استطاع فريق ثانوية البيحاني النموذجية للمتفوقين المشارك في البطولة العربية المفتوحة للروبوت بنسختها العاشرة والمقامة في دولة قطر، من إحراز المركز الثاني في المسابقة الحرة، محققين بذلك نجاحات غير متوقعة في أولى مشاركاتهم الخارجية.
وبالرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، وكذا الإمكانيات البسيطة التي حظي بها فريق ثانوية البيحاني، إلا أنهم تمكنوا من خوض المنافسة والظفر بأحد المراكز المتقدمة.
وعاد فريق ثانوية البيحاني المشارك في مسابقة الروبوت إلى العاصمة المؤقتة عدن مطلع الأسبوع الجاري، وسط استقبال رسمي كان بانتظارهم في مطار عدن الدولي، يتقدمهم نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية حسين عرب، ووزير التربية والتعليم عبدالله لملس، وعدد آخر من المسؤولين المحليين.
المشاركة الأولى خارجيا
تقول مدربة فريق ثانوية البيحاني م. ريم حميد إن مشاركة فريق ثانوية البيحاني في البطولة العربية المفتوحة للروبوت بنسختها العاشرة في دولة قطر، كانت المشاركة الأولى خارجيا.
وتضيف في حديثها لـ"الموقع بوست" أن مادة الروبوت أضيفت للمنهج الدراسي أواخر العام الدراسي الماضي، فيما تم توفير مجموعة من أجهزة الروبوت في هذا العام، لتكون بذلك المادة مكتملة بقسميها النظري والعملي.
وذكرت أن "إحراز المركز الثاني لم يكن سهلا، فمن جهة لم يبدأ الفريق تجهيزاته إلا قبل انطلاق البطولة بشهر واحد فقط، كون مشاركة فريق ثانوية البيحاني في البطولة لم يكن مؤكدا، بعكس حال بقية الفرق المشاركة والتي استمرت تجهيزاتها على مدى ستة أشهر، ومن جهة أخرى فقد واجهتنا فوارق الإمكانيات الهائلة بيننا وبين بقية الفرق المشاركة'.
وأشارت إلى أن الفريق بذل جهودا جبارة، خلال فترة زمنية قصيرة، لإنجاز ثلاثة روبوتات للمشاركة بها في البطولة، حيث كان الفريق يظل في معمل الروبوت في الثانوية إلى وقت ما بعد العصر، وذلك لإنجاز الروبوتات قبل موعد انطلاق البطولة.
روبوت لمساعدة المكفوفين
وشارك فريق ثانوية البيحاني في البطولة العربية المفتوحة للروبوت بثلاثة روبوتات، حاز أحدها على المركز الثاني في المسابقة الحرة ضمن البطولة العربية المفتوحة للروبوت.
يفيد الطالب أحمد عامر بامدهف، أحد أعضاء فريق ثانوية البيحاني، أن فكرة الروبوت المساعد للمكفوفين تتمثل في كونه يساعد المكفوفين في التغلب على أكثر التحديات التي يخوضها بشكل دوري، ألا وهو التسوق.
ويضيف في حديثه لـ"الموقع بوست" أن "روبوت مساعدة المكفوفين على التسوق يتكون من جزأين أحدهما يوضع على اليد وآخر يمشي في الأرض على هيئة كلب، حيث يقوم المكفوف بتمرير شريحة ملونة تعبر عن أحد أقسام السوبر ماركت، على الجزأ الموضوع على اليد والذي يحتوي على ماسح ضوئي للألوان، ليقوم بعدها بالنطق بأسم القسم".
ويتابع" تلقائيا يقوم الروبوت الشبيه بالكلب بالتحرك نحو القسم المطلوب، مع إطلاق صوت يجعل الكفيف يتبعه".
وبخصوص فوائد هذا الروبوت، يذكر الطالب أحمد أنه يقود الكفيف في أماكن العوائق والحواجز كالسوبر ماركت فيساعد الكفيف على السير الآمن، ويعرف الكفيف على نوع المنتج الذي بيده وتاريخ إنتاجه وانتهاء صلاحيته.
دعم أكثر لتحقيق نجاح أكبر
يقول الطالب مجد سعيد أحد أعضاء فريق ثانوية البيحاني بأن طلاب مادة الروبوت في ثانوية البيحاني بحاجة لمزيد من الدعم، لتحقيق نجاحات أكبر.
ويضيف في حديثه لـ"الموقع بوست" بقوله "سنعمل جاهدين خلال الفترة القادمة لتحقيق إنجازات أكبر"، لافتا إلى أن هذه المادة وبالرغم من كونها جديدة بالنسبة لهم إلا أنهم أجادوها وابدعوا فيها.
فيما تؤكد م. ريم حميد -في معرض حديثها لـ"الموقع بوست"- بأن مادة الروبوت لاقت إعجاب الطلاب وتفاعلوا معها بشكل كبير، مرجعة ذلك إلى كونها لا تعتمد على التلقين والحفظ، وإنما على الإبداع والتفكير الذاتي.
وعبرت عن امتنانها وشكرها لمشرف الثانويات النموذجية أ.محمد ناصر، ومكتب التربية والتعليم في عدن، وكذا دور الوزارة في دعم فريق الروبوت والتعاون معهم.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن فريق ثانوية البيحاني سيقدم نجاحات أكبر خلال البطولات المقبلة، داعية الجهات المعنية إلى مضاعفة دعمها وتشجيعها.