لا تعكس الصورة التي التقطت في صالة ضيافة القمة العربية في البحر الميت بين وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ونظيره العماني يوسف بن علوي مستويات متقدمة من التفاهم، فقد شهدت أروقة الاجتماع الوزاري التحضيري "نقاشات مطولة" في بند "لأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب".
الخلاف خلال هذه النقاشات بدا واضحا بين الجبير وممثل سلطنة عمان بعد محاولة سعودية ملموسة للربط بين الإرهاب والتهديد الذي يواجه النظام العربي وإيران، وهو ما اعترض عليه الوفد العماني الذي كان قد لوح بأنه سيقلص تمثيله في قمة البحر الميت لو تبنت التوصيات الختامية نصا مباشرا يتهم إيران بالإرهاب.
التخندق في الاجتماع الوزاري بدا واضحا على خلفية أزمة اليمن وملف الموقف من إيران بالرغم من حرص الأردن على اختصار الاجتماع وتأجيل بعض بنود الخلاف للقادة والزعماء، والإسراع في إبلاغ الصحافيين عبر وزير الخارجية أيمن الصفدي أن "الوزاري" انتهى بعد ظهر الاثنين ورفعت التوصيات للقادة والزعماء.
خلافا للمداخلة الساخنة التي ألقاها المبعوث الدولي دي ميستورا في موضوع الملف السوري بدا واضحا أن النادي "الخليجي" منقسم إزاء المسألة الإيرانية واليمنية، خصوصا وأن البحرين ساندت في الاجتماع التحضيري النص الذي اقترحه الجبير بخصوص النص على مسؤولية إيران عن رعاية الإرهاب، فيما ساند الوفد الكويتي سلطنة عمان بالتحفظ والحرص على الدعوة لعلاقات حسن جوار في البيان الختامي مع حوار مصالح بدلا من التحريض.
الأردن اتبع تكتيك إرجاء الملفات الخلافية وعدم التركيز عليها واحتوائها بعيدا عن الصحافة والإعلام واختصار وقت الاجتماع التحضيري للوزراء العرب.
أجواء القمة تبدو توافقية إلى حد كبير والتمثيل الرئاسي فيها كبير ويعتقد على نطاق واسع في البحر الميت أن الملفات المختلف حولها قد لا يتم التطرق إليها أو سيتجنب الزعماء التركيز عليها، خصوصا وأن "الهندسة الرئيسية" للمجريات طبخت على نار هادئة بين العاهل الملك عبد الله الثاني والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز الذي وصل بعد ظهر أمس واستقبل بحفاوة شعبية كبيرة.
مصدر مسؤول في السفارة المغربية في عمان أكد أن الملك محمد السادس سيحضر القمة في البحر الميت على رأس وفد كبير، وهو ما يحصل لأول مرة منذ 12 عاما.
ومن المرجح أن يحضر 15 زعيما عربيا في قمة تعقد في أجواء معقدة، حيث حسمت في الكواليس مسألة التمثيل الليبي رغم اعتراض الإمارات لصالح حكومة السراج المعترف بها دوليا وليس لصالح صديق الأردن والإمارات الجنرال خليفة حفتر، وقالت صحيفة القدس العربي إن محاولته الشخصية لأن يكون من "ضيوف الشرف" على القمة العربية أخفقت بسبب عدم وجود بند في البروتوكول يضمن له مقعدا.
الأضواء في الأثناء تسلطت على مقعد سوريا الفارغ وعلمها الرسمي في اشارة أردنية على الترحيب برموز الدولة السورية والصفدي كان واضحا وهو يقول في الاجتماع التحضيري بأن "النزيف السوري" ينبغي أن يتوقف.
قبل ذلك خطف العاهل السعودي الأنظار وأضواء الصحافة بعدما كان الضيف الأول الحاضر لعمان العاصمة في زيارة رسمية تستمر ليومين قبل الانعقاد الرسمي، حيث تم تجهيز مقر إقامته في عمان وليس في البحر الميت.