تحليل إسرائيلي: الانتقالي يؤسس لكيان أمني يخدم تل أبيب عبر الإمارات والسعودية تفقد نفوذها (ترجمة خاصة)
- غرفة الأخبار الاربعاء, 17 ديسمبر, 2025 - 02:37 مساءً
تحليل إسرائيلي: الانتقالي يؤسس لكيان أمني يخدم تل أبيب عبر الإمارات والسعودية تفقد نفوذها (ترجمة خاصة)

[ عناصر تابعة للانتقالي عند حاجز تفتيش ]

قال تحليل جديد نشرته صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية إن المجلس الانتقالي عبر سيطرته الأخيرة على مدن جنوب اليمن يؤسس لكيان سياسي أمني منفصل بقيادة ومؤسسات وقوة عسكرية منظمة تعتمد على رعاية الإمارات وتعمل كدولة بحكم الواقع، وتفكك الإطار المشترك لـاليمن الموحد.

 

وعن موقف السعودية قال التحليل الذي كتبه جوزانسكي الخبر في دول الخليج بمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي إن من المرجح أن السعوديين لم يكونوا مستعدين لهذا السيناريو، معتبرا ما فعله المجلس الانتقالي يكشف عن عمق التنافس وتضارب المصالح بين الرياض وأبوظبي في اليمن.

 

ويفصل التقرير الذي ترجمه الموقع بوست بالقول أن السعودية قضت سنوات في محاولة استقرار الحكومة المعترف بها وإنشاء آلية حكم مشتركة، بينما بنت الإمارات بصبر هيكلية قوة جديدة في الجنوب، وعلق بأنه طالما لا يوجد توافق استراتيجي حقيقي بين البلدين، سيظل اليمن ساحة صراعات النفوذ بدلا من كونها مشروعا مشتركا.

 

وقال إن النتيجة العامة ستكون نظام يمني منقسم حيث يواصل الشمال الحوثي تأسيس نفسه كدولة شيعة زايدية مستقلة، بينما يتماسك الجنوب فعليا ككيان مؤيد للإمارات يتمتع باستقرار نسبي، ورجح أيضا بأنه قد يكون التأثير الإقليمي واسع النطاق، من توازن جديد في الساحة البحرية لخليج عدن إلى اندلاع حرب أهلية متجددة في اليمن.

 

وعن تأثير هذه التطورات على الحوثيين وصف التحليل ذلك بالكبيرة، فهي تفكك التحالف الذي حاربهم خلال العقد الماضي، وأثبتت أن القوات والتحالفات التي أنشأتها السعودية ضعيفة ومنقسمة وغير قادرة على إنشاء جبهة موحدة تواجه الحوثين.

 

ويشير التقرير إلى أن وجود كيان جنوبي واضح في اليمن يجلب تغييرا في التوازن الإقليمي لا يهم السعودية والإمارات العربية المتحدة والحوثيين فقط، بل إسرائيل أيضا، التي رأت في السنوات الأخيرة اليمن ميدان ثانوي لكنه مقلق، خاصة في ظل قدرات الحوثيين على الصواريخ والطائرات بدون طيار بعيدة المدى، والتي أثبتت قدرتها على الإلحاق بالضرر في الفضاء الاستراتيجي الإسرائيلي.

 

وقال إن سيطرة المجلس الانتقالي سيخلق سيناريوهين متعارضين، الأول يعني ضعف الأطر المؤيدة للسعودية وتراجه قدرة الرياض على ممارسة الضغط متعدد الجبهات على الحوثيين، والثاني يعني أن تعزيز قوة جنوبية مستقرة ذات انضباط عسكري، وسيطرة على السواحل الاستراتيجية، ودعم الإمارات النشط قد يخلق نافذة من الفرص الدبلوماسية الأمنية لإسرائيل.

 

وأضاف: "قد ترى الإمارات، التي تربطها روابط عميقة بإسرائيل الكيان الجنوبي كآلية لمواجهة توسع نفوذ طهران في بحر العرب وخليج عدن"، قائلا بأنه على المدى الطويل، قد يؤدي ذلك إلى تعاون الانفصاليين مع إسرائيل، ويعزز سيطرتهم على موانئ عدن والمكلا إلى جانب وجود إماراتي في جزيرة سقطرة، القدرة على مراقبة طرق التجارة العالمية الحيوية لإسرائيل كمضيق باب المندب، والبحر الأحمر، وطرق الوصول إلى قناة السويس.

 

واعتبر ضعف الحوثيين في المناطق البحرية مصلحة استراتيجية واضحة لإسرائيل، التي يجب أن تفهم أن الجنوب الجديد ليس مؤيدا لإسرائيل" بل مؤيد للإماراتيين أولا وقبل كل شيء، وهذا يعني أن نافذة الفرصة تعتمد على القدرة على الحفاظ على علاقات ثقة وثيقة مع أبوظبي، وتجنب المبالغة في تحديد الجنوب مع إسرائيل، والتصرف بحساسية في مواجهة المنافسة الإقليمية الداخلية بين الرياض وأبوظبي.


التعليقات