[ ساعدت المنظمة الاسكتلندية في السابق عدة اسر في اليمن ]
تحدث كاتب اسكتلندي عن الوضع في اليمن والأزمة الانسانية التي تمر بها البلاد في ظل انقلاب مليشيات الحوثي والمخلوع صالح على السلطة الشرعية، مستعرضا تجربة لمنظمة اسكتلندية تعمل في اليمن منذ العام 2010م، وتمارس عملها أيضا في 40 دولة حول العالم، ومقرها في اسكتلندا.
وقال الكاتب الاسكتلندي ميشيل ام سي كين في مقال له نشر على "موقع سكوت مان" وترجمه "الموقع بوست" إن الأزمة التي تمر بها اليمن تعد أكبر أزمة إنسانية في العالم تتسع لكن بعيدا عن أعين الاعلام، في بلاد تذكر بأنها مكان تنظيم حفل جوائز الروايات كاسكتلندا، وتشتهر فيها افلام ايوان ام سي جريور التي تتسم بالرومنسية الكوميدية.
واضاف الكاتب "اليمن البلاد العربية التي يصل كثافة سكانه الى ٢٦ مليون نسمة، والبعيدة جدا من البلاد المعروفة بروعة أسماك السلمون فيها، تعاني من حرب أهلية دامية ومدمرة منذ سنتين".
وتابع الكاتب الاسكتلندي قائلا: مواطنون بريؤون يتأثرون بوطأة هذه الحرب، مشيرا إلى أن كثير من العائلات شردت وتقطعت بهم السبل، المدارس أقفلت أبوابها، الأطفال صاروا حبيسي بيوتهم، والكوليرا انتشرت بشكل هائل لدرجة أنها أصبحت تصيب طفلاً جديدا كل ٣٥ ثانية.
وقال ميشيل "على نحو متزايد، أصبح اليمن معزولا مع تجفيف الواردات الغذائية وأزمة الجوع التي اجتاحت البلاد، وتقدر ارقام الامم المتحدة ان 17 مليون شخص يكافحون من اجل ايجاد ما يكفي من الطعام".
وأشار إلى أن هنالك ما يقارب السبعة مليون يمني على حافة المجاعة، بتعداد سكاني أكبر من تعداد سكان اسكتلندا، يقل استهلاك الطعام لدرجات تجعل الناس يموتون من شدة الجوع، وما يقارب المليونين طفل يعانون من سوء التغذية، اضافة إلى موت طفل كل عشر دقائق بسبب أمراض يمكن علاجها، وإلى حد الآن خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن أقل من الثلث الممول.
وذكر الكاتب الاسكتلندي في مقاله الذي ترجمه "الموقع بوست" قبل احتجاجات الربيع العربي التي هزت الشرق الأوسط في عام ٢٠١١ ، كانت اليمن تعرف بأنها البلاد الأفقر في الوطن العربي، باقتصاد ناشئ من الزراعة وبعض الصناعات و المصادر الطبيعية المتوفرة.
ولفت إلى أن اليمنيين عاشوا كما اعتادوا العيش لعقود معتمدين على المناطق الجبلية والأراضي الجافة، لكن الاحتجاجات فشلت في مسعى توفير انتقال سياسي سليم كان متوقع ان يجلب الاستقرار للبلاد.
"وفي عام ٢٠١٥ انهار الوضع في البلاد ليؤدي ذلك الى حرب اهلية بين القوات الموالية للرئيس هادي والقوات الموالية لمليشيات الحوثي الذينِ يسعون الى تأسيس الحكومة اليمنية" يقول الكاتب الاسكتلندي.
واوضح أن منظمة "ميرسي كوبرس" الواقعة في ايدنبراه في سكتلندا بدأت العمل في اليمن منذ ٢٠١٠ قبل الحرب كانت تركز على كيفية مساعدة المجتمعات اليمنية في تأسيس معيشة مناسبة، على سبيل المثال دعم مزارعي السمسم لتطويرالإنتاج والدخول الى السوق.
وقال "لكن في الوقت الحالي وبعد مرور سنتين على انفجار الحرب يحاولون فقط ابقاء العائلات على قيد الحياة، وذلك بتوفير سندات تمكن الناس من شراء ما يلزمهم من الأمور الأساسية كالطعام والماء، وايضاً لإبقاء التجارة الداخلية قيد العمل، مما يساعد في توفير العائدات وفرص العمل".
وأكد أن الاحتياجات تذهب لما هو أبعد من الطعام، أزمة الكوليرا التي بدأت قبل ما يقارب الستة أسابيع أضرت بحياة أكثر من ١٢٠ الف من الناس.
وحسب ميشيل "يقوم فريق ميرسي كوربس الذين يعملون بدون توقف على محاولة وقف انتشار هذا المرض، اما عن طريق توفير مرشحات المياه لتنظيفها، او توفير اقراص مادة الكلور، او توفير مستلزمات الوقاية، اضافة الى ذلك توعية أكثر من ٣٥٠ ألف شخص على طرق الوقاية من هذا الوباء".
لقراءة المادة الأصل اضغط هنا