[ مساعدات غذائية - اليمن ]
أتلفت الجهات الحكومية اليمنية كميات كبيرة من القمح الفاسد، قدمها الصليب الأحمر الدولي كمساعدات إغاثية للبلد الذي يعاني حرباً مستمرة منذ عامين بين الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً والمتمردين الحوثيين.
وأكد مصدر في هيئة المواصفات اليمنية لصحيفة "العربي الجديد" أن فنيين في المواصفات والمقاييس بمكتب الهيئة في ميناء عدن (جنوب اليمن)، قاموا بفحص عينات من القمح المقدم كمساعدات من الصليب الأحمر ووجدوا أنه منتهي الصلاحية وتنتشر فيه الحشرات. وبحسب المصدر، قررت السلطات المختصة إتلاف كامل الكمية المقدرة بنحو 117 طنا.
وهناك أكثر من 21 مليون يمني من إجمالي السكان المقدر عددهم بـ26 مليون نسمة، يعيشون حالياً تحت خط الفقر، ولفت المصدر إلى أن 80% من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، بحسب الإحصاءات الأخيرة الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وقال يوسف سعيد، أستاذ الاقتصاد بجامعة عدن، إن الحرب في أي بلد توفر بيئة مثالية لانتشار السلع والمواد الغذائية الفاسدة، سواء تلك التي تقدم كمساعدات أو التي تستورد عن طريق التجار.
وأضاف سعيد لـ"العربي الجديد": "أخشى أن يكون قرار الإتلاف جرى لكون الكميات قدمت كمساعدات، بينما تدخل كميات كبيرة فاسدة تعود لتجار وتدخل إلى الأسواق بدون فحص، خاصة أن الكثير من عبوات القمح والدقيق وغيرها من السلع الغذائية منتهية الصلاحية باتت تباع في الأسواق ولا يتوفر فيها الحد الأدنى من الشروط الفنية التي تجعل منها سلعة صالحة للاستهلاك الآدمي".
ويعاني اليمن أزمة إنسانية حادة، وبدأت بوارد مجاعة بالظهور في مديريات الساحل الغربي للبلاد مع دخول الحرب عامها الثالث وتزايد أعداد النازحين داخلياً، وفاقم توقف الرواتب منذ 6 أشهر من معاناة الناس.
وكان روبرت مارديني، المدير الإقليمي للشرق الأوسط في الصليب الأحمر، قال في تصريحات صحافية، نهاية فبراير الماضي، إن احتياطيات الغذاء باليمن لا تكفي إلا لمدة تراوح بين شهرين إلى أربعة أشهر، ما يقربه من شفا المجاعة مع تصاعد القتال، داعيا إلى رفع القيود عن الواردات وحركة السلع.