في رغبة كبيرة لإيقاف أزمة انتشار وباء الكوليرا في اليمن بدأت اليونيسف تخطو خطوة كبيرة وتقرر دفع رواتب الأطباء والممرضين الذين لم يتلقوا دخلهم خلال الأشهر الماضية.
 
المدير الإقليمي لليونيسف، السيد جييرت كابيليرا قال يوم الخميس، بأن موظفي الصحة يقومون بجهد كبير لمقاومة الكوليرا في وقت عصيب جدا تمر به المستشفيات بسبب انتشار المرض، فلا يجب ان يعملوا بالمجان، وفق تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز.
 
ويذكر أن دخلهم المادي قد توقف منذ أن بدأت الحرب الأهلية التي احتدمت منذ مارس ٢٠١٥ بين الحكومة المدعومة من المملكة العربية السعودية ومليشيا الحوثي وحلفائها.
 
السيد كابيليري قال بأن اليونيسف التي تعرف بمنظمة الأمم المتحدة للطفولة بدأت بدفع مستحقات موظفي الصحة مند أربعة أسابيع، وهي المنظمة التي تستعير الأموال من صندوق الطوارئ، وذلك لتوفير ما يقارب ٧٠٪ من الدخل المعتاد لموظفي الصحة، وتوصف الأموال بأنها اجور يومية، ووصلت الى ملايين الدولارات.
 
وقال السيد كابيليري في مقابلة صحفية "هذه ليست ممارسات شائعة على الاطلاق". وأضاف قائلا "وهذه ايضا ممارسات انا لا أود ان اراها تدعم"، وقال ايضا انه كان من المهم القيام بذلك لأننا "لن نسمح للأطفال ان يموتوا".
 
ولقد وصف أزمة وباء الكوليرا وانتشاره في اليمن قائلا "انه في الحقيقة دمار هائل جدا "، البلاد التي تعتبر الأفقر في الشرق الأوسط، ستكون امام خطر ضخم لم تواجهه من قبل.
 
الجدير بالذكر أن الكوليرا التي تعتبر مرض بكتيري ينتشر عن طريق المياه العكرة قد يسبب جفاف مميت اذا ترك من غير علاج.
 
نصف المنشآت الصحية التابعة للدولة كان مصيرها اما الدمار او الاغلاق بسبب الحرب الدائرة في البلاد، والتي خلفت ما يقارب ١٠ الآف ما بين قتلى ومهجّرين بحسب اليونيسيف.
 
ويقول السيد كابيليري، أن أزمة الكوليرا تأتي على قمة ما يسمى بالحالات المروعة.
 
ما يقارب الألف يمني لقوا مصرعهم من مرض الكوليرا منذ بداية الأزمة في أبريل، نصفهم من الأطفال والنساء، وقال موظفو الأمم المتحدة انه تم تسجيل أكثر من ١٣٠ ألف حالة، كما توقع السيد كابيليري وآخرون ان العدد قابل للزيادة ليصل الى ٣٠٠ الف حالة في الاسابيع القادمة.
 
وقد قال السيد كابيليري بأنه تحدث مع الأطراف المتخاصمة في اليمن عن موضوع دفع مستحقات موظفي الصحة ولقد ركز الطرفين على ضرورة ايجاد حل لهذه المشكلة.
 
وقد قال السيد كابيليري "لقد تحدثت مع كلا الطرفين وأخربتهم انه يبدو ان لديهم الكثير من الأموال المتبقية لكي بتقاتلوا فيما بينهم، فمن الأولى ان تدفعوا للأطباء والممرضين العاملين معكم ".
 
وتحدث في ظل نظرة قاتمة عن التمويل المتزايد لحالات الطوارئ الإنسانية في اليمن، قد يؤدي ذلك الى احتمال حدوث انخفاض حاد في مساعدات الأمم المتحدة من إدارة ترامب.
 
وقال المنسق الإنساني التابع للأمم المتحدة في اليمن، السيد جايمي ام سي جولدريك الخميس أن ال٢.١ بليون دولار المخصصة لتغطية الاحتياجات الإنسانية لخطة العام ٢٠١٧ قد صرف ٢٩٪ منها.
 
وبحسب صحيفة فرنسية أردف السيد جايمي قائلاً في مؤتمر صحفي اقيم في عمان عاصمة الأردن، "إن المؤلم في الوضع الجاري في اليمن أن الإنسانية تدمر لتحقيق اهداف سياسية ".
 
وكانت تقارير صحفية اتهمت جميع أطراف الصراع في اليمن بالتسبب بانتشار وباء الكوليرا في اليمن.