[ تتضاعف معاناة النازحين في ظل استمرار الحروب الداخلية ]
يعيش نازحو الكدحة في مديرية المعافر بمحافظة تعز ظروفاً غاية في التعقيد والمعاناة في مخيماتهم التي نزحوا إليها، ناهيك عن فقدان الرعاية الصحية والخدمات الأساسية وعدم وصول أي مساعدات إغاثية إليهم.
وجاء موسم الأمطار ليكمل ما بقي سالما من هذه الخيام، حيث أضحى الموت يهدد حياتهم والجوع والأمراض والبيئة التي تضج بالموت وأسبابه البقاء أو الرحيل.
وتقول أم محمد (40 عاما)، النازحة من منطقة الرحبة بمديرية المعافر: "خرجت من منطقة الرحبة في أحلك الظروف وأصعبها برفقة زوجي وأولادي الأربعة بعد أن خيم الرعب على أجواء المنطقة وخرج كل أهلها ووجدت نفسي أمام أمر واقع: إما البقاء ومواجهة الموت في أي لحظة بعد القصف العشوائي من قبل الحوثيين على منطقتنا أو الرحيل".
وتضيف "خرجنا من البيت فورا وبلا شعور اتجهنا حيث يتجه بعض الهاربين من القصف وجحيم الحرب، وحالياً نفترش الأرض في العراء في مخيمات النازحين بمنطقة النشمة، وها نحن هنا منذ شهر عانينا فيها الكثير بدءا من معاناتنا من العيش في أجواء حر الصيف اللاهب وعدم توفر الخدمات الأساسية إلى العيش في ظروف أكثر قسوة ومواجهة الأمطار وتفشي الأمراض ونقص الأغذية والرعاية الصحية".
غياب دور المنظمات
صادق محمد (25 عاما)، نازح من منطقة الكدحة يقول لـ"الموقع بوست": "منذ شهر وأنا أعيش في هذا المخيم مع بقية أفراد عائلتي المكونة من أمي وأبي الكبيرين في السن وزوجتي وأطفالي الأربعة أبرز معاناتنا ومعاناة بقية النازحين تكمن في انعدام أبسط الخدمات الضرورية وغياب دور المنظمات الإنسانية التي حضرت لتسجيل النازحين دون وصول أي مساعدات إنسانية، ومنذ حلول فصل الصيف أصبحت المعاناة أكبر بسبب الأمطار".
حلم يتحول إلى كابوس
منى قاسم (45 عاما) قالت لـ"الموقع بوست": "تمكنت بشق الأنفس من الخروج من بيتي في منطقة الحناية السفلي التي سيطرت عليها مليشيا الحوثي والمخلوع، غادرت البيت وأنا أحمل ملابس أولادي الخمسة فقط بسبب الحرب".
وتضيف "كنت قبل نزوحنا أعمل ليلا ونهارا في خياطة الملابس كي أتحمل مسؤوليتهم وتربيتهم وتعليمهم وأحلم أن أراهم كبارا ويتحملون مسؤليتي كما تحملت مسؤليتهم بعد وفاة والدهم، لكن شاءت الأقدار أن يتحول حلمي إلى كابوس وها أنا أعيش مرارة الحرمان في هذا المخيم ويعيش أطفالي في جو غير الذي تمنيته لهم وأفنيت أيامي لأجله".
وتزداد المعاناة
أما محمد وصادق ومنى فهم نماذج من آلاف القصص والحالات، لنازحين شردتهم ميليشيا الحوثي وصالح في منطقة الكدحة وأبعدتهم عن منازلهم وأقاربهم ومدارسهم، بعد أن فروا من الموت وجحيم الحرب والدمار، على أمل أن تنظر لهم المنظمات الإنسانية والإغاثية للتخفيف من معاناتهم.