[ انتخب المؤيد رئيسا لجمعية الأقصى باليمن عام 1997 وساهم في تنفيذ العديد من المشاريع الخيرية لصالح فلسطين ]
حظيت القضية الفلسطينية بما فيها القدس والمسجد الأقصى باهتمام كبير لدى الشيخ اليمني الراحل محمد المؤيد، فسخر خطبه ومحاضراته وجهوده لنصرتها ودعم المقاومة الفلسطينية.
ففي عام 1990، ساهم المؤيد -المولود عام 1948- في تأسيس الجمعية الخيرية لنصرة الأقصى الشريف مع ثلة من رجالات اليمن، وبدأ من خلالها دعم مشاريع خيرية تلامس احتياجات الفلسطينيين.
وتوفي المؤيد السبت الماضي بأحد مستشفيات مكة المكرمة بالسعودية إثر صراع مع أمراض أصابته بسبب سجنه ست سنوات في أحد السجون الأمريكية عن عمر 69 عاما.
ومع انتخابه رئيسا لجمعية الأقصى باليمن عام 1997، ساهم في تنفيذ العديد من المشاريع الخيرية في فلسطين وفي مخيمات الشتات وخاصة لبنان والأردن، ومشاريع للمسجد الأقصى المبارك ومشاريع إغاثية وصحية وتعليمية.
وفي نهاية التسعينيات، قام المؤيد بزيارة مخيمات الفلسطينيين في لبنان والأردن، حيث زار ما يقارب ثلاثين مخيما، وقام بتنفيذ عدد من المشاريع منها: رياض أطفال، مختبرات، مراكز حاسوب، دور لتحفيظ القرآن الكريم، عيادات صحية، دور الأيتام وآبار مياه مساجد، وغيرها.
واستمر المؤيد، وهو عضو سابق بمجلس النواب اليمني، في العمل رئيسا لجمعية الأقصى حتى عام 2002، ثم ترك العمل في الجمعية للهيئة الإدارية الجديدة، واستمر في عمله الخيري والإنساني ودعم مشاريع الجمعية ودعم المقاومة الفلسطينية ممثلة بحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وإضافة للمشاريع السابقة من خلال جمعية الأقصى، كان المؤيد من المؤسسين للهيئة الشعبية اليمنية لمناصرة الشعب الفلسطيني برئاسة الراحل الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، وكان من الشخصيات البارزة التي استقبلت مؤسسة حركة حماس الشهيد أحمد ياسين أثناء زيارته لليمن بعد الإفراج عن الأخير من السجون الإسرائيلية عقب محاولة فاشلة لاغتيال رئيس المكتب السياسي السابق للحركة خالد مشعل عام 1997.
دفع الشيخ اليمني ثمن مساندته للقضية الفلسطينية، فاستدرج إلى ألمانيا ثم اعتقلته الولايات المتحدة وحاكمته بتهمة تقديم الدعم لفلسطين وحركة حماس.
والمؤيد من أبرز قيادات العمل الخيري والإسلامي في اليمن، استحق لقب "أبو الفقراء" لأعماله الإنسانية في رعاية الأيتام والفقراء والمساكين. سجنته أميركا بضع سنوات قبل أن تبرئه المحكمة.
واعتقلت المخابرات الألمانية المؤيد بمطار فرانكفورت يوم 10 يناير/كانون الثاني 2003، ثم سلمته للسلطات الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني من ذلك العام حيث أدانته بـ"دعم الإرهاب، وتقديم دعم مادي وموارد لحركة حماس الفلسطينية وتنظيم القاعدة" لكن هذه الإدانة ألغيت في محكمة الاستئناف عام 2008، بعد أن قضى بضع سنين في السجون الأميركية.
بعد براءة الشيخ محمد المؤيد من التهم المنسوبة إليه ما عدا تهمة "جمع أموال لحركة حماس" التي أقر بها، رحل إلى اليمن عام 2009 واستقبل في صنعاء استقبال الأبطال حيث تجمهر الآلاف ابتهاجا بعودته.