[ منطقة الصراري بتعز ]
أعلن رئيس المجلس العسكري في مشرعة وحدنان، العقيد محمد المحمودي، في تصريح لـ(الموقع بوست)، أن قوات الجيش والمقاومة تمكنت اليوم الثلاثاء، من تأمين منطقة الصراري كليا، بعد معارك عنيفة خاضتها مع المليشيات الانقلابية.
وأكد المحمودي، سقوط قتلى وجرحى من عناصر المليشيات الانقلابية خلال عملية تحرير الصراري، فضلا عن أسر قابة 30 عنصرا من عناصر المليشيات، خلال العملية.
ولفت إلى أن عملية التمشيط للمواقع مازالت مستمرة، وأن تحرير منطقة الصراري يعني السيطرة كلياً على جبل صبر وتأمين مدينة تعز من الجهة الجنوبية.
إفشال مخطط الانقلابيين
بدوره قال الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري بمحافظة تعز العقيد منصور الحساني لـ(الموقع بوست)، إن العملية الأمنية التي قامت بها قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بتحرير منطقة الصراري أتت بعد أن كانت المنطقة مختطفة لدى مليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية.
وأضاف الحساني: "تداركنا الموقف وقمنا بعملية أمنية واستبقنا الموقف واقتحمنا منطقة الصراري، وتم السيطرة عليها وتم اعتقال عدد من عناصر المليشيا الانقلابية وافشال المخطط الذين كانوا يرسموه في قضية تحقيق اي تقدم باتجاه جبل العروس الاستراتيجي".
وأشار إلى أنه تم اتخاذ هذا الإجراء، بعد أن استنجد سكان القرية بقوات الجيش والمقاومة، خلال الأسابيع الماضية، لافتا إلى أن المليشيات كانت تريد أن تضع قرية الصراري في مرمى النيران.
وأكد الحساني أن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تدخلت لإنقاذ منطقة الصراري وأهاليها، وإنقاذ أيضاً وضع المقاومة في جبل صبر من مخطط كانت قد أعدته عدد من القيادات الموالية للمليشيا الانقلابية ومنهم قيادات في حزب المخلوع صالح لإسقاط جبل العروس الاستراتيجي.
نقض الاتفاقات
وكانت قد شهدت الصراري في مديرية صبر الموادم خلال الأيام الماضية مواجهات عنيفة بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة، ومليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية من جهة أخرى، حيث تدخلت وساطات قبلية لوقف القتال، وتوصلت إلى اتفاقات، إلا أن المليشيات كانت تنقض كل الاتفاقات التي تم التوصل إليها.
ومنذ وقت مبكر دفعت المليشيا الانقلابية بالأسلحة المختلفة الى قرية الصراري التي تسخر بموالين من بيت الجنيد وايضاً عناصر أخرى استقدمتهم المليشيا الى القرية من محافظة صعدة في شمال الشمال.
كما تمركزت تلك القوات في القرية في وسط المساكن، وحولتها إلى مخازن أسلحة، وروجت إعلامياً أن المقاومة الشعبية تفرض حصاراً خانق على القرى، إلا أن المقاومة بررت أكثر من مرة أن عناصر المليشيا والموالين لها قطعوا الطريق كما ساهموا في محاولات عدة الالتفاف على مناطق تسيطر عليها المقاومة الشعبية وهي منطقة الشقب وبتع.
مصادر بالمقاومة، أوضحت أن المليشيات قطعت الطريق الذي يعتبر شريان مدينة تعز وبعض المناطق في جبل العروس الاستراتيجي.
خلايا نائمة
بدوره، قال القيادي في المقاومة الشعبية أحمد المقرