يقضي رجل الأعمال والمستثمر المعروف عبدالسلام الشرعبي يومه التاسع عشر خلف قضبان إدارة البحث الجنائي بخورمكسر بعد قضاءه شهرا كاملا من الإخفاء القسري في زنازين القاعدة الإدارية.
ليس الشرعبي إرهابيا أو قاتلا لكنه مستثمر ينتمي لمحافظة تعز ويعمل في عدن منذ العام 2003 في السوق المركزي للخضار حيث يشغل منصب أمين عام جمعية الينابيع والمشغلة للسوق وفق عقود موثقة مع صندوق التقاعد التابع لوزارة الداخلية.
إنتماء عبدالسلام لتعز هو ما أزعج مدير مكتب مدير الأمن العقيد عبدالدائم أحمد والذي حاول عشرات المرات مضايقة الشرعبي وإستدعاؤه محاولا بذلك الضغط عليه لتسليم السوق في تصرف لا أخلاقي ولا ينم عن ممثلي دولة بقدر ما ينم عن تصرفات عصابات المافيا.
تقدم الشرعبي و زملاءه بشكوى لمحافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي عما يتعرضون له من مضايقات وإجراءات لا قانونية ممن هم أساسا يجب أن يمثلوا الدولة والقانون.
نجح الشرعبي و زملاؤه في إستخراج توجيه من محافظ عدن يقضي بعدم التعرض لإدارة السوق المركزي للخضار كون جميع أوراقهم سليمة وهذا ما أكده مدير مكتب وزير الداخلية عثمان عرب في اتصال هاتفي مع (الموقع بوست).
كان الشرعبي و زملاؤه يعتقدون بأن توجيه الزبيدي سيكون رادعا ل العقيد عبدالدائم قبل غيره , إلا أن هذا لم يحصل , فقد تم إعتقال عبدالسلام عقب ثلاثة أيام من توجيه الزبيدي والذي لم يجف حبره بعد.
ظل مصير الشرعبي مجهولا منذ أن تم إعتقاله في العاشر من شهر أيلول/سبتمبر حتى العاشر من شهر تشرين الثاني / أكتوبر , فقد تم إحتجازه في معسكر طارق -القاعدة الإدارية- والغير مخصص للإعتقال أصلا.
حاول العقيد عبدالدائم خلال الأسبوعين الأوليين للإعتقال الضغط على الشرعبي في سبيل التنازل عن السوق , فيما ينص عقد التأجير بين جمعية الينابيع وصندوق التقاعد التابع لوزارة الداخلية أن ينتهي العقد العام 2023 أي بعد سبع سنوات.
رغم كل ما عاناه الشرعبي من إعتقال وإخفاء قسري وظروف صحية وإنسانية صعبة في زنازين غير مخصصة لإحتجاز بني البشر , إلا أنه لم يتنازل عن ممتلكاته في السوق, وهذا ما دفع العقيد عبدالدائم لإرسال ثمانية أطقم عسكرية الى السوق المركزي بالمنصورة لتقوم بالسطو عليه و إخراج إدارته وموظفيه بقوة السلاح متجاهلين بذلك توجيهات محافظ عدن الزبيدي وذلك صباح يوم الإثنين الموافق 26 من سبتمبر.
لم يكتف مدير مكتب شلال شائع بنهب ممتلكات رجل الأعمال والمستثمر المعروف عبدالسلام الشرعبي في السوق المركزي للخضار وإخفاءه قسريا لشهر كامل , فقد قام في العاشر من أكتوبر الجاري بنقل الشرعبي لإدارة البحث الجنائي محاولا بذلك التحايل على القضية وصبغها صبغة قانونية.
توالت التوجيهات القاضية بسرعة الإفراج عن الشرعبي لكنها لم تكن ملزمة للعقيد عبدالدائم , بالرغم من كونها صادرة ممن هم أعلى مستوى ومرتبة , كان توجيه وزير الداخلية اللواء الركن حسين عرب أحد هذه التوجيهات والتي حصل (الموقع بوست) على نسخة منها , فقد وجه عرب مدير الأمن شلال شائع بالإفراج الفوري عن الشرعبي , وإحالته للمحكمة التجارية في حال وجود أي إشكاليات كون القضية مدنية , رئيس نيابة عدن القاضي قاهر مصطفى هو الآخر وجه بالإفراج عن الشرعبي وإحالته للمحكمة التجارية في حال وجود أي إشكاليات كون القضية مدنية بحتة.
وقفات إحتجاجية
شهد شارع جمال بتعز عدة وقفات إحتجاجية قام بها عشرات المواطنين للمطالبة بالإفراج عن رجل الأعمال عبدالسلام الشرعبي.
وكان آخر هذه التحركات اللقاء الذي جمع وكيل أول محافظة تعز عارف جامل ب عدد من وجهاء وناشطي محافظة تعز.
وطالب جامل في تصريح صحفي عقب إنعقاد اللقاء " بسرعة الإفراج عن رجل الأعمال عبدالسلام الشرعبي وفقا لتوجيهات محافظ عدن عيدروس الزبيدي ونائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اللواء الركن حسين عرب.
وأضاف " أن إحتجاز الشرعبي ظلما وعدوانا يسهم في الإضرار بالوحدة الوطنية , لافتا إلى ما تعرض له الشرعبي من إعتقال خارج النظام والقانون ونهب للممتلكات.
وشدد على ضرورة تدخل رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ورئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر في قضية الشرعبي والدفع نحو حلحتها.