[ تدريبات لقوات النخبة الحضرمية ]
ذكر تحقيق لمكتب التحقيقات الصحافية أن قوة تديرها الإمارات العربية المتحدة قامت باختطاف مئات الأشخاص في اليمن.
وجمع المكتب شهادات من عائلات المختطفين وناشطي حقوق الإنسان بشكل أثار تساؤلات حول دعم الولايات المتحدة لشركاء في الحرب ضد تنظيم الدولة يمارسون انتهاكات لحقوق الإنسان.
ويقول يمنيون إن رجالا بالزي العسكري يقومون ومنذ عام بمداهمة البيوت وأخذ الرجال وفي بعض الأحيان لا يعود هؤلاء أبدا.
وقالت العائلات التي تبحث بيأس عن أبنائها للمكتب إنها لم تحصل على معلومات عن مصير أبنائها ولا تعرف من تسأل عن أوضاعهم.
ويعكس تقرير المكتب ما توصل إليه تقرير للجنة خبراء في الأمم المتحدة نشر بداية هذا العام حول الاختفاء القسري في المناطق التي تسيطر عليها القوات الإماراتية في جنوب اليمن.
وينتمي الرجال بالزي العسكري إلى ميليشيا من قوات النخبة التي تديرها الإمارات، واتهمت هذه بأخذ الرجال إلى مجمع في قاعدة الريان الجوية في جنوب اليمن حيث يتم احتجازهم -كما يقول ناشط في حقوق الإنسان- في حاويات سفن حديدية ويتركون يعانون من الحرارة المرتفعة التي تصل إلى 50 درجة مئوية.
وصور الناشط الوضع في القاعدة الجوية بوضع سجن غوانتنامو في كوبا وأبو غريب في العراق، وقال أحد الآباء "لا نعرف إن كانوا أمواتا أو أحياء"، مضيفا "هل هذه هي حقوق إنسان".
ويشير موقع "ديلي بيست" الذي نشر التقرير أمس الجمعة أن الإمارات العربية المتحدة شاركت في عام 2015 لدعم الحكومة الشرعية في عدن التي تقاتل ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، ولكنها بدأت قبل فترة بالتعاون والتنسيق مع الولايات المتحدة لحرب القاعدة.
وتعتبر الإمارات العربية المتحدة من حلفاء أمريكا الرئيسيين في المنطقة، ويعمل البلدان بشكل مشترك في العديد من القضايا، ولهذا تساءل مراقبون إن كانت الولايات المتحدة متواطئة في عمليات التعذيب وتستخدم معلومات جمعها المحققون من المعتقلين لإدارة الغارات في اليمن وعمليات ملاحقة تنظيم القاعدة.
ويقول المكتب إنه قضى أسابيع يجمع معلومات حول عمليات الاختفاء القسري حيث شعرت العائلات التي اختفى أبناؤها بالخوف للحديث مع الصحافيين، ومن وافق منهم على الحديث قدم تفاصيل دقيقة حول كيفية اختطافهم واعتقالهم ولكنهم طلبوا عدم نشر معلومات قد تكشف عنهم أو أبنائهم.
ويقول رجل فضل تعريف نفسه بأبو علي إنه سمع طرقات على باب عائلته في يوم من العام الماضي، وعندما فتحه وجد أمامه مجموعة من الرجال المسلحين بزي عسكري يعتقد أنهم ينتمون لقوات النخبة وكانوا يسألون عن ابنه، ولم يكن هذا مختف لكن الرجال سحبوه بعنف "ولم يكونوا بحاجة للتصرف بهذه الطريقة"، كما يقول.
وبعد السؤال الطويل حصل على معلومات أن ابنه معتقلا في القاعدة الجوية، ولم يعرف ما هي الإجراءات في الريان خاصة أن القانون اختفى في اليمن.
وحسب تقرير الأمم المتحدة، فقد تم إنشاء قوات النخبة للمساعدة في تحقيق الأمن بمدينة المكلا بعد طرد تنظيم القاعدة منها في أبريل/نيسان 2016، وظلت المدينة لأكثر من عام تحت سيطرة التنظيم، وساهمت القوات الإماراتية بطردهم حيث لا يزال الإماراتيون قوة مؤثرة فيها.
وجاء في التقرير "مع أنها تابعة للحكومة إسميا، إلا أنها (قوات النخبة) من الناحية العملياتية تابعة للإمارات".
