبريل قبل العيد، فإن النصيب الأكبر منها سيذهب لتسديد الديون.
يذكر أن الحكومة الشرعية صرفت مرتبات يناير وفبراير من العام الجاري، منتصف مايو/أيار الماضي، في حين بقيت مرتبات الأشهر التالية معلقة ولا يعلم مصيرها، حيث تتحدث الوعود الحكومية عن صرف مرتبي مارس وأبريل فقط، والتي تقول الوعود بأنها ستصرف قبل عيد الأضحى، لكنك ذلك يبدو مستحيلا.
وفي ذات السياق، أكد مصدر مسؤول بوزارة الداخلية أن مرتبات منتسبي الوزارة وزملائهم في وزارة الدفاع لم تصل بعد إلى البنك المركزي اليمني، مما يبدد فرص صرف المرتبات قبل عيد الأضحى.
وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، في حديثه لـ"الموقع بوست"، أن الطائرة التي تحمل شحنة من الأموال المطبوعة في الخارج، والمخصصة لصرف مرتبات العسكريين، لم تصل بعد للعاصمة المؤقتة عدن، حيث قامت القوات الإماراتية المشاركة ضمن عمليات التحالف العربي بمنعها من الهبوط في مطار عدن الدولي.
وأضاف بأن رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي يتابع بشكل مباشر ملف مرتبات العسكريين مع الجانب الإماراتي، والذي لم يبدِ أي تجاوب، ولم يصرح عن الأسباب التي جعلتهم يمنعون وصول مرتبات العسكريين التابعين للشرعية.
وذكر أنه لا يمكن للطائرة التي تحمل مرتبات العسكريين الهبوط في مطار عدن، إلا بعد الحصول على تصريح من القوات الإماراتية، مشيراً إلى أنه تم منح بعض التصاريح خلال الأسابيع الماضية، وتم إلغاؤها قبل موعد إقلاع الطائرة بدقائق.
ولفت إلى أن الحكومة الشرعية ممثلة بوزراتي الداخلية والدفاع، تقف في موقف حرج، بين ضغط المواطنين المطالبين بصرف مرتباتهم من جهة، والتصرفات المريبة والمتعنتة للجانب الإماراتي من جهة أخرى.
وكان محافظ البنك المركزي اليمني منصر القعيطي قد أصدر بيانا منتصف أغسطس/آب الجاري كشف من خلاله أن الطائرة التي تحمل شحنة من الأموال المطبوعة في الخارج، والمخصصة لصرف المرتبات، تم الغاء تصاريح هبوطها في مطار عدن الدولي لـ13 مرة، مما جعل البنك المركزي اليمني يعجز عن صرف مرتبات عدد كبير من موظفي الدولة وفي مقدمتهم العسكريين.
وتجدر الإشارة إلى أن مطار عدن الدولي يخضع لقيادة القوات الإماراتية والتي تقود عمليات التحالف العربي في المحافظات الجنوبية، وسبق بأن قامت بدعم متمردين على قرارات الشرعية بتغيير القوات المكلفة بحماية أمن المطار.