[ الشهيد مازن البذيجي ]
ولد مازن سعيد عبده محمد البذيجي في قرية “الزوق” بمديرية الشمايتين جنوب محافظة تعز، عاش طفولته وشبابه مع أسرته المكونة من سبعة أفراد، درس الابتدائية في مدرسة "الإنقاذ" بذيجة، ودرس تحفيظ قرآن في معهد "أبو هريرة" في بني محمد، وانقطع عن التعليم بعدها بسبب الحالة الصعبة لأسرته، كونه الابن الأكبر الذي يجب أن يتحمل أعباء الحياة إلى جانب والده.
مازن كان لطيف المعشر وحسن السيرة والخلق، البسمة لا تفارق ثغره الباسم، وهي حديث روحة المحبة الرقراقة لأهله وأصدقائه ووطنه المليئة بالفرح والصدق والصفاء مع الناس عامة وأسرته خاصة.
عرف مازن البذيجي بين أهله ومحبيه بأخلاقه العالية وطبعه الهادئ وخفة دمه الرائعة وبساطة تعامله والتزامه بالدين الإسلامي الحنيف.
سافر مازن إلى المدينة للبحث عن العمل لتحمل أعباء أسرته، ومع انطلاقة شرارة ثورة 11 فبراير في تعز التي تطالب بإسقاط النظام، حيث تجمهرات الشباب في شارع جمال والتحرير، وعندما منعهم الجنود من التجمع نهض مازن البذيجي وصاح بأعلى صوته "سلمية سلمية "، مخاطباً أصدقائه: "يجب أن نتظاهر"، وقاد المظاهرة باتجاه شارع التحرير، وقرر هو والشباب أن تكون ساحة الحرية جوار محطة صافر لتكون أول ساحة اعتصام للثورة لإسقاط نظام صالح ورموز الفساد في 11 فبراير عشية إعلان حسني مبارك التنحي ونجاح الثورة المصرية.
غادر مازن البذيجي حياته الخاصة واستقبل ثورة التغيير كوجهة ثورية لا حياد عنها، وفي عصر يوم جمعة البداية 18/2/2011، أي بعد بدء الثورة بأيام، رمى بلاطجة صالح في تعز قنبلة الغدر على ساحة الحرية، وسقطت في وسط ثلة من الشباب الثائر، انبرى مازن البذيجي لهذه القنبلة قبل انفجارها حين أخذها بيده لعله يستطيع أن يرمي بها بعيداً قبل انفجارها، ابتعد الشاب إلى مكان بعيد عن الشباب الثائر، واستطاع أن يضع منطقة أمان لثوار الساحة من دونه، وهو في المكان البعيد عن أصدقائه انفجرت القنبلة التي ارتقى بسببها شهيداً في اليوم الثاني في أحد مستشفيات المدينة.
مازن البذيجي ينتمي إلى كل الناس وكل اليمنيين وليس فقط إلى مديرية الشمايتن، النبل والشموخ ومعقل الرجال هناك، ولد وفي قلبه كان اليمن يلد كل يوم شمساً وصباحاً جديدين، خرج مازن من أجل التغيير، كانت تبكيه مناظر البؤساء والفقراء الذين يشاهدهم كل يوم.
"لأجل اليمن الكبير تهون المواجع وترخص النفائس والنفوس"، هكذا كان يردد مازن، لهذا خرج منادياً بإسقاط النظام الفاسد بكل أزلامه وبلاطجته.
نعم هكذا كان الحال، صعد الشهيد مازن البذيجي مطلقاً بسمة الخلود راحلاً إلى جوار ربه عن عمر لا يزيد عن الـ25 عاما، يتذكر خلالها الجميع حكاية شاب بذل روحه لثورته وأهله وكل محبيه، تاركاً للأرض قصة بطل اختطفتها قنبلة نظام غادرة أجهزت على حياته التي أصبحت قنديلاً لأترابه في الوفاء والإخلاص وحب الشهادة على درب الحرية والكرامة.