[ تضاعفت مأساة أطفال تعز في ظل الحرب ]
خلّفت حرب مليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية على مدينة تعز ما يزيد عن 3500 جريح من الأطفال، بينهم من أصيبوا بإعاقات دائمة، وسط أوضاع مأساوية يعيشها الأطفال ذوو الإعاقة من نقص في الخدمات والمستلزمات الطبية وشحة الإمكانيات نتيجة الحصار المفروض على المدينة.
وسجلت مؤسسة "رعاية" ما يزيد عن 3500 جريح من الأطفال بينهم 44 حالة إعاقة، تتراوح بين بتر الأطراف والشلل، وهذا الرقم ما هو إلا غيض من فيض، فالخسائر غير الموثقة أكبر من ذلك بكثير، إضافة إلى الآثار النفسية التي تحتاج سنينَ طويلة لمعالجتها.
الطفل يونس إسماعيل البالغ من العمر عشرة أعوام، فقد أطرافه السفلية جراء سقوط قذيفة هوزر على منزلهم في حي المحافظة شرقي مدينة تعز، وتضرر منزلهم البسيط وسقط جزء من سقف المنزل عليه.
تقول أنيسة محمد أم الطفل يونس لـ"الموقع بوست" إن قذيفة أطلقتها المليشيا الانقلابية المتمركزة في تلة سوفتيل سقطت على المنزل مما تسبب بسقوط جزء من سقف المنزل تسبب ببتر القدمين لطفلها يونس.
وأضافت "بعد الحادثة المروعة لم أملك إلا أن أستسلم للأمر الواقع وأرضى بقضاء الله وقدره وحسبنا الله ونعم الوكيل".
وتابعت حديثها قائلة "أشعر بأن طفلي يونس أصبح إنسانًا عاجزًا، ولكن ذلك الشعور لم ولن يسلمني لليأس والقنوط، سنصبر ونثبت حتى يأخذ الله بثأرنا من الحوثي والمخلوع صالح".
مرام الجابري، طفلة في ربيعها الثامن، مصابة بإعاقة بترت أحد أطرافها العلوية في حي الضبوعة، جراء سقوط قذيفة للمليشيا الانقلابية، وأصبحت مرام تعاني من حالة نفسيه صعبة للغاية.
أم مرام قالت لـ"الموقع بوست" وهي تذرف دموع الخوف على ابنتها "هذا هو حال ابنتي مرام إذ أصبحت تعيش بحالة نفسية سيئة بعد أن فقدت إحدى يديها، وقد زادت حالتها الصحية سوءاً وتراجعت بشكل مقلق ومخيف".
رشاء محمود هي الأخرى فقدَت إحدى رجليها بسبب قذيفة للمليشيا الانقلابية على حي شعب الدباء لتجعلها طريحت الفراش، مما جعلت حياتها أكثر صعوبة.
التقينا بعد ذلك بالمعنيين وجهات الاختصاص لمعرفة أوضاع الأطفال ذوي الإعاقة إثر قصف المليشيا الانقلابية عن قرب، حيث أفادنا مدير مركز الأطراف محمد الكندي أن الأطفال المعاقين يعيشون أوضاعاً مأساوية وصعبة جراء قصف المليشيا الانقلابية الذي تمر به تعز والذي خيم بظلاله التدميرية على كل المنشآت الخدمية وأبرزها الجهات الداعمة لذوي الإعاقة، جراء الحصار المفروض على المدينة وعدم توفر الأطراف الصناعية، الأمر الذي أثر بشكل مباشر على مركز الأطراف الصناعية في ظل عدوانية المليشيا الانقلابية التي فاقمت أعداد المعاقين، حيث تسبب قصف المليشيا في حدوث 44 إعاقة كلية للأطفال في تعز.
وأضاف الكندي لـ"الموقع بوست" أن قذائف المليشيا الانقلابية الغادرة لا تفرق بين شاب أو امرأة أو طفل أو شيخ، كما ازدادت مظاهر العجز والإعاقة بين أبناء مدينة تعز، ومعها ازدادت عليهم تعقيدات الحياة نفسياً واجتماعياً، مشيراً إلى أن الحصار المفروض على مدينة تعز يُعد عائقاً كبيراً نحو إحداث التغيير الإيجابي لأوضاع المعاقين، كما أن له تأثيرات خطيرة على واقعهم المعاش.
وتجدر الإشارة إلى أن مركز الأطراف الصناعية بتعز مستمر بالعمل والإنتاج والتدريب في أصعب الظروف قساوة وشحة مادية، وفي ظل تجاهل الجميع للمجهود الذي يقدمه كوادره.
الحرب في تعز، المندلعة منذ عامين ونصف والتي لم يكن أحدٌ يتوقع أن تصل إلى هذا الحدّ من القتل والتدمير في مختلف الاحياء السكنية، انعكست نتائجها على حياة المواطنين من الأعمار كافة، وتزايد الإقبال على طلب الأطراف الصناعية نتيجة الحرب الدائرة التي طالت الآلاف، مخلفةً ضحايا ممن فقدوا أطرافهم بين العلويَّة والسفلية، وأحالتهم إلى معاقين.