[ الصحفي محمد العبسي ]
أثار نبأ وفاة الصحفي الاستقصائي محمد العبسي، في ظروف غامضة، موجة ردود واسعة في أوساط الصحفيين والإعلاميين اليمنيين، على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتواصلت ردود الأفعال، على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذا في الأوساط الرسمية والإعلامية، حيث تزايدت احتمالات أن تكون وفاة الصحفي العبسي، غير طبيعية، إذ ثمة ترجيحات بأنه يكون قد تعرض لعملية اغتيال عن طريق السم، وهو ما دفع أسرته إلى تأجيل دفنه، بينما طالبت نقابة الصحفيين والحكومة الشرعية بتحقيق دولي، وتشريح جثته من قبل فريق طبي دولي.
ويعد العبسي من رواد الصحافة الاستقصائية باليمن، وكانت له إسهامات مرحلية, في كشف مفاصل فساد يطال مسؤولين كبار في هرم السلطة في النظام السابق، كان أبرزها وأكثرها أثراً وإثارة، تلك التحريات الاستقصائية التي كشف فيها بالوثائق عن أكبر صفقة كبدت اليمن خسائر اقتصادية عظيمة، وهي اتفاقية الغاز اليمني مع شركة توتال الفرنسيه وكوريا وشركات أخرى شريكة، والتي بسببها يفقد اليمن سنوياً سبعة ملياردولار، أي ما يعادل ضعفي ميزانة اليمن حسب ما يقول مختصون.
في وقت سابق كتب العبسي عن تلقيه تهديدات جدية بالقتل من قبل جهات أمنية نافذة تابعة لميليشيا الحوثي والمخلوع صالح، خاصة بعد عودته لصنعاء والإستقرار فيها بعد أن حاول مغادرة اليمن العام الماضي.
وجاءت وفاة العبسي بعد ساعات من تناوله طعام العشاء في أحد مطاعم صنعاء مع ابن عمه، وبعد إسعافهما توفي العبسي، فيما لا يزال ابن عمه في العناية المركزة بالمستشفى.
وطالبت نقابة الصحفيين اليمنيين، بفتح تحقيق مستقل في ملابسات وفاة الصحفي محمد عبده العبسي، ولم تستبعد تعرضه لعملية اغتيال، خاصة وأن هناك شبهات ولغط كبير حول ملابسات الوفاة المفاجئة الذي عرف بكشفه للكثير من قضايا الفساد، كما دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، للمشاركة بإجراء تشريح للجثة، وإجراء تحقيق مستقل بعيدا عن تدخل المليشيا الانقلابية.
بدورها دعت وزارة الإعلام الأمم المتحدة ومنظمة والصليب الأحمر الدولي إلى سرعة التدخل لنقل جثمان الصحفي محمد عبده العبسي إلى مدينة عدن لتشريح جثته بعد شكوك حول اغتياله بصنعاء.
وقالت الوزارة في بيان لها إن الصحفي العبسي الذي كان يعمل في واحدة من مؤسسات الوزارة قبيل الانقلاب كان يعمل على تحقيقات استقصائية في أيامه الأخيرة تتناول قضايا خطيرة ووثائق تدين الانقلابيين خاصة تلك التي تتعلق بالنفط والسلاح.
فاجعة
نصر طه مصطفى المستشار الإعلامي للرئيس عبدربه منصور هادي، ترحّم على الصحفي العبسي، وقال: "رحيلك يا محمد فاجعة، كنت متميزا في منهجيتك وصلابتك".
وأضاف "طه" في تغريدة على موقع "تويتر": "مكانك سيظل شاغرا لأنك كنت متفردا في أسلوبك، حزني عليك بلا حدود".
فارس يقارع الفساد
وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني, ترحّم على الصحفي العبسي، وقال: " لقد كان العبسي مثقفاً وقارئاً نهماً وها نحن افتقدنا فارساً كبيراً يقارع الفساد في وقت حرج تمر به البلاد ، أسأل الله أن يدخله فسيح جناته".
وأشار "الارياني" على موقع "تويتر" إلى أن رحيل الفقيد يمثل خسارة كبيرة للوسط الإعلامي, الذي فجع بهذا الرحيل المبكر، مؤكدا أن العبسي، كان مثار إعجاب للجميع بما يمتلكه من قدرات صحفية استثنائية.
تشريح الجثة
الصحفي سعيد ثابت سعيد مدير مكتب قناة الجزيرة في اليمن شدد على أهمية تشريح جثة الزميل محمد العبسي، في حال وافقت أسرته على هذا الأمر عبر لجنة طبية، بينما طالبت نقابة الصحفيين بأن تكون اللجنة المكلفة بذلك لجنة دولية من الصليب الأحمر وبعيدة عن سيطرة المليشيا الانقلابية.
وقال "سعيد": "لا نريد أن نكرر مع الفقيد محمد العبسي مسرحية تشريح جثمان الزميلة الفقيدة جميلة جميل التي ماتت بصورة غامضة بصنعاء في نفس هذا الشهر من العام الماضي، وجرى التشريح بإشراف القتلة".
من جهته قال الصحفي والمحلل السياسي، غمدان اليوسفي: "العبسي يكشف من نعشه تفاصيل جرائم الحرب التي تنتهك بها البلاد، بينما يتباكون على الحصار ومئات المليارات يعبث بها محمد عبدالسلام وقادة الحوثي".
فضح الفاسدين
الناشطة والصحفية، فاطمة الأغبري، علقت على هذا الفاجعة بالقول: "نجح كثيراً في فضح الفاسدين وكان على وشك فضح الفاسدين الجدد فهل سنكون جديرين في الكشف عن ملابسات وفاة الصحفي محمد عبده العبسي".
طمس معالم الجريمة
من جانب آخر علق الكاتب والصحفي، رشاد علي الشرعبي قائلا: "وجع ضاعف وألمي كبير مع محاولات طمس معالم الجريمة، قتلوا زميلنا محمد العبسي, لكن لن نسمح بأن يقتلوه مرة ثانية بإهالة التراب على الحقيقة".