[ الصحفي والإعلامي الفقيد جمال النمري ]
قبل أسبوع غادر حياتنا الصحفي اليمني جمال النمري عن عمر يناهز 32 عاما بعد صراع مرير مع المرض.
جمال من مواليد 16 مارس 1985 قرية بيت النمري في الخبت بالمحويت، ودرس التعليم الأساسي في مدرسة عمر بن الخطاب - بيت النمري، كما درس التعليم الثانوي في مدرسة الشهيد العرابي - بني عمارة.
ويحكي عنه شقيقه الإعلامي سمير النمري أنه في العام 2010 نال درجة البكالوريوس من كلية الفنون الجميلة بجامعة الحديدة تخصص الإذاعة والتلفزيون.
ومع اندلاع الثورة الشبابية الشعبية في العام 2011 قال سمير "كان جمال أول الملتحقين بساحة التغيير في العاصمة صنعاء ، وعمل مصورا متعاونا مع قناة الجزيرة الفضائية في تغطية أحداث الثورة، وقام بتصوير ومونتاج الفيلم الوثائقي (حناجر لا خناجر)، ويحكي يوميات ثورة فبراير والذي أنتجته قناة الجزيرة وقدمه الزميل أحمد الشلفي".
وقال سمير "مع بداية العام 2012 انتقل الفقيد جمال النمري للعمل كمصور ومونتير ومخرج للبرامج المباشرة في قناة يمن شباب في العاصمة صنعاء، أنتج خلال فترة عمله مع القناة التي استمرت حتى اقتحام مليشيا الحوثي وقوات صالح لمقر القناة في أواخر مارس 2015 عشرات الحلقات والبرامج المتنوعة".
كما عمل خلال تلك الفترة مع عدد من القنوات الخاصة والمؤسسات في إنتاج عدد من الحلقات والبرامج والأعمال التلفزيونية، حسب شقيقه.
وأضاف النمري "في مطلع العام 2013 اكتشف جمال أثناء فحص روتيني بأحد مستشفيات صنعاء بأنه مصاب بفشل كلوي مزمن، وهو ما جعلنا نتخذ قرارا بنقله بصورة عاجلة إلى العاصمة الأردنية عمان، حيث تبرع شقيقي عبدالله له بإحدى كليتيه".
وقال "عاد جمال للعمل بصورة طبيعية مع القناة وتزوج بعد ثمانية أشهر من إجراء العملية ومارس حياته الطبيعية حتى دخول الحوثيين صنعاء وانطلاق عاصفة الحزم".
وأضاف "لم يستسلم جمال للقمع الوحشي لمليشيا الحوثي وصالح وأصر على العمل من داخل العاصمة صنعاء بعد انطلاق عاصفة الحزم كمصور متعاون لصالح قناة الجزيرة، وقام بإعداد وتصوير ومونتاج عدد من التقارير، إلى أن قامت المليشيا عبر عدد من الأطقم المدججة بعشرات المسلحين بمحاصرة شقته واقتحامها ونهب جميع محتوياتها بما فيها أدوية زراعة الكلى وذلك أثناء ذهابه للغداء برفقة زوجته بأحد مطاعم صنعاء".
وأشار إلى أنه "عند عودته تفاجأ بوجودهم وفر هاربا إلى منزل أحد الأصدقاء ثم إلى القرية بمحافظة المحويت، الا أن المليشيا لاحقته وحاولت اختطافه فقررنا تهريبه مع زوجته إلى مأرب، وعند وصوله اكتشفنا عدم وجود جوازات السفر معه فاضطررنا إلى تهريبه مرة أخرى إلى الحديدة لإصدار جوازات جديدة".
وقال "عند وصوله الحديدة تفاجأ بوجود اسمه على لائحة المطلوبين، لكن وبمساعدة بعض الموطنيين داخل جوازات الحديدة، تم استصدار جوازات جديدة لجمال وزوجته ليعود مرة أخرى في رحلة مليئة بكثير من المخاطر ونقاط التفتيش إلى مأرب".
وتابع النمري قائلا "تمكن جمال من الحصول على تأشيرة حكومية للدخول إلى السعودية، وهناك تمكن من الحصول على فرصة عمل كمصور ومخرج ومونتير لصالح قناة سما الناطقة باللغة الصينية حتى شهر مارس الماضي عندما تدهورت حالته المرضية فجأة وأدت إلى إصابته مرة أخرى بفشل كلوي حاد".
وأردف سمير "حاول جمال دخول عدة مستشفيات حكومية في العاصمة السعودية الرياض إلا أن تلك المستشفيات كانت ترفض وتطرده من غرف الطوارئ في مشهد لم نكن نتوقعه مطلقا خاصة مع حالة إنسانية خطيرة".
وذكر سمير أن شقيقه جمال "اضطر لدخول إحدى المستشفيات الخاصة وخلال عدة أيام فقط كان المبلغ الذي يتوجب عليه دفعه يتجاوز خمسة آلاف دولار وهو الأمر الذي جعلنا نبحث عن طريقة لإخراجه إلى العاصمة المصرية حيث العلاج أرخص سعرا"، مشيرا إلى أن حالة جمال ازدادت تدهورا مع تزايد السموم في الجسم مع أن جمال -حد قوله- "كان يخفي علينا ذلك ويشعرنا كل يوم أنه بخير وبصحة جيدة خشية أن يتسبب بإقلاقنا وتكدير حياتنا خاصة تزامن تلك الحالة مع حفل زفاف أشقائي عبدالله وضيف الله".
وأشار النمري إلى أن حالة جمال تدهورت بشكل أكبر قبل أربعة أيام من وفاته ليدخل في مرحلة الغيبوبة وفقدان الوعي وفقدان الحركة والتنفس ليتوفاه الله فجر يوم الجمعة 7 يوليو 2017.
وختم النمري حديثه قائلا "كانت حياة جمال قصة كفاح كبيرة خاصة بعد إجراء عملية زراعة الكلى، حيث كان كل تفكيره منصب في مسألة توفير علاج زراعة الكلى والتأكد من الفحوصات الطبية الشهرية".