[ وقفة احتجاجية لأمهات المخفيين قسريا في عدن بالقرب مقر لقوات الإمارات بالبريقة ]
تعرضت أمهات المخفيين قسريا والمعتقلين تعسفيا، في سجون العاصمة المؤقتة عدن، للاعتداء خلال تنفيذهن وقفة احتجاجية صباح اليوم الأربعاء أمام معسكر القوات الإماراتية بالبريقة.
وشهد الحاجز الأمني الأول والواصل لمعسكر القوات الإماراتية بالبريقة انتشارا أمنيا مكثفا، وذلك قبل ووصول أمهات المخفيين قسرياً والمعتقلين تعسفيا لتنفيذ الوقفة الاحتجاجية، حسبما ذكرته إحدى أمهات المخفيين في حديث خاص لـ"الموقع بوست".
وأوضحت الأم -التي فضلت عدم الكشف عن اسمها حرصا على سلامتها وسلامة ابنها المخفي قسريا في معسكر القوات الإماراتية بالبريقة- بأن قوات الحزام الأمني قامت بتهديدهن ومنعهن من النزول إلى موقع الوقفة الاحتجاجية، ليتحرك بعد ذلك الباص الذي يقل الأمهات بعد أن تم تهديد سائقه بالاعتقال.
وذكرت بأن اثنتين من أمهات المخفيين قسرياً لم يبالين بتهديدات الجنود ونزلن من الباص، ليتم بعدها اعتقالهن وإرسالهن إلى إدارة الأمن في خورمكسر والتحقيق معهن قبل أن يتم الإفراج عنهن، في حين تحركت بقية الأمهات على متن الباص لمسافة قصيرة ونزلن بعدها لتنفيذ الوقفة الاحتجاجية بعيدا عن الأطقم والعربات العسكرية.
وتابعت "قمنا برفع اللافتات واللوحات التي كتبنا عليها شعارات منددة بما يتعرض له أبناؤنا من انتهاك في السجون والمعتقلات السرية، لنفاجأ بعد مرور دقائق معدودة من وقفتنا باقتراب أطقم عسكرية عليها عشرات الجنود بينهم ثلاث مجندات من الشرطة النسائية".
وأشارت إلى أن الجنود طالبوهن بالتحرك من مكانهن سريعا قبل أن يتم اعتقالهن، "وبعد رفضنا للتحرك تم الاعتداء علينا من قبل عناصر الشرطة النسائية أمام العشرات من أفراد الحزام الأمني"، تقول الأم.
ومن بين مطالب الجنود الغريبة، قالت الأم بأنه تمت مطالبة أمهات المخفيين بالتظاهر أمام قصر المعاشيق، مهددين إياهن بالاعتقال في حال ما اقتربن مرة أخرى من معسكر القوات الإماراتية.
ولفتت إلى أن عناصر الشرطة النسائية قمن بضرب أمهات المخفيين قسرياً ونزع حجاباتهن وأغطية رؤوسهن، في تطور لافت لم تشهده الوقفات الاحتجاجية السابقة.
وقالت إنها تعرضت للكمات في عينها اليمنى، مما أدى لتورمها وعدم الرؤية بها بشكل جيد، بينما تعرضت بقية الأمهات للركل واللكم في أماكن متفرقة من أجسامهن.
وتضيف الأم -في حديثها لـ"الموقع بوست"- "بالكاد تمكنا من إيقاف باص لنصعد بعدها ونلوذ بالفرار، إلا أن طقما عسكريا بقي يلاحقنا من البريقة حتى وصلنا إلى بداية شارع الجسر والمقابل لمشفى البريهي في مديرية المنصورة".
مستدركةً "بعد أن وصلنا لبداية شارع الجسر حتى تفرقت الأمهات وفرت كل واحدة منهن باتجاه، مستغلات زحام السيارات في ذاك الوقت، خوفا من أن يتم اعتقالهن".
وتعد هذه الواقعة الأولى من نوعها، حيث لم تشهد الوقفات الاحتجاجية السابقة لأمهات المخفيين والمقدرة بالعشرات أي اعتداء مشابه، فقد اقتصرت الاعتداءات السابقة على إطلاق الأعيرة النارية في الهواء لتهديد الأمهات ومنعهن من التصوير، كما حدث معهن في الوقفة الاحتجاجية السابقة يوم الأربعاء الماضي.
وكانت وسائل إعلامية محلية ومعروفة بتوجهها الموالي لدولة الإمارات العربية المتحدة، قد نشرت قبل يومين خبرا يتحدث عن الوقفة الاحتجاجية لأمهات المخفيين، حيث تم التحذير منها واتهامها بالمدفوعة من مسؤولين حكوميين في قصر المعاشيق، وذلك لنشر الفوضى وإحداث اختلالات أمنية بالقرب من معسكر القوات الإماراتية، حسبما نشرت تلك الوسائل.