[ عناصر من المقاومة اليمنية مبتهجون بالسيطرة على معسكر خالد بن الوليد - الجزيرة ]
مثَّلت عملية استعادة السيطرة على معسكر خالد بن الوليد الإستراتيجي غرب محافظة تعز نصرا كبيرا للجيش الوطني اليمني والمقاومة، وهزيمة لمليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح التي مثل لها المعسكر محورَ عمليات في تعز والساحل الغربي ونقطة انطلاق للمعارك هناك.
وقال القيادي في المقاومة بالساحل الغربي عبد الرحمن أبو زرعة المحرمي إن معسكر خالد يُعد من أكبر المعسكرات في البلاد، وتكمن أهمية السيطرة عليه كونه يطل على عدة مديريات في محافظة تعز.
وأوضح المحرمي للجزيرة نت أن السيطرة على المعسكر سمحت بقطع خط الإمداد الرئيس الذي تستخدمه مليشيا الحوثي وقوات صالح لإيصال الإمدادات العسكرية من الحديدة إلى تعز، كما سيسهم في استعادة السيطرة على باقي مناطق تعز التي مازالت بيد الحوثيين الذين ضعفت معنوياتهم بسقوط معسكر خالد وقطع الطريق بين تعز والحديدة.
من جانبه، يرى أحمد مكيبر -وهو صحفي من أبناء المخا زار المعسكر مؤخرا- أن الانتصارات الأخيرة تبعث على التفاؤل في أنه متى ما وجدت الإرادة والدعم لقوات الشرعية والمقاومة فإنها ستحقق الانتصارات في كل الجبهات، مشيرا إلى أنه أول مرة في حياته يدخل المعسكر، بعدما سمع عنه كثيرا لأنه قريب من مسقط رأسه مدينة المخا، لكنهم كانوا يُمنعون من الوصول إليه من قبل.
ويُعد معسكر خالد بن الوليد -الذي يبعد عن مدينة تعز بحوالي ستين كيلومترا- من أكبر معسكرات الجيش اليمني، وتبلغ مساحته نحو 12 كيلومترا مربعا، ويكتسب أهمية إستراتيجية لوقوعه على مفترق طريقين هامين هما طريق تعز الحديدة، وطريق تعز المخا باب المندب.
كما يقع في منطقة هامة تتوسط مديريات مقبنة وموزع والمخا، والسيطرة عليه تساعد على تأمين مدينة المخا وبقية مناطق الساحل الغربي، وتأمين خطوط الملاحة الدولية في باب المندب والبحر الأحمر، ويمثل المعسكر رمزية هامة للرئيس المخلوع باعتباره أول معسكر يقوده في حياته العسكرية، ومنه صعد إلى الرئاسة.
وقال الخبير الإستراتيجي اليمني علي الذهب إن معسكر خالد كان هدفا رئيسا بالنسبة للقوات المتقدمة من باب المندب على الساحل الغربي للبلاد، ومحورا هاما ترتبط به تفاعلات ونتائج معركة الساحل برمتها بوصفه منطقة مفصلية تلتقي عندها طرق مختلفة، ومصادر دعم وإسناد كثيرة، كما يعد مركز تموضع حصين لأي قوات تسيطر عليه، بشرط تأمين عدد من المناطق والطرق المحيطة به.
وبشأن أثر ذلك على ما يدور في تعز، قال الذهب إن التوجه الحالي يقضي بعزل تعز عن ما يجري في محيطها، لأسباب سياسية تتقاطع فيها مصالح فرقاء التحالف والشرعية، ورأى أن المعركة ستنطلق باتجاه الشمال الغربي إلى الحديدة، مع ضمان تأمين كل المناطق التي جرى السيطرة عليها من باب المندب حتى معسكر خالد وما يتبع ذلك قدما.
وكان الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية عبده مجلي قد اعتبر أن استعادة السيطرة على معسكر خالد بن الوليد تمثل ضربة قاصمة لمليشيات الحوثي والمخلوع، وأن ذلك يساهم في تأمين مدينة المخا وتسهيل عملية استقبال الدعم اللوجستي والإغاثة الإنسانية وتأمين بقية مناطق الساحل الغربي وخطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر، إضافة إلى قطع خطوط إمداد الحوثيين بين محافظتي تعز والحديدة.
وأشار مجلي -في تصريح نقله المركز الإعلامي للقوات المسلحة- إلى أن معسكر خالد يعتبر نقطة انطلاقة لتحرك الجيش الوطني شرقا باتجاه مدينة تعز وغربا باتجاه محافظة الحديدة.