يدافع الرئيس الأمريكي عن غارة 29 يناير التي قتل فيها أحد جنود النخبة الأمريكية في اليمن، واصفاً إياها بـ"الناجحة"، و يهاجم ترامب في نفس الوقت السيناتور الجمهوري جون ماكين الذي وصف العملية بـ"الفاشلة"، وينتقده لتحدثه لوسائل الإعلام حول هذا الموضوع قائلاً إن حديثه من شأنه تشجيع العدو فحسب، وأن ماكين لا يعرف كيفية الفوز مطلقاً.
جاءت التغريدات بعد حوالي أسبوع واحد من المناقشات حول نجاح أو فشل العملية، حيث يقول مسؤولون أمريكيون بأنهم استطاعوا جمع معلومات استخباراتية مفيدة، بالإضافة إلى مصرع 14 من مسلحي القاعدة، ولكن كان هناك أيضاً مشاكل متعددة منها:
-مقتل جندي من النخبة وهو ريان أوينز.
-مقتل 23 مدنياً بما في ذلك طفلة تبلغ من العمر 8 سنوات، وهي ابنة أنور العولقي، القيادي في تنظيم القاعدة وزعيمها المُلهم الذي قتل في غارة أمريكية عام 2011.
-تدمير طائرة أوسبري بعد هبوطها والتي تبلغ قيمتها حوالي 90 مليون دولار.
تثير أولى عمليات الرئيس ترامب تساؤلات حقيقة حول تخطيط المكتب البيضاوي، واتخاذه للقرارات وحول صحة المعلومات الواردة من البيت الابيض.
وقال السكرتير الصحفي في البيت الأبيض سين سبايسر في 2 فبراير إن التخطيط للعملية كان في نهاية نوفمبر، يعني في ظل إدارة أوباما، وأن الهدف من المهمة كان الحصول على معلومات.
كما تقول تقارير مراسل إذاعة "إن بي آر" توم بومان إن الأمرين غير صحيحين، ولكن بالأحرى أن تحديد مكان هذه الغارة كان في نوفمبر كواحدة من الأماكن التي يجب التركيز عليها، بالإضافة إلى أنه تم تحديد أماكن أخرى.
وقال سبايسر يوم الثلاثاء: "كان هدف الغارة جمع معلومات استخباراتية وهذا ما تلقيناه وحصلنا عليه وهو السبب في حكمنا للعملية بالنجاح". ولكن كما أخبر مسؤولون أمريكيون توم بومان أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تقوم بإرسال القوات الخاصة بمكافحة الإرهاب لغرض التقاط بعض الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر.
كان أحد أهداف المهمة العسكرية هو اعتقال قيادات في تنظيم القاعدة، ولكن بينما قتل العشرات من المتشددين الإسلاميين، كان الهدف الأكبر لهم قائد تنظيم القاعدة قاسم الريمي قد لاذ بالفرار أو أنه لم يكن في موقع العملية العسكرية.
الأكثر من ذلك هو إعراب مسؤولين أمريكيين عن قلقهم حول طريقة اتخاذ ترامب للقرار الذي كان اثناء مأدبة عشاء بدلاً من أن يكون القرار من الأمور الصارمة التي يتم مناقشتها في غرفة العمليات العسكرية.
الكثير منا يتذكر الصور التي كشف عنها البيت الأبيض أثناء فترة أوباما عندما كان محاطاً بالمستشارين العسكريين أثناء الغارة التي قتلت زعيم التنظيم أسامة بن لادن، لذلك فإن القلق من الغارة في اليمن يتمثل في الانطباع المتعجرف الذي تم فيه إجراء قرار العملية.
ذكرت إذاعة "إن بي آر" بأن العملية تم وصفها من قِبل السكان المحليين بـ"الفوضوية" ويجب أن تخضع للتحقيق من الجيش الأمريكي، ومع ذلك قال سبايسر إن العملية كانت "ناجحة بكل المقاييس".
وأدعى سبايسر في مؤتمر صحفي له، الأربعاء، بأن الغارة سوف تحافظ على حياة الأمريكيين وستمنع أي هجوم مستقبلي، وهذا في نهاية المطاف قد يكون الحكم على الغارة.
وكخيار ثنائي للحكم على الغارة بالنجاح أو الفشل في هذه الحالة هو خاطئ، ولكن الغارة من الواضح أنها لم تتم كما كان مخططا لها، ولا تشير إلى الموقف العام للبيت الأبيض في فهم الدروس المستفادة من هذه العملية.
كتبه دومينكو مونتانارو وتوم بومان ودانيلي كورديسليبن