[ عودة انتظرها اليمنييون طويلا فماالخطوة التاليه؟ ]
عودة رئيس الحكومة برفقة سبعة وزراء إلى مدينة عدن اليوم خطوة انتظرها الناس طويلا وهي رغم تأخرها تحمل الكثير من الدلالات على المستويات السياسية والاجرائية.
من غير المنطقي والمعقول استمرار الحكومة خارج البلاد في ظل وجود مناطق محررة من المليشيا تواجه تحديات إستعادة الدولة وإعادة إعمار ما دمرته الحرب .
كانت العودة مطلبا سياسيا وشعبيا ملحا وتأجيله أكثر من شأنه إحداث المزيد من الفوضى وإتاحة الفرصة أكثر أمام الجماعات المسلحة وتعزيز سطوة الفراغ وزيادة الفجوة بين الحكومة والشارع اليمني الذي بات يتمسك بأي شكل من أشكال الدولة التي غابت طويلا وادى غيابها لتجرع ويلات الحرب والتشرد.
وجود نائب الرئيس رئيس الحكومة خالد بحاح في عدن برفقة حكومته من شأنه أن يعيد تركيز المجتمع الدولي على الملفات الإنسانية والتنموية التي خلفتها الحرب ويجعل من جهود إعادة الأمن والاستقرار لمدينة عدن وتسهيل وصول وتوزيع المساعدات من عدن إلى بقية المحافظات.
العديد من الملفات الشائكة والمعقدة ستواجه الحكومة لكن وجودها في الميدان أفضل بكثير من استمرار بقائها خارج البلاد بعيدا عن اي تأثير حقيقي أو دور في معالجة الإشكالات في الميدان.
الكثير من المؤشرات تدل على أن قرار عودة الحكومة كان ايضا مطلبا من دول التحالف التي تريد التعامل في الأرض مع طرف يمثل الشرعيه تعهد إليه بالملفات التي تولتها في عدن خلال الفترة الماضية.
وهي خطوة تحمل دلالات ومؤشرات نسبية على نجاح التحالف ولو جزئيا في التقدم على الأرض وترويج فكرة تحقيق انتصار على الميدان بعكس ماتحاول المليشيا والمخلوع التشكيك في إمكانية أي طرف في النجاح والسيطرة على مقاليد الأمور في عدن والمحافظات المجاورة لها.
الأيام القريبة القادمة ستكشف فاعلية الحكومة على الأرض وقدرتها على معالجة الملفات الصعبة ونجاحها في هذه المهمة سيمثل حافزا إيجابيا ومشجعا على طريق استعادة الدولة ودحر المليشيا.
تظل الابواب مفتوحة على كل الاتجاهات والكرة اليوم باتت في ملعب بحاح فهل ينجح في إدارة اللعبة ويحقق انتصارات تشجع على الانتقال للخطوة التالية ويكون خلالها هو الحصان الأسود الذي يراهن الجميع على نجاحه وإن غدا لناظره قريب.