[ الكوليرا ضاعفت معاناة اليمنيين ]
حذرت وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة ومنظمة مساعدات دولية، أمس الجمعة، من أن وباء الكوليرا فى اليمن، وهو الأسوأ فى العالم منذ تفشى في هايتى عام 2010، من المحتمل أن يزداد سوءا فى موسم الأمطار.
وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق أن منظمة الصحة العالمية أكدت أن تفشي الكوليرا في اليمن "بعيد عن السيطرة مع بدء موسم الأمطار، وربما زيادة وتيرة انتقال المرض".
وذكرت مجموعة أوكسفام التى تتخذ من المملكة المتحدة مقرا لها -في بيان لها- أن الكوليرا فى اليمن تعد الأن "الأكبر في أي دولة فى عام واحد".
وجاءت هذه التحذيرات بعد يوم واحد من إعلان منظمة الصحة العالمية عن 370 ألف حالة يشتبه في إصابتها بالكوليرا وأكثر من 1800 حالة وفاة منذ 27 أبريل/نيسان الماضي.
وقال نايجل تيمنز، المدير الإنساني لمنظمة أوكسفام الذي عاد لتوه من بعثة لتقصي الحقائق إلى اليمن "لقد انتشرت الكوليرا دون رقابة في بلد ما بالفعل على ركبتيها بعد عامين من الحرب والتي تتغلغل على حافة المجاعة".
وذكرت منظمة الصحة العالمية انخفاضا فى عدد الحالات المشتبه فيها خلال الأسبوعين الماضيين فى بعض المناطق الأكثر تضررا بما فيها العاصمة صنعاء، لكنه حذر من أنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان هذا الاتجاه سيصبح اتجاها.
وحذرت أوكسفام من أن موسم الأمطار فى اليمن خلال الفترة من يوليو/تموز إلى سبتمبر/أيلول سيسرع من انتشار المرض.
وتعتزم منظمات المساعدات الدولية تقديم المساعدات وسط القتال وإغلاق المطارات والموانئ الرئيسية فى البلاد.
وفي جنيف، قالت منظمة الصحة العالمية إن خمسة ألف يمني يصابون بأعراض الكوليرا كل يوم.
وفي حين يمكن علاج هذا المرض بسهولة، فإن وصول الناس إلى الخدمات الصحية محدود لأن نصف المرافق الصحية في البلاد خارج الخدمة.
وذكرت وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاما يمثلون 41 فى المئة من جميع الحالات المشتبه فيها، ويشكل الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما ثلث الوفيات.
ويعتبر سوء التغذية أحد التحديات الرئيسية في احتواء المرض.
وقالت المنظمة "إننا بحاجة إلى كسر الحلقة المفرغة لسوء التغذية والإسهال"، وأضافت "هناك 17 مليون شخص في اليمن يعانون حاليا من انعدام الأمن الغذائي، ويؤدي سوء التغذية إلى تفاقم الإسهال، ويؤدي الإسهال إلى سوء التغذية".
وذكرت أن منظمة الصحة العالمية وشركاءها يعملون على الحد من انتشار الكوليرا عن طريق زيادة فرص الحصول على المياه النظيفة والصرف الصحي، وإنشاء مراكز للعلاج، وتدريب العاملين الصحيين، والعمل مع المجتمعات المحلية في مجال الوقاية.
وكشفت أنهم قدموا أكثر من 800 ألف كيس من السوائل الوريدية، بالإضافة إلى اللوازم والأدوية الأخرى لعلاج اليمنيين المصابين بأعراض الكوليرا.