[ انتصار المشروع الوطني الجامع ]
واصلت القوات الشرعية لليوم الرابع على التوالي، التقدم في مختلف الجبهات، وتحديدا الجبهة الشرقية، التي تمكّن الجيش الوطني المسنود بالمقاومة الشعبية خلالها، من التقدم وتوسيع رقعة الانتصارات بعد السيطرة على عديد من المواقع، خاصة في ثعبات، والجحملية، وصالة، والدعوة، والأقروض، والوازعية، والصلو، إضافة إلى جبهة الأحكوم، وهيجة العبد.
وأعلن المجلس العسكري بتعز، أمس الأربعاء، النفير العام في كل مديريات المحافظة، لمواجهة الانقلابيين، مشددا على رفع الجاهزية القتالية والتعبوية إلى أعلى مستوياتها.
وجاءت هذه الانتصارات، في الوقت الذي يحاول فيه الحوثيون والمخلوع صالح الحصول على مكاسب سياسية، فضلا عن محاولة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري- تلميع الإدارة الأمريكية الحالية-، بإعلانه آآ يوم أمس الثلاثاء 15 نوفمبر/تشرين الثاني عن، أن" جماعة الحوثي والتحالف العربي اتفقا على وقف الأعمال القتالية في اليمن، ابتداء من السابع عشر من الشهر الجاري"، وهو الأمر الذي قوبل بعضب شعبي ورسمي.
وتزامن ما يجري في تعز، مع تقدم ملحوظ في جبهة ميدي الساحلية بحجة، وتكثيف طيران التحالف العربي بقيادة السعودية، لغاراته الجوية في محافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر، وذلك حسب مراقبين يؤكد قرب خوض القوات الشرعية مسنودة بالتحالف، لمعركة واسعة تهدف إلى تأمين السواحل اليمنية، التي يستخدمها الحوثيون لتهريب الأسلحة، ما سيضيق الخناق عليهم.
وقال الرئيس عبدربه منصور هادي، في تدوينة بحسابه بموقع" تويتر"، إن تعز هي بوابة الانتصار لليمن الاتحادي الجديد، الذي يتوق له كافة أبناء الشعب اليمني من المهرة وحتى صعدة.
يُشار إلى أن قائد المقاومة الشعبية بتعز، حمود سعيد المخلافي، سيعود إلى المحافظة خلال الأيام القليلة القادمة، وهو ما يؤكد حساسية المرحلة المقبلة، وتوالي تلك الانتصارات التي ستحظى بدعم التحالف العربي، الذي يسعى مع الشرعية في البلاد لبسط سيطرتهم على كامل الدولة، وفقا لمراقبين.
تغيير المعادلة السياسية
وفي وظل المحاولات اليائسة التي يقوم بها الانقلابيون وداعميهم في المجتمع الدولي، لشرعنة الانقلاب، يمكن القول إن إمكانية فرض خارطة أممية تقفز على المرجعيات الثلاث، لن تلقى أذانا صاغية في اليمن، وهو الأمر الذي تؤكده تصريحات المسؤولين اليمنيين.
ويقول المحلل السياسي محمد المهدي، إن تزامن الانتصارات في تعز مع مبادرة كيري، تؤكد أن تعز هي حاضنة المشروع الوطني، الجامع لليمنيين ، إضافة إلى وعي تعز بخطورة ما يريده المجتمع الدولي لليمن، الذي يسعى لدعم مليشيا انقلابية على حساب الاستقرار والسلام الدائم في البلاد.
ويضيف لـ(الموقع بوست) أنه من خلال فرض واقع عسكري على الأرض، ستتغير معه المعادلة السياسية، وهو ما جعل كل أبناء تعز يتوحدوا ويلتحموا ببعضهم؛ انتصارا للمحافظة التي عانت الكثير، ولكل اليمنيين، لافتا إلى أن المحافظة تتجه نحو تغطية فراغات كثيرة قد تركتها الحكومة الشرعية.
ويؤكد" المهدي" أن توالي الانتصارات في تعز سيعزز من موقف الشرعية الصلب المتمسك بالمرجعيات، والذي يرفض الإملاءات المؤثرة على المنطقة برمتها، وليس على اليمن التي لم يعد لليمنيين ما يخسروه فيها، حد تعبيره.
اقتراب الحسم العسكري
أما المحلل السياسي سمير الصلاحي، فيعتقد أن التقدم في تعز، لم يأتِ ردا على مبادرة كيري الرامية إلى وقف إطلاق النار في اليمن وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وإنما جاء وفقا لخطط عسكرية منظمة ومراحل تراتبية، لإنجاز الحسم العسكري حتى تحرير تعز من المليشيا.
ويوضح في حديثه لـ(الموقع بوست) أن التحركات العسكرية على الأرض، والتقدم الملحوظ في عدد من الجبهات داخل وفي محيط المدينة يؤكد أن قوات الجيش المسنود بالمقاومة الشعبية، قد استفادوا من الأخطاء السابقة، وكانت موفقة في توقيت إنطلاق هذه العملية العسكرية، التي جاءت بعد استنزاف المليشيا الانقلابية، وفقدانها لأكثر من خمسة عشر ألف مقاتل، وفق مصادر حوثية.
ويتابع" الصلاحي" يمكن القول إن الحوثيين قد وصلوا لقناعة تامة، بأن إرسال مزيدا من القوات لتعز لن يغير من الواقع العسكري شيء، وأن الحفاظ على ما تبقى من القوات في مناطق تمركزهم بصعدة وصنعاء وعمران، سيكون أفضل لهم، خاصة أن قوات الجيش الوطني تتقدم يوما بعد آخر شرق صنعاء، وباتت على مشارف صعدة، بعد تقدم الملحوظ في الجوف الحدودية مع معقل الحوثيين.
ويشير في ختام حديثه إلى أن تعاطي دول التحالف العربي مع مبادرة كيري، التي يسعى من خلالها لترك بصمة سياسية تكون ضمن ملفات نجاح الحزب الديمقراطي أمام الناخب الأمريكي، تأتي في سياق كونها لم ترفض الحوار والحلول السياسية في اليمن، شريطة أن تتفق مع المرجعيات المتفق عليها.
يُذكر أن تراجع الانقلابيين بات واضحا مؤخرا في تعز، بعد تحرير عديد من المواقع الاستراتيجية في المحافظة، واستنزاف قواتهم طوال أكثر من عام في مختلف الجبهات المشتعلة في اليمن، فضلا عن تدمير التحالف العربي لأغلب الأسلحة التي استولوا عليها من مخازن الدولة.