[ الطفلة ريتاج ]
استغرق الأمر ساعتين لتموت الطفلة ريتاج محمد، البالغة من العمر شهرين، في حي بئر باشا بمدينة تعز جراء تعرضها لأزمة في ضيق التنفس وتم نقلها إلى مستشفى الكرامة.
ريتاج كانت بحاجة لجهاز تنفس صناعي، لتكون قادرة على التنفس، ويصبح لديها فرصة لتتعافى، لكن الجهاز لم يكن متوفرا في المستشفى، لذلك لم يتمكن الأطباء من فعل أي شيء لأجلها، بينما كافحت من أجل الحصول على الهواء لعدة ساعات قبل أن تموت.
الدكتور نبيل الأسدي قال لـ«الموقع بوست» إنه لو كان المستشفى مجهزا بالمعدات الطبية بشكل جيد، كأجهزة التنفس، لكان من المرجح أن تكون الطفلة ريتاج على قيد الحياة اليوم.
وأوضح الاسدي أن "مثل هذه الحالات البسيطة التي من الممكن إنقاذها بسهولة، لكنها تفقد حياتها نتيجة فقر المستشفيات بالمعدات، التي تعتبر معدات أولية، بالنسبة للطب"، مضيفا "لذلك لم نتمكن من إنقاذها".
ووفقا لتقديرات حقوقية، فإن أكثر من ألف مدني على الأقل لقوا حتفهم بسبب الأمراض المزمنة غير المعدية، مثل السكري والسرطان، خلال الحرب المستمرة، وهذا الرقم يشكل جزءا كبيرا مما يقدر بـضحايا الحرب الذين لقوا حتفهم حتى الآن.
وبسبب نقص المشتقات النفطية التي تعاني منها مدينة تعز جراء الحصار المفروض على المدينة أنه ما من طريقة لتشغيل الأجهزة الطبية ولا برادات لحفظ المواد الحيوية كالأنسولين.
وذكر الأسدي أن مستشفيات تعز تعاني بشكل خاص من نقص مادة الأنسولين، وحتى لو وجدت فإنها تالفة بسبب عدم توفر التبريد، وسجلت بعض حالات الوفاة بسبب ارتفاع السكر.
وخلاصة القول، بحسب الأطباء داخل مدينة تعز، أن ما تعانيه المستشفيات من نقص في المعدات و الكوادر الطبية، نتيجة الحرب والحصار المستمر على المدينة من قبل مليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية، قتل من المدنيين أكثر من قتل فعليًا في الحرب نفسها.