[ عناصر من ميليشيات الحوثي - أرشيفية ]
ينتاب القلق والبؤس ملامح سعيد الريمي (47 عاما) حين استوقفته "العربية نت" في أحد شوارع العاصمة اليمنية صنعاء لسؤاله حول رمضان هذا العام، وسرعان ما يتنهد بحسرة ليقول "أي رمضان نعيشه وقد أضاف لنا الانقلابيون هذا العام بجانب الفقر والحرب والقمع والاضطهاد، وباء الكوليرا ووقف المرتبات ومنع صلاة التراويح".
تلخص ملامح ونبرة الريمي المخنوقة بمرارة المعاناة، مشهدا مصغرا لما تلاحظه وأنت تتجول في شوارع العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية، منذ نهاية العام 2014، فليس هناك ما يوحي بأجواء رمضان المعتادة التي كانت تزدان بها هذه المدينة لتصبح محاصرة بثلاثي الموت الخوف والجوع والكوليرا.
احتقان وغضب
لا شيء يلفت انتباهك سوى حالة الاحتقان والغضب المنتشرة لدى سكان صنعاء بمختلف فئاتهم وأعمارهم، فما إن يطمئنوا أنك لست من القلة التابعين لميليشيات الانقلاب المسلحة، حتى ينهالوا بالشتم والحديث عن جرائمها وفسادها، والحال الذي أوصلت إليه اليمن، قبل أن يمد التحالف العربي بقيادة السعودية يد العون والمساعدة لإنقاذ الشعب اليمني، متطلعين بفارغ الصبر إلى اللحظة التي يتم فيها إنهاء الانقلاب في صنعاء وبقية المناطق التي مازالت تحت قمع وسيطرة واضطهاد الانقلابيين ومشروعهم الإيراني، كما يصف أحدهم -فضل عدم ذكر اسمه- في حديثه لـ"العربية نت".
ويضيف "نهبوا موارد الدولة وسرقوا مرتباتنا ودمروا مصادر رزقنا وخربوا بلادنا، وأهلكوا الحرث والنسل، وقتلوا وأجرموا، وتسببوا في انتشار وباء الكوليرا، يعني أن كل تفكيرهم كيف يموتوننا ليبقوا وحدهم وينفذوا مشروع إيران باليمن، وسننتصر إن شاء الله وسيدفع هؤلاء الحثالة ثمن كل جرائمهم بحق الشعب".
الخطف والترهيب
وضاعفت التحركات الشعبية الأخيرة قبل يومين من حلول شهر رمضان ضد فساد الميليشيات الانقلابية في صنعاء، استنفارها وتشديد إجراءاتها القمعية ضد المواطنين بالخطف والترهيب، ونشر مسلحيها بكثافة في أحياء وشوارع العاصمة خوفا من ثورة شعبية، لا يبدو من الاحتقان السائد أنها ستتأخر كثيرا.
ويرى الدكتور (صالح. أ) وهو أخصائي اجتماعي لم يرد ذكر اسمه خوفا من الانتقام، أن كل المؤشرات المجتمعية لدى سكان صنعاء توحي بأن هناك بركانا يتشكل تحت رماد الخوف السائد، معتقدا أن ذلك من الناحية الاجتماعية هو مقدمة لثورة شعبية عندما تندلع لن يقدر الانقلابيون على كبحها مهما استخدموا من وسائل وأساليب القمع.
أجواء الخوف
ويوضح لـ"العربية.نت": "هناك أصوات بدأت مؤخرا تنتقد علنا الميليشيات الانقلابية داخل صنعاء، فحاجز الخوف يتلاشى يوما بعد آخر، فالناس لم يعد لديهم ما يخافون عليه أو منه بسبب ما عانوه منذ الانقلاب".
كل ما يمكن استخلاصه عن رمضان صنعاء في عامها الثالث من الانقلاب وتبعاته المؤلمة في جميع مناحي الحياة والوضع اليومي، هو أجواء الخوف لدى المواطنين المحاصرين بغلاء الأسعار والمعرضين لابتزاز تجار السوق السوداء التي تشرف عليها وتديرها الميليشيات الانقلابية، وشظف الحياة مع توقف رواتب موظفي الدولة في مناطق الانقلابيين، وحالة القلق والترقب لدى عائلات لها مصابون بالكوليرا وأخرى خائفة من وصوله إليها.