[ منصور الزيلعي المختطف لدى مليشيات الحوثي ]
منصور عبده فارع الجرادي، المعروف بمنصور الزيلعي، اختطفته مليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية قبل عامين وشهر من بيته في مدينة الراهدة بتعز الواقعة تحت سيطرت المليشيا.
سُجن الزيلعي في إدارة أمن الراهدة ومنها إلى مدينة الصالح السكنية التي استبشر أبناء مدينة تعز بها كونها ستحل مشاكل وعناء الكثيرين في السكن، لكنها لم تكن كما أراد أبناء المدينة، بل كانت كما أرادت المليشيا الانقلابية، والتي حولتها إلى سجن لأبناء تعز ومعتقل يُمارس فيه شتى صنوف التعذيب.
تعرض منصور الزيلعي لأشد صنوف التعذيب وهُدد بالقتل والتعذيب النفسي حتى الإغماء، بعدها نقل إلى العاصمة صنعاء، وسجن في دار الرئاسة في أماكن قصف طائرات التحالف العربي، وتعرض مكان اعتقاله لغارة جوية كادت أن تودي بحياته.
وبعد ذلك نقل الزيلعي من إحدى السجون في صنعاء إلى محافظة ذمار وأودعته المليشيا الانقلابية سجن كلية المجتمع التي حولت كغيرها من المنشآت التعليمية إلى سجن ومعتقل لا تهوية فيه، ومليء بالمجانين والمصابين، بعضهم تعفنت جراحهم، سجن لا يعرف نزلاؤه الشمس، فيه معتقلون كثر يصل عددهم إلى 120 سجيناً.
الزيلعي لم تؤثر فيه كل هذه المعاناة، وأمس السبت تفاجأ بخبر موت نجله القسام الذي سافر إلى صنعاء للالتحاق بكلية الهندسة، كان يعتقد بقبول ابنه بالكلية لكن ليس كما أراد، نزل الخبر كالصاعقة بموت ابنه.
منصور الزيلعي الناشط الحقوقي والمتفاني بخدمة وطنه وأبناء مدينته وحتى المعتقلين، كان لهم أبا خدوما، قام بالاتصال بإدارة السجن لعلهم يخرجونه لإلقاء نظرة الوداع على ابنه وصديقه وحبيبه، كما يصفه.
مرت الجنازة من أمام السجن الذي هو فيه، وانتظر المشيعون قرابة الساعتين اليوم الأحد، لعل قلوب من يوهمون الشعب اليمني أنهم أتوا لإنقاذ الوطن ترحم وتخرج منصور لإلقاء نظرة الوداع على نجله القسام.
بعد أن يئس المشيعون فما كان أمامهم إلا أن يواصلوا المسير إلى مدينة الراهدة، حيث ووريَ القسام مثواه الأخير وترك الأب منصور يتقطع ألماً وحزناً على نجله الأكبر، ليس انهياراً كما يقول منصور بل لأنه أب يبكي لفراق ولده.
وتلقى "الموقع بوست" مكالمة هاتفية من المعتقل منصور الزيلعي حيث قال "حاولت أن يسمحوا لي بزيارة ابني كجانب إنساني وظلت جنازته أمام السجن بمحافظة ذمار ساعتين، وكان بيني وبين ابني القسام بضعة أمتار لأقبله للمرة الأخيرة، إلا أنهم رفضوا".
وأشار الزيلعي إلى أنه كان يتمنى أن ينظر إلى جنازة نجله القسام حتى من بعيد، إلا أن المليشيا الانقلابية لا تملك ذرة من الإنسانية والضمير فرفضت.
وأوضح الزيلعي أن هذا العام الثالث منذ اعتقاله، مؤكدا أنه لا يوجد عليه أي تهمة أو قضية، وكان هناك توجيهات من النائب العام ونيابة البحث الجنائي ومن وزير الداخلية التابع للانقلابيين بإطلاق سراحه.
وأضاف الزيلعي "كانوا يبلغونني أنه سيتم الإفراج عني، أقوم بتوزيع ثيابي على السجناء والأشياء التي لا أحتاجها إلا أني أتفاجأ بعد يومين من إبلاغي بعدم الإفراج ولا أدري من هي اليد الخفية التي تقف عائقاً أمام إخراجي من المعتقل".
وقال الزيلعي إن نجله القسام "مات شهيدا، ومن خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع"، مضيفاً بالقول "مات ولدي مظلوما، وأكبر ظلم أن الانقلابيين منعوه من زيارتي وهو حي".
وختم الزيلعي حديثه لـ"الموقع بوست" بالقول "كان ولدي القسام يتصل بي ويتمنى زيارتي"، بعدها اختنقت الكلمات في فم الزيلعي ولم يستطع النطق بكلمة واحدة، وأجهش بالبكاء، وخلال حديثه كان قد حاول أن يكون قوياً أثناء اتصاله، لكنه لم يستطع.