نظم مركز أبعاد للدراسات والبحوث صباح اليوم الأربعاء، بعدن ندوة حول أبرز التحديات التي تواجه المحافظات اليمنية المحررة، في مختلف الجوانب.
وناقشت الندوة التي شارك فيها عدد من الأكاديميين والصحفيين مجمل القضايا السياسية وخاصة الوضع الأمني منذ تحرير مدينة عدن في منتصف يوليو/تموز من العام الماضي، وحتى اليوم، إضافة إلى قضية الركود الاقتصادي وسُبل معالجته كونها العمود الفقري للبلدان.
وفي الندوة تطرق الدكتور يوسف سعيد أحمد؛ أستاذ بكلية الاقتصاد جامعة عدن إلى تداعيات نقل البنك المركزي، واصفا هذه الخطوة بأنها خطوة متهورة، مشيرا إلى أنها لم تكن مدروسة، من قبل الأخصائيين الاقتصاديين، وكان القرار سياسي وليس اقتصادي، كونه لم يلق الترحيب اللازم من صندوق النقد الدولي الذي ما يزال والحكومة اليمنية في إطار النقاش على الموافقة المبدئية حسب الدكتور يوسف.
وحاز الجانب الاقتصادي على النصيب الأكبر من النقاش؛ حيث شدد الدكتور يوسف على أهمية إيلاء الجانب الاستثماري الأولوية من قبل الحكومة والسلطة المحلية، بهدف جذب أكبر قدر من المستثمرين ورؤوس الأموال المحلية والخارجية وخاصة في المدن المحررة لما له من فوائد كبيرة في جانب رفد الدولة بالضريبة واستيعاب العمالة المحلية.
بدوره تحدث الصحفي باسم الشعبي في ورقته التي تحدث فيها عن الجانب الأمني في ندوة مركز "أبعاد"، حيث أكد أن الوضع الأمني يسير نحو الأفضل منذ تحرير عدن والمحافظات القريبة في منتصف العام الماضي حتى اليوم، لافتا إلى أنها شهدت تحسناً كبيراً من خلال القضاء على الجماعات المسلحة، وتقوية شوكة الدولة كما تعززت من سلطة القانون.
وأضاف رئيس مركز مسارات للدراسات والإستراتيجيا، قائلا: "إن الجماعات المسلحة لم تتورع في تنفيذ العديد من الهجمات بسبب تضييق الخناق لها من قبل قوات الأمن والتي سبق لهذه الجماعات وإن عبثت بعدن في فترتين ؛ حيث كانت البداية، الأولى في عهد المحافظ نائف البكري ومن ثم الشهيد جعفر محمد سعد إلا أن الوضع سار الأمني سار في تحسن كبير أيام المحافظ عيدروس الزُبيدي مع تعزيز الملف الأمني بعدن بمساعدة دول التحالف".
بدوره تطرق الصحفي عبد الله ناجي إلى أن الوضع في عدن والمحافظات اليمنية المجاورة لا يزال يحتاج الكثير من الجهود، خصوصا بعد الدمار الكبير الذي أصاب البنية التحتية بسبب حرب مليشيا الحوثي الانقلابية.
وأستطرد الصحفي ناجي قائلا: "صحيح أن عملية التحرير كانت مجدية إلا أن المواطنين مازالوا يتوقون إلى استلام رواتبهم والتي بفعل الأزمة الاقتصادية وانعدام السيولة جعل من المستبشرين بالنصر أكثر تذمراً من أي وقتٍ مضى".
وأشار إلى أن خيار الدولة الاتحادية هو العلاج الأمثل لمشاكل اليمن بشكل عام كون هذا الإجراء الذي تمخض عن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني يحفظ للمواطنين أحقيتهم بالثروة والسلطة من خلال التوزيع العادل.
ونصح ناجي من خلال ورقته المقدمة في الندوة؛ الحكومة اليمنية إلى سرعة تطبيع الحياة بشكل ملائم كون العالم يحدق ببصره إلى عدن كونها العاصمة المؤقتة للبلاد وإعادة إعمار ما خلفته الحرب.
وتطرق المشاركون في الندوة إلى أهمية تفعيل دور الحكومة من خلال إيجاد الحل الأمثل للسيولة النقدية ومعالجة مشاكل الرواتب وأزمات الكهرباء والنفط والسياحة والميناء.