أفادت مصادر تربوية بمحافظة إب لـ"الموقع بوست " بأن مسلحي مليشيا الحوثي اقتحموا عددا من مدارس مدينة إب عاصمة المحافظة وأثاروا الفوضى والرعب وأوقفوا الامتحانات النهائية.
 
وأكدت المصادر أن عشرات المسلحين المدججيين بمختلف الأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة اقتحموا عددا من المدارس والمجمعات التربوية أبرزها مجمع السعيد التربوي للبنات أكبر مجمع تربوي بالمحافظة، ومدرستي عائشة و14 أكتوبر بمدينة إب، اليوم الأربعاء، محدثين حالة من الفوضى والهلع بين الطالبات والمدرسات، حيث قاموا بتقطيع أوراق الامتحانات وطردوا الطالبات والمدرسات ومنعوا إجراء الامتحانات.
 
شهود عيان قالوا إن مسلحي المليشيا بعد اقتحامهم لمجمع السعيد وقيامهم بطرد المدرسات والطالبات اللاتي نظمن مسيرة احتجاجية إلى مكتب التربية والتعليم المجاور للمجمع ليلحق بهن مسلحو المليشيا ويشهرون السلاح في وجوهن، وقام عدد من موظفي المكتب بمحاولة منعهن دون أن تحرك قيادة التربية ساكناً، فتمادت عناصر المليشيا بالاعتداء على طالبة ما جعل المدرسات يرفعن رسالة شكوى للمحافظ -حصل "الموقع بوست" على نسخة منها- طالبنه بإنصافهن ومعاقبة المعتدين عليهن.
 
وبحسب المصادر التربوية، فإن حجة المليشيا في إيقاف الإمتحانات أن إدارة تلك المدارس قدمت موعد الامتحانات على الموعد الذي فرضته سلطاتهم وهو ما وجب معه الاقتحام والمنع.
 
ووفقاً للمصادر، كانت قد قضت اتفاقيات سابقة بين قيادات مكتب التربية المعينين من سلطات المليشيا الانقلابية وبين تربويين محتجين على إيقاف الرواتب بتقديم الامتحانات إلى بداية شهر أبريل في حال عدم صرف الرواتب، مقابل رفع الإضراب الذي شل العملية التعليمية في فبراير ومارس الماضيين، إلا أن المسؤولين تراجعوا عن الاتفاق ووجهوا باقتحام المدارس وإيقاف الامتحانات بصورة جنونية، بحسب المصادر.
 
وقد أثارت الحادثة استياءًا واسعًا بين التربويين وذوي الطلبة من أسلوب الاقتحام والتخويف وانتهاك الحرمات الذي تنتهجه المليشيا في المحافظة الخاضعة لسيطرتها منذ أكثر من عامين.
 
يذكر أن مجمع السعيد الذي كان أبرز أهداف حملة المليشيا اليوم يعتبر أكبر مؤسسة تربوية حكومية بالمحافظة، وتديره القيادية في حزب المؤتمر الشعبي العام بمحافظة إب وعضوة محلي المحافظة الأستاذة فائزة البعداني، وهو ما اعتبره مراقبون ضمن رسائل التحدي من قبل الحوثيين للمؤتمريين في إطار تصاعد وتيرة صراع السيطرة والنفوذ بينهما على غنائم انقلابهم المشترك على الدولة في سبتمبر 2014.