[ بن دغر انتقد صدور بيانات تعبر عن الحكومة من غير مكتبه ]
ألقت التطورات المتعلقة بالمجلس الانتقالي الجنوبي بظلالها على وحدة الصف داخل الحكومة اليمنية التي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرا لها.
وفجرت تصريحات لرئيس المجلس عيدروس الزبيدي غضبا واسعا داخل الشرعية بعد اتهامه للحكومة بشكل عام ولنائب رئيس الجمهورية علي محسن الأحمر بالإرهاب بشكل خاص في لقاء تلفزيوني مع قناة الحرة.
وظهر عيدروس مطالبا باستعادة ما أسماها دولة الجنوب وتحريره كاملا وإعلان استقالته، وذهب إلى أبعد من ذلك حين قال ان المنتمين لحزب التجمع اليمني للإصلاح في عدن بأنهم ينتمون للشمال، نافيا عنهم صفة الانتماء لمختلف محافظات الجنوب.
تلك التصريحات أثارت الاستياء لدى قيادات في الحكومة الشرعية، وسارع مصدر مسؤول فيها إلى التعبير عن استهجانه وإدانته لكل الاتهامات التي ساقها الزبيدي في حواره ضد رموز وقيادات الحكومة الشرعية ووصفه لها بالإرهاب.
ونشرت وكالة "سبأ" الحكومية تصريحا للمصدر المسؤول قال فيها بأن الزبيدي يمارس نفس وظيفة الانقلابيين في العمل على تشويه صورة تلك الرموز الوطنية، معتبرا أن تصريحات الزبيدي تعبر عن حالة الإفلاس الأخلاقي والقيمي التي يعيشها.
واتهم المصدر الحكومي الزبيدي بأن لديه علاقة مشبوهة بقوى الانقلاب والإرهاب، وأنه تخرج من الضاحية الجنوبية في لبنان (تابعة لحزب الله)، ويرتبط بإيران، ولا يزال محتفظا بعلاقات معها يمارس من خلالها دورا رديفا لرفاقهم الحوثيين في اليمن.
وتطرق تصريح المصدر الحكومي إلى التأكيد على العلاقة التي تربط نائب رئيس الجمهورية نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة علي محسن صالح، ورئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، ورئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر، والذين يخوضون جميعا حربا مفتوحة وبلا هوادة ضد قوى الانقلاب.
وبعد مرور أقل من 24 ساعة نشر رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر منشورا على صفحته بالفيسبوك بدا وكأنه ردا على تصريحات المصدر المسؤول الذي نشرت تصريحاته في وكالة "سبا" في وقت متأخر من مساء الأحد.
منشور بن دغر أبدى امتعاضه من تلك التصريحات التي أدلى بها المسؤول الحكومي، وسارع للتقليل من أهميتها، وقال بأن ما يعبر عن الحكومة هو "خطابات رئيسها ومقالاته وبياناته الصادرة من مكتبه، أو ما يصدر عن المتحدث الرسمي باسمها، هذا بيان لمن يريد أن يتوخى الحقيقة".
ونشرت وكالة "سبأ" الحكومية نص منشور بن دغر في موقعها، وطالب بن دغر في منشوره بتوخي الحقيقة والحذر من الجميع، معلنا ولائه لشرعية الرئيس هادي ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وآليتها وقرارات مجلس الأمن، وولائه للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وكل دول التحالف في مواجهة ما أسماه العدو.
وفي منشوره أيضا قال بن دغر بأنه مع وحدة الصف الوطني في مواجهة انقلاب الحوثي وصالح كقضية رئيسية، معلنا رفضه الإساءة "لمن نختلف معهم، وإن كنا لا نقبل مواقفهم"، وهي إشارة صريحة للهجوم الذي شنه المصدر المسؤول ردا على تصريحات الزبيدي.
ولم يتطرق بن دغر في منشوره لتصريحات الزبيدي في اللقاء التلفزيوني والإساءات التي ساقها للحكومة، ونصح الزبيدي في منشوره بالقول "ومن باب أولى لا نرى سبباً في تناول الأشخاص والرموز الوطنية، فهذا فعل لا يرقى بصاحبه إلى مستوى المسؤولية".
ووفقا لبن دغر فإن "كل المعارك الجانبية والصراعات الثانوية فعل لا يخدم سوى العدو".
وتعكس التراشقات الإعلامية داخل الحكومة حدة الخلاف الذي يعصف بأقطابها، واختلاف وجهات النظر تجاه العديد من القضايا التي تمثل تحديا حقيقيا لوجود الحكومة بشكل أساسي.
وكانت قرارات للرئيس هادي أقالت ثلاثة من محافظي المحافظات (حضرموت، شبوة، سقطرى) وتسببت بمضاعفة وتيرة المناهضة للحكومة اليمنية في مدن الجنوب، بعد الإطاحة بأبرز قيادات المجلس الانتقالي الذي تشكل من شخصيات رسمية تعمل لصالح الحكومة الشرعية.
وعلى غرار عادة المسؤولين الحكوميين، فلم تصدر أي بيانات مؤيدة لقرارات الرئيس هادي الأخيرة كما كان عليه الوضع عند إقالة محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي ووزير الدولة هاني بن بريك، والتزمت الحكومة الصمت ما عدا بيان لمستشار هادي ياسين مكاوي قال فيه بأن قرارات هادي ستسهم في معالجة الاختلالات لإدارة بعض المحافظات.