أعرب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى حل للأزمة اليمنية، بعد زيارته الأخيرة، إلى سلطنة عمان، والتي عقد خلالها ثلاث جلسات متتالية تطرقت إلى الكثير من القضايا التي تتعلق بخريطة الطريق وخاصة ما يتعلق بالترتيبات الأمنية، ووقف إطلاق النار.
وأشار في تصريحات صحفية أمس بالعاصمة العمانية مسقط، إلى أنه أكد خلال تلك الجلسات، إلى أن هناك حاجة فعلية إلى وقف إطلاق النار من قبل جميع الأطراف المتحاربة، تماما كما أشارت إليه (ورقة مسقط ) التي أكدت على أهمية حدوث وقف حقيقي لإطلاق النار حيث إن وقف النار لمدة 48 ساعة لا يكفي على الإطلاق.
وأوضح أنه خلال تلك اللقاءات تم الاتفاق على تفعيل لجنة التهدئة والتنسيق وأن تتحرك مباشرة إلى ظهران الجنوب من أجل دعم عملية وقف النار بصورة فعلية حقيقية الذي سيتم الحصول عليه، لافتا إلى أنه في نفس الوقت حدد متطلبات وترتيبات الناحية الأمنية.
وأشار إلى أنه لمس في وفد الحوثيين الذي التقاه في مسقط الكثير من الجدية في التعاطي مع ( الخريطة ) التي طرحت من قبله والمدعومة من وزير الخارجية الأمريكية ومن الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بسلطنة عمان.
وأضاف ولد الشيخ: " كما تعلمون توجد ورقة وقع عليها أنصار الله والمؤتمر الشعبي بعد الزيارة الأخيرة لجون كيري وزير الخارجية الأمريكي إلى مسقط"، مؤكدا أن السلطان قابوس كان له دور كبير في التوصل إلى الاتفاق وهذا يعني الكثير لأن هذه الاتفاقية أو الورقة التي وقعوا عليها تعني التزامهم بالخطة وخاصة فيما يتعلق بالتسلسل وبالنقاط الواردة في الخطة. ومن هنا يتوجب علينا أن نشيد بالدول البارز للدبلوماسية العمانية .
وحول إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار، قال المبعوث الأممي إن مثل هذه القضايا تحتاج إلى وقت مهما كانت الجهود التي تتم بشأنها، لافتا إلى أنه تحدث مع وزير الخارجية الأمريكي منذ يومين، والذي أبدى عزمه على دعم هذه القضية بقوة ويرى أن لدينا فرصة تاريخية قد لا تكرر خاصة مع تغيير الإدارة الأمريكية.
وأضاف ولد الشيخ: "الإدارة الحالية داعمة تماما لحل القضية اليمنية في أسرع وقت ممكن وقد كلمني كيري أربع مرات في غضون أسبوع واحد، أما الإدارة الجديدة فليس لدينا تصور بعد لما يمكن أن تقوم به حيال قضية اليمن، ولكن كما أشرتم أننا لم نحص على وقف دائم لإطلاق النار، فالوقت الذي حصلنا عليه انتهك من الطرفين، ونحن نكرر أنه لا بد أن تحدث تهدئة كاملة ومستمرة".
وأشار إلى أن هناك بوادر طيبة، مبينا أن الخطوة الثانية بعد تفعيل اللجان هي أن نبدأ التحضير لجولة جديدة من المفاوضات، مبينا أنه سيذهب بعد زيارة الرياض إلى الكويت في إطار مساعي جولة مفاوضات جديدة.
كما أوضح أنه سيقوم بزيارة الرئيس هادي في عدن والذي وصل عدن أمس، مبينا أن لديه استعداد لزيارة عدن إذا تطلب الأمر ذلك.
وقال ولد الشيخ: "المسألة التي دفعتني للتفاؤل بالحل كما قلت هي اللقاءات التي أجريناها خلال الأيام الثلاثة الماضية وخاصة لقاء أمس في مسقط والذي لمست خلاله أن هناك فعلا تجاوبا وتفاؤلا مع الورقة التي وقعت في مسقط منذ أيام".
وحول عودة الرئيس هادي إلى عدن هذه الأيام وما تمثل من مؤشرات قال مبعوث الأمم المتحدة: "لم أتحدث مع الرئيس هادي هذه الأيام لكن تحدثت مع الوزير، وما يتوفر لدي من معلومات هو أن الحكومة جهزت إجابة حول الورقة وقد تعاملوا معها بحيث تكون ورقة عمل، وهذا في حد ذاته إيجابي لكن لا أدري ما هو الرد الذي سنحصل عليه من قبل الحكومة، ومرة أخرى أود أن أدعوا الحكومة وأدعو الأطراف كلها للحوار والاتفاق فهذه فرص قد لا تتكرر في طريق حل الأزمة، وأكد ولد الشيخ أن الأزمة الإنسانية في اليمن تفاقمت والوضع الإنساني متدهور ولا يتحمل المزيد، ولدينا اليوم دعم دولي لا مثيل له ولدينا إدارة أمريكية في أسابيعها الأخيرة وعلينا أن ننتهز هذه الفرصة لخطوات إيجابية قادمة في طريق الحل الشامل، ولا شك أن عملية السلام تتطلب تضحية من الجميع وتنازلات لابد منها وهذا ما أطلبه من خلالكم".
وعن إمكانية بدء جولة المفاوضات في الكويت قبل نهاية نوفمبر الجاري قال: "ندفع إلى أن تكون الجولة التالية قصيرة، لا نريد أن ندخل في جولة طويلة كما حدث سابقا، فقد أصبحت كل الأمور واضحه في ورقة مسقط وفي خطتي الأممية، ولهذا يجري التحضير لها وسنتأكد من ذلك، وسنعرض الأمر على المسؤولين بالكويت الذين أعرف بأنهم داعمون لها، حيث بإمكاننا أن نخوض جولة لا تتعدى أسبوع إلى عشرة أيام، وهدفنا توقيع الاتفاق.مشيرا إلى انه من الصعب أن تبدأ الجولة قبل نهاية نوفمبر، ومع ذلك بدأنا المشاورات"، بحسب جريدة عمان.