بعد أن طفت الخلافات بين الحليفين(الحوثي- صالح) على السطح بشكل غير مسبوق، بات الوضع مهددا بالانفجار بينهما، خاصة مع تنامي تلك الخلافات ووصولها إلى الذروة.
وتصاعدت حدة الخلافات بين الانقلابيين، في أعقاب صدور قرار ما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى" الذي أسند قيادة قوات الاحتياط(الحرس الجمهوري سابقا)، إلى القيادي في جماعة الحوثيين عبدالخالق الحوثي، ليكون بذلك" صالح" مهدد بخسارة ذراعة الأيمن، الذي تمكن عبره من إسقاط المحافظات اليمنية بدءا بعمران.
وفي ذات الصعيد، اتهم القيادي في جماعة الحوثي وعضو اللجنة الثورية التابعة للجماعة صادق أبو شوارب، الذي تحدث لقناة المسيرة، أطرافا، لم يسمها، بالتآمر عليهم في صنعاء.
فيما كشف القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يترأسه صالح، ياسر اليماني، عن إعداد الحوثيين" فرق موت"، وكذا خطط عسكرية على الطريقة الإيرانية، في حال تمت مواجهتهم عسكريا في العاصمة.
وأشار في تدوينة على حسابه بموقع" فيسبوك" إلى أن الحوثيين باتوا ينتظرون ساعة الصفر فقط.
وتزايدت وتيرة الخلافات بين الانقلابيين، منذ الإعلان عن ما يسمى بـ"المجلس السياسي"، ومحاولة تشكيل حكومة، إضافة إلى استمرار اللجان الثورية بعملها كسلطة عليا في البلاد، على الرغم من تشكيلهم المجلس، الذي من المفترض أن تنتقل إليه صلاحيات تلك اللجان.
وإضافة إلى ما سبق، يعود السبب الرئيسي إلى اشتداد ذلك الصراع، في إنشاء تحالف بين قوتين تختلفان عقائديا، وتسعيان إلى الهيمنة على مجريات الأحداث في البلاد، ويختلف طموح كلا منهما، وإن كانتا تتفقا على استمرار الصعود مهما كان الثمن.
وفي ظل استمرار فوران بركان الخلافات، هل سنشهد حربا بين(صالح والحوثي)، سيتغير معها المشهد كليا في البلاد؟
حرب لكنها مؤجلة
وحول إمكانية اشتعال حرب بين الانقلابيين، يعتقد المحلل العسكري علي الذهب، أن ذلك احتمال وارد، لكن ليس الآن.
ويوضح لـ(الموقع بوست) أن الحليفين( صالح والحوثي) يعيان خطر ذلك، لكنه يشير إلى إمكانية وقوع حرب بينهما، إذا حصل صالح على داعم خارجي كالإمارات، يمنحه فرصة الاصطفاف مع غيره في مواجهة الحوثيين، ضمن تحالف جديد، وفي حدود معركة ونفوذ لا يتجاوزان إقليم آزال، المكون من(صنعاء، صعدة، ذمار، عمران).
وعن الداعم الخارجي الذي تحدث عنه"الذهب" بيّن أنه يتمثل بدولة الإمارات، لافتا إلى أن المملكة العربية السعودية ستواصل دعمها لحليفها الحالي( في إشارة إلى الرئيس عبدربه منصور هادي)، والذي قد يمد يده إلى صالح، أو يلزم الحياد.
ويستدرك الخبير العسكري بالقول، لكن الخوف هو أن يتفق أولئك اللاعبون ضد صالح، منهم السعودية التي تبحث الآن عن حدود آمنة، فيكسب الحوثيون، بدعم قبلي، وغربي، وسيدفع اليمن ثمن مثل ذلك التقارب.
وفي حال اندلاع حرب بين الحليفين، يُرجح" الذهب" كفة الحوثيين، ويتابع" يتمتع صالح بقاعدة شعبية أكبر من الحوثيين، لكنها قوة سياسية وليست قوة مسلحة تحسم حربا، خلافا للحوثيين الذين يقاتلون بروح الفريق الواحد، ولديهم مشروعهم الخاص، فضلا عن أنه برغم ضيق قاعدتهم الشعبية، إلا أنها تقريبا هي القوة المقاتلة التي تحمل السلاح، ولديها القدرة على الاستمرار في مواجهة صالح".
مشروع هيمنة كاملة
وبالنسبة للكاتب فهد سلطان، فالحوثيون يسيرون وفق مشروعهم القائم على الهيمنة الكاملة، على من دونهم من المكونات السياسية، وتحديداً حزب المؤتمر الشعبي العام،
ويشير في حديثه لـ(الموقع بوست) إلى أن" واستمرار المؤتمر(جناح صالح) في تقديم نفسه رقم مكافئ أو كيان مستقل، تصرف يستفز الحوثيين كثيرا، ويدفعهم إلى التصرف بحماقة، تجاه تصفية الحزب وكل ما يتعلق به, كون الجماعة ترى في الحزبية عمل يضعف قوتها أمام المجتمع".
ويقول إن خيارات المؤتمريين باتت محدودة، بعد السيطرة الفعلية على قيادة الحرس الجمهوري مؤخرا, وهو الذراع الأبرز الذي كان لدى صالح.
ويعتقد" سلطان" أن ما يجري في هذه الأثناء، هي آخر فصول التصفية التي تهرب منها المؤتمر طويلا، وانتظرها الحوثيون بفارغ الصبر.
ووفقا للكاتب اليمني" فالمؤتمر الشعبي العام بات اليوم في أسوأ مراحله بعد أن خسر كثيراً, وفي حالة حصل صِدام مسلح بين الطرفين، فسيكون محدود للغاية، وستنتصر فيه جماعة الحوثيين بصورة حاسمة".
وتشكو قيادات وأعضاء في حزب المؤتمر من التهميش والإقصاء الذي مارسه الحوثيون، ويعاني كذلك الحزب من تفكيك ممنهج، ومحاولات سابقة لسحب البساط من صالح، بشراء ولاءات أعضاء حزبه، وحوثنته، والأمر ذاته ينطبق على( قوات الاحتياط)، الموالية لصالح.
لكن وأمام كل ما يجري، يرى بعض المراقبين أن التشكيك بعدم قدرة صالح على المناورة غير صحيحة، وأنه هو الذي ما يزال متحكما بخيوط اللعبة، وينتظر سقوط خصمه الذي استأسد كثيرا وأثار غضب الشعب بممارساته؛ لينقض عليه.