عادت الحكومة الشرعية برئاسة أحمد عبيد بن دغر، إلى العاصمة المؤقتة عدن، اليوم الخميس 22 سبتمبر/أيلول، بصورة نهائية، بحسب تأكيدات مصدر حكومي، بعد أن فشلت أكثر من مرة في الاستقرار، جراء الاضطرابات الأمنية التي تشهدها عدن منذ تحريرها من مليشيا الحوثي والمخلوع قبل أكثر من عام.
وتشكل عودة الحكومة اليمنية إلى عدن تحديا كبيرا، لكنها خطوة وصفها مراقبون بالمهمة للغاية، خاصة أنها تزامنت مع صدور قرار نقل البنك المركزي إلى العاصمة المؤقتة، الذي يعد خطوة لتخفيف منابع تمويل الانقلابيين للحرب التي يشنوها على الشعب اليمني، وهو ما جعل سياسيون يتوقعون أن تصمد الحكومة في عدن، كون البلد يمر في مرحلة حساسة، بحاجة لترسيخ الشرعية حضورها على الأرض خاصة في المناطق المحررة، ولاستكمال استعادة الدولة التي تقول الحكومة إنها تسيطر على أكثر من 80% من الأراضي اليمنية، فضلا عن تقليص صلاحيات سلطات الأمر الواقع في صنعاء.
ويقول خبراء إن صمود الحكومة واستمرارها بالبقاء في عدن، من شأنه أن يسهم في دعم الشرعية في داخل البلاد، وكذا خارجها، خاصة في ظل الحاجة إلى المتزايدة إلى حشد الدعم لها، لاستكمال تحرير باقي المحافظات التي ما تزال خاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية.
أهمية عودة الحكومة
وفي هذا السياق وصف المحلل السياسي عبدالرقيب الهدياني توقيت عودة الحكومة بـ"المهم"، وعدَّ قرار نقل البنك المركزي إلى العاصمة المؤقتة عدن بأنه يمثل إرادة اليمن ككل، من خلال المركز المالي للبلد، الذي بات في يد الحكومة، بالإضافة إلى موارد البلد النفطية والغازية والجمارك التي تقع في المناطق الخاضعة لسلطة الشرعية، ما يعني أن 80% من موارد البلد المالية في تصرف الحكومة الشرعية.
وأشار في حديثه لـ(الموقع بوست) إلى أن الرئيس عبدربه منصور هادي، التقى اليوم المسئولين في البنك الدولي، وأيدوا قراره بنقل البنك إلى عدن، مؤكدا أن وجود الحكومة في عدن مهم لإدارة البلاد من الداخل، وسيعمل على شغل الفراغات التي عانت منها المناطق المحررة، على مدى عام ونصف مضت.
وأضاف المحلل السياسي اليمني: "كانت الإمكانات المادية هي مبرر هجرة الشرعية خارج الأرض، وهو ما أضعف موقفها محليا ودوليا، لكن اليوم لم يعد هناك من مبرر على الإطلاق".
واختتم "الهدياني" حديثه بالتأكيد على أن هناك أولويات على الحكومة أن تعمل على معالجتها، أبرزها المسألة الأمنية، وتصحيح أداء أجهزة عدن لتكون بحق عاصمة مؤقتة لكل اليمنيين، بعيدا عن التصرفات الشوهاء المناطقية والعنصرية، ثم يليها الخدمات التي يحتاجها المواطن وإدارة المعارك لتحرير باقي المحافظات، تزامنا مع وجود نائب رئيس الجمهورية الفريق علي محسن الأحمر في مأرب، ودوره الكبير على الأرض.
احتضان عدن للحكومة
ومن المتوقع أن تواجه الحكومة العديد من التحديات خاصة في المجالات الأمنية والخدمية، إلا أنه وبرغم كل ذلك، يؤكد الكاتب والصحافي فؤاد مسعد "أن عدن ستكون قادرة على احتضان الحكومة".
كما أشار في تصريح لـ( الموقع بوست) إلى أهمية أن تكون الحكومة موجودة في العاصمة المؤقتة عدن وبقية المحافظات المحررة؛ لأن في ذلك رسالة للمواطنين أن الحكومة تقف معهم، في مواجهة التحديات الناجمة عن حرب الحوثيين والمخلوع صالح على المحافظات اليمنية منذ قرابة عامين.
ويعتقد الكاتب اليمني أن عودة الحكومة هذه المرة ستكون نهائية، خاصة في ظل تزامنها مع تطورات سياسية وميدانية مهمة، منها قرار نقل البنك المركزي، الذي يتطلب تنفيذه حضورا فاعلا للحكومة.