[ ارتفاع أسعار السلع الأساسية ضاعف من معاناة اليمنيين ]
في الوقت الذي تشهد فيه العديد من المحافظات اليمنية صراعات وانفلات أمني غير مسبوق، تضاعفت أسعار السلع الأساسية في شهر رمضان المبارك مما أثقل كاهل المواطن وعمق من معاناته.
انقطاع مرتبات الموظفين المدنيين والعسكريين منذ أكثر من ثمانية أشهر أفقد المواطن القدرة على سد احتياجاته الأساسية من مستلزمات ومواد غذائية.
كما جرت العادة عند المواطنين في اليمن للتسوق قبل أيام من حلول شهر رمضان من مستلزمات خاصة بهذا الشهر.
أولادنا يموتوا جوعًا
إبراهيم أحد موظفي وزارة الإدارة المحلية قال إنه يمر بوضع لم يمر به من قبل حتى إنه لا يستطيع شراء حاجات المنزل.
وتابع في حديثه لـ"الموقع بوست" أنه في بعض الليالي ينام مع أولاده من دون تناول وجبة العشاء، وأضاف "إذا كان هذا الوضع على جميع الناس فنحن راضين أما أن بعض الناس من مشرفين وغيرهم يحصلون على الملايين ويقومون بشراء الفلل والأراضي وأولادنا يموتون جوع فهذا لا يجوز" .
ارتفاع يصل إلى 40% في أسعار السلع
أحمد حنش أحد تجار التجزئة قال -في حديث لـ"الموقع بوست"- "جيد أننا لا زلنا نجد بعض الناس يقبلون على شراء بعض المواد الغذائية بالكيلو أو نص الكيلو، فالناس لم يعودوا يستطيعون شراء الخبز لأسرهم".
وأردف "لا رواتب ولاعمل، وكل شي غالي وسلع كل يوم بسعر، ودولة لا تلتفت لحال المواطن" .
وتساءل "كيف تريد المواطن يشتري والكيس القمح بسبعة ألف ريال، والأرز بعشرة ألف ريال، بما تصل نسبة الارتفاع إلى 40 % ومافيش رواتب ولا أي وسيلة دخل أخرى".
عدة أسباب لارتفاع اسعار السلع
الصحفي الاقتصادي محمد الجماعي أرجع ارتفاع الأسعار في شهر رمضان لعدة أسباب بعضها نمطية وتتكرر كل عام ولعل ذلك متعلق بسعار الإقبال على الشراء من قبل المواطنين وهو السبب الأبرز.
وأضاف الجماعي -في حديث لـ"الموقع بوست"- أن المناطق الحارة تختلف عن المناطق المعتدلة والباردة، حيث تتعرض البضائع لسوء تخزين بسبب درجة حرارة الجو ونتيجة انقطاع الكهرباء.
عملية تخدير من قبل حكومة الانقلاب
حكومة الانقلابيين بصنعاء سعت من جهتها إلى امتصاص غضب الموظفين الذي بدأ يطفو إلى السطح بسبب انقطاع مرتباتهم منذ ثمانية أشهر باستصدار بطائق تموينية بديلة عن الراتب يخصص فيها نصف راتب الموظف يستطيع من خلالها شراء مواد غذائية من المراكز التجارية المحددة مسبقا.
في الوقت الذي تصل إيرادات ميناء الحديدة إلى 12 مليار ريال شهريا، حسب تصريحات وزير المالية بحكومة الحوثي صالح شعبان في إحدى جلسات مجلس النواب، بالإضافة الى الإيرادات الجمركية الأخرى، وإيرادات مبيعات النفط والغاز، والفارق في سعر جميع المشتقات النفطية، وكذلك إيرادات الضرائب وغيرها.
وأضحى ارتفاع سعر البترول والغاز عادة في شهر رمضان من كل سنة حيث وصل سعر الغاز إلى 4500 ريال والبترول إلى 5300 ريال مقارنة بـ3800 للغاز و4800 للبترول قبل أسبوع من حلول شهر رمضان.
المواطن أحمد القريطي أحد سكان منطقة السنينة بالعاصمة صنعاء قال "أصبحنا متعودين على غلاء الأسعار في الغاز".
وأضاف "التجار بدل ما يخافوا الله في هذا الشهر الكريم باعتباره شهر رحمة يلجؤون إلى رفع الأسعار وكسب الأموال على حساب مواطن يموت وسط هذه الأزمة التي أفقرت أغلب الناس".