بدأت محطات بيع الوقود بمدينة عدن، صباح اليوم الأربعاء، تقدم خدماتها ببيع مادتي البترول والديزل لمئات المواطنين الذين ظلت سياراتهم مركونة بدون حراك في طوابير طويلة أمام محطات الوقود لستة أيام على التوالي.
وشهدت العاصمة المؤقتة عدن، ولمدة ستة أيام، أزمة خانقة في المشتقات النفطية، نتيجة خلاف مالي بين شركة النفط وشركة عرب جلف الموردة المشتقات النفطية جعل الأخيرة تقوم بالامتناع عن تفريغ شحنة المشتقات النفطية من السفينة التي تملكها.
وجاء انفراج الأزمة عقب اجتماع رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي مع مدير شركة النفط ناصر حدور، ومالك شركة عرب جلف رجل الأعمال أحمد العيسي، وعدد من مسؤولي الحكومة الشرعية، حيث أفضى الاجتماع إلى إنهاء الخلاف المالي على أن يتم ضخ المشتقات النفطية بشكل فوري لإنهاء الأزمة التي بدأت انعكاساتها بالتصاعد.
وبحسب مصادر عمالية بشركة مصافي عدن، فقد بدأت عمليات ضخ خمسة آلاف طن من مادة الديزل وخمسة أطنان أخرى من مادة البنزين إلى خزانات شركة النفط، منذ مساء أمس الثلاثاء، وذلك قبل تسويقها وضخها للسوق المحلية.
مصدر رئيسي للدخل
سائقو سيارات الأجرة وحافلات النقل الداخلي شكلوا ما نسبته 60% من الطوابير الضخمة التي شوهدت أمام محطات الوقود، كون انعدام الوقود يعني انعدام مصدر دخلهم.
منذر الرشيدي، سائق حافلة صغيرة يعمل بها لتوفير متطلبات أسرته المكونة من 9 أفراد، يقول بأن نشوب أزمات المشتقات النفطية وتعاقبها بين فترات محدودة جعله يقوم بتخزين 6 عبوات (20 لتر للعبوة الواحدة) من مادة الديزل في منزله، معللا بأن عمله في قيادة الحافلة يعد المصدر الوحيد لدخل العائلة.
ويضيف في حديثه لـ"الموقع بوست" أن توفير مخزون احتياطي من المشتقات النفطية بحاجة لميزانية ليست بسهلة، لافتا إلى أنه غالبا ما يقوم باستخدام هذا المخزون البسيط، معتقدا بأن الوضع أصبح مستقرا ولن يشهد أي أزمات.
وقال الرشيدي إن المشتقات النفطية تختفي من المحطات ليستمر هذا الاختفاء ستة أيام على التوالي "متسببا في توقف أعمالنا ومصالحنا"، مشيرا إلى أن الثقة بين المواطن والجهات المعنية أصبحت منعدمة مع توالي الأزمات دون إيجاد حلول جذرية لها.
إيجاد حلول جذرية
يتحدث المواطن علي المفلحي عن ضرورة إيجاد حلول جذرية لمثل هذه الأزمات التي أثقلت كاهل المواطن البسيط، والتي أصبحت تزوره خلال فترات قياسية.
ويضيف المفلحي في حديثه لـ"الموقع بوست" قائلاً "في الوقت الذي يقدم فيه الشباب أرواحهم ويحملونها على أكتافهم في الجبهات صانعين الانتصارات في البقع وباب المندب يعاني أهلهم في عدن من انقطاع الكهرباء، وانعدام المشتقات النفطية بين الفينة والأخرى".
واختتم المفلحي حديثه بالقول "لقد هرمنا من الحلول الترقيعية والمؤقتة التي تنهار مع مرور الأيام، لتعود الأزمة مرات ومرات، لهذا نطالب بحل جذري لإنهاء هذه المشكلة وهذا الكابوس الذي يؤرق مضاجع سكان عدن ويهدد مصالحهم في الحياة".