[ ندوة: "عاصفة الحزم" دفنت التوريث والحلم الفارسي في اليمن مأرب ]
نظمت اللجنة التحضيرية لإحياء الذكرى الثانية لانطلاق "عاصفة الحزم" ندوة بعنوان "عامان من الحزم والأمل" اليوم الخميس بمدينة مأرب شرق العاصمة صنعاء.
وقال اللواء محسن خصروف رئيس دائرة التوجيه المعنوي -خلال كلمته عن محور "عاصفة الحزم.. نجاحات وتحديات وما قبل العاصفة"- إن أبرز حدثين شهدتهما اليمن هما ثورة 11 فبراير و"عاصفة الحزم"، حيث دفنت الأولى مشروع التوريث العائلي للأبد، ودفنت "عاصفة الحزم" المشروع الطائفي السلالي إلى الأبد أيضا.
وأضاف خصروف أن تحالف المخلوع صالح والحوثيين ليس وليد اللحظة، مستشهدا بواقعة حدثت أثناء وجوده مصادفة في لقاء جمعه مع علي صالح مع قيادات في الجيش عام 1984 كانوا يطرحون له تخوفاتهم من تأثير الإخوان والفريق علي محسن كعقبة أمام مشروع التوريث الذي يخطط له صالح، مشيرا إلى أن المخلوع صالح قال في اجتماع "لا تخافوا من علي محسن والفرقة الأولى والأخوان، إذا قرروا يعملوا شيء سنجمع قبائل محيط صنعاء وصعدة ونرفع شعار واحسيناه، واعلياه، وافاطماه"، وذلك يؤكد أن صالح هو من أنشأ تلك المليشيات، حد قوله.
وأشار خصروف إلى أن حرب صعدة كان الهدف منها تصفية الفرقة وعلي محسن من قبل المخلوع والحرس الجمهوري، والتخلص من الفرقة والتمهيد لتوريث أحمد علي لرئاسة البلاد وخالد وبقية أفراد العائلة.
ولفت إلى أن الحوثيين لا يمكنهم الوصول إلى كتاف، وأن من ساعدهم على السيطرة على دماج وعمران وتدمير منزل الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر هي قوات الحرس الجمهوري ورموز من حزب المؤتمر الشعبي العام.
وذكر رئيس التوجيه المعنوي أن بعض القوى السياسية وقعت في شراك الخداع فظنت أن الحوثيين سيستهدفون حزب الإصلاح والقشيبي فقط، وأنها بعد ذلك اتجهت للسيطرة على كل شيء حتى البحر الأحمر وباب المندب وهو ما يعني تهديد الملاحة الدولية.
وطالب اللواء خصروف من بيدهم الأمر أن يحسموا المعركة وينهون مرحلة "اللاحرب واللاسلم"، منوها إلى أنه قد لا يتم حسم المعركة في المرحلة القادمة.
من جانبه، قال عبدالكريم ثعيل رئيس اللجنة التحضيرية إن "عاصفة الحزم أنقذت اليمن والمنطقة من الاحتلال الفارسي الذي كان قد أعلن خبثه باحتلال العاصمة العربية الرابعة صنعاء".
وأضاف أن "عاصفة الحزم التي أعادت رسم مسارات المستقبل للمنطقة كلها وسيكون لها تداعياتها لصالح استقلالية القرار العربي واعادة توازنات القوة لأصحاب الأرض الذين حاولت إيران انتهاك سيادتهم من خلال ميلشياتها في كل مكان من زوايا عالمنا العربي".
وأكد ثعيل أن "عاصفة الحزم كما أسقطت أمل إيران في ترعرع نبتتها الشيطانية في اليمن، فقد خلع حلم الديكتاتور في تسعير حرب إقليمية ليقول للعالم إنه الوحيد القادر على منع الفوضى".
وقال "كما كانت عاصفة الحزم الملاذ الأخير لنا نحن اليمنيين ستكون أملنا في استكمال مراحل استعادة الدولة وتحقيق الأمن والاستقرار في ظل دولة تتكيء على المشروع الوطني وتعزز قوتها ضد الانقلابيين وفقا لقرارات مجلس الأمن ومع كل مرحلة من مراحل استعادة اليمن يحمينا الله ويحرسنا بعاصفة الحزم".
واختتم حديثه قائلا "نحتفل بذكرى عاصفة الحزم التي لم تأتِ لاستعادة اليمن من إيران واستعادة الدولة اليمنية من الانقلاب فحسب، بل لاستعادة السيطرة والنفوذ من أذرع إيران وتأمين الخليج والعالم من شر مستطير تسعى طهران له".
من جهته، استعرض يحيى الأحمدي -في ورقته "اليمن ما قبل العاصفة"- الأوضاع السياسية التي مرت بها اليمن قبل "العاصفة"، مشيرا إلى أن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني هي الوثيقة الأهم في تاريخ اليمن الحديث من أجل تجنيب اليمن ويلات الحروب والأزمات التي نعيشها اليوم.
وأضاف أن اليمن لم يمر بمرحلة سيئة مثلما يعيشها اليوم بسبب الانقلاب المليشياوي على الشرعية وحربه ضد اليمنيين الذي لم يستثن أحد بما فيهم النساء، وما حدث أمس في مستشفى الثورة من اعتداء على الطبيبات إلا واحدة من تلك الشواهد.
وأضاف الأحمدي أن ثورة فبراير جاءت لإنقاذ اليمن من مؤامرة المخلوع صالح ضد الشعب اليمني، منوها إلى أن الجمهورية تعرضت لأخطر اختراق في عهد المخلوع صالح الذي مكن المليشيات من مفاصل الدولة وأوصلهم إلى مناصب سيادية وأقصى كل الكفاءات الوطنية وتخلص منها.
وعن انخراط الحوثيين في ثورة فبراير، أكد الأحمدي أن انخراطهم كان له أهداف مبيتة بالتحالف مع صالح ليصبحوا خنجرا في خاصرة الثورة وأنهم بدؤوا بالسيطرة على معسكرات في صعدة والجوف.
وأضاف أن الحوثيين بعد انقلابهم على مخرجات مؤتمر الحوار، رغم مشاركتهم، كانت شرارة حربهم على اليمنيين بدأت في دماج وحرف سفيان وعمران وصولا إلى صنعاء تحت مسميات وخداع وأساليب مكنتهم من إكمال انقلابهم.