[ طفلة مصابة بالكوليرا في مقبنة بتعز- الموقع بوست ]
اجتاح وباء الكوليرا مديرية مقبنة غرب مدينة تعز، حيث انتشر فيها بشكل كبير وسريع، وتحديدا في عزلة القحيفة.
وأكدت مصادر طبية لـ"الموقع بوست" بأن حالات الوفاة بلغت حتى أمس الخميس خمس حالات خلال أسبوع، وما تزال أعداد الإصابات في تزايد مخيف.
وأضافت المصادر أن هناك أكثر من 700 حالة مصابة بالإسهال واشتباه الإصابة بالكوليرا وسط غياب أبسط الإمكانيات، وعدم وجود أي أثر ملموس للجهات الرسمية.
ويتواجد في عزلة القحيفة بمديرية مقبنة وحدة صحية وحيدة تفتقر للكوادر الصحية والمحاليل الطبية والأدوية، حيث هناك أجساد نحيلة لمئات الحالات المصابة بالكوليرا تفترش الأرض وتلتحف الشمس الحارقة والغبار باتت تلفظ أنفاسها الأخيرة لتلحق محتسبة صابرة بسابقيها ممن حالت الإمكانيات المتواضعة دون أن تتماثل للشفاء.
أطفال بعمر الزهور بات الموت يتخطفهم بشكل يومي وسط مناشدات للضمير الإنساني واستغاثة بالمنظمات الصحية سرعة إنقاذ ما تبقى منهم.
مشاهد واقعية رصدها "الموقع بوست" متتبعا سبب انتشار وباء الكوليرا الذي عزاه مختصون إلى نقل مياه الشرب من آبار ملوثة ولعدم الوعي بأهمية النظافة الشخصية، الأمر الذي فاقم معاناة أبناء عزلة القحيفة خصوصاً ومديرية مقبنة عموماً.
حالات وفيات بالكوليرا يتم رصدها بشكل يومي لمن لم تسعفهم ظروفهم المادية الوصول للوحدات الصحية وحالات وفيات بالجملة لبسطاء الناس ممن لا يمتلكون مالاً يستأجرون به وسيلة مواصلات تقلهم إلى مرافق صحية في مدينة تعز تواري الثرى دون أن يعلم بها أحد.
المواطن عبدالله علي الشميري قال لـ"الموقع بوست ": "أبناؤنا يموتون بوباء الكوليرا ونظراً لهذا الوباء لا نجد سوى وحدة صحية وحيدة فقط وهذه الوحدة الصحية تفتقر إلى أبسط الكوادر وأيضاً تفتقر إلى الأدوية والمستلزمات الطبية".
وأضاف الشميري أن الوفيات في تزايد جراء انتشار وباء الكوليرا، مشيراً إلى أن أحد المواطنين من قرية الحنيني عزلة القحيفة مديرية مقبنة توفي بالأمس بسبب الكوليرا.
هكذا هو الحال في مديرية مقبنة كارثة، إنسانية باتت تتهدد أرواح أبناء المديرية التي انتشر فيها وباء الكوليرا بشكل مخيف، الأمر الذي دفع بالمواطنين هناك إلى إطلاق نداءات الاستغاثة بتوجيه الدعم وكبح جماح هذه الجائحة الخطيرة، سواء كان ذلك من قِبل الجهات الرسمية أو المنظمات المحلية والدولية، أو أصحاب رؤس الأموال وفاعلي الخير، لأن السكوت عن هذا القاتل سيؤدي إلى كارثة لا تحمد عقباها.