ورغم دعم السكان المحليين لجهود النخبة في مواجهة القاعدة، إلا أنهم والناشطين يتحدثون عن اعتقال أناس عاديين لا ذنب ارتكبوه سوى أنهم واصلوا عملهم عندما كانت المكلا تحت سيطرة القاعدة، وهذا هو حال أبو علي حيث كان ابنه متزوجا "واحتاج للعمل فعمل"، مشيرا إلى أن "القاعدة كانت تسيطر على كل شيء".
وحقق فريق الأمم المتحدة في ست حالات اختفاء قسري ما بين أبريل/نيسان ونوفمبر/تشرين الثاني 2016، ووجد أن خمس حالات لا علاقة لهم بالقاعدة، أما السادس فكان تاجرا تعامل مع التنظيم تجاريا.
وهناك تقارير تتحدث عن قيام النخبة باعتقال أشخاص لمجرد الاشتباه بكونهم اعضاء في حزب الإصلاح.
ومنذ سيطرة الحوثيين على صنعاء في عام 2014 دخلت البلاد في حرب أهلية يشارك فيها كثيرون، ولم تعد للحكومة المعترف بها دوليا أي سلطة.
وقال قريب لمختف "لا توجد سلطات للتحدث معها" و "لا أعرف ما يجري". وقال رجل آخر إن ابنه اختفى قبل خمسة أشهر ويحاول البحث عنه ولم يعثر على جواب من السلطات اليمنية "لقد طرقنا كل الأبواب ولسوء الحظ، الأمر بيد الإماراتيين ولهم الكلمة الأخيرة".
ويقدر ناشطو حقوق الإنسان عدد الذين اخطفوا بالمئات حيث أفرج عن بعضهم لكن الغالبية العظمى منهم لا يزال مصيرها مجهولا.
ووجهت اتهامات مماثلة للحوثيين باعتقالات تعسفية وبدون تهم واختطافات وقصف عشوائي.
ومن الصعب التعرف على طبيعة الظروف في قاعدة الريان الجوية، إلا أن شخصا يتابع ما يجري وصف ما يتعرض له المعتقلون من تعذيب، مشيرا إلى أن الإنتهاكات تبدأ بـ"الحفلة"، حيث يتم ضربهم وشتمهم ومن ثم يتم حجزهم في الحاويات الحديدية التي تصل درجة الحرارة فيها منتصف النهار إلى 53 درجة مئوية، ويتم تعرية المعتقلين للتحقيق تماما كما حدث في أبو غريب وغوانتنامو.
وتعتبر الإمارات العربية المتحدة الحليف المفضل لدى أمريكا، ووصفها وزيرالدفاع الحالي جيمس ماتيس بأسبرطة الصغيرة، في حين استشار جارد كوشنر، صهر الرئيس ترامب ومستشاره لشؤون الشرق الأوسط، سفير الإمارات بواشنطن يوسف العتيبة، ويعمل البلدان بشكل قريب في اليمن.
وكانت القوات الإماراتية جزء من العملية التي نفذتها قوات الفقمة في اليمن في يناير/كانون الثاتي، وأدت لمقتل تسعة أطفال تحت سن الثالثة عشرة.
وقال الكس مورهيد، من مدرسة حقوق الإنسان في جامعة كولومبيا، إنه لو صحت الاتهامات ودور الإمارات بالتحقيق مع السجناء فهذا يثير أسئلة إن كانت المعلومات التي تم الحصول عليها من السجناء عبر التعذيب مررت للولايات المتحدة في ضوء هذه الاتهامات يجب على الولايات المتحدة القلق حول الكيفية التي تحصل فيها الإمارات على المعلومات.
وهناك أسئلة خطيرة على الولايات المتحدة الإجابة عليها بشأن الدور الأمريكي في عمليات اعتقال اليمنيين على يد الإماراتيين.
وتقول ندوة الدوسري، الزميلة غير المقيمة في معهد الشرق الأوسط للديمقراطية، إن تقارير الاختفاء القسري قد تؤدي لتوقف دعم السكان المحليين لعمليات مكافحة الإرهاب، ويشعر الكثير من السكان بالصدمة والغضب تجاه ما يجري، مشيرة إلى أن دعمهم ضروري لهزيمة الإرهاب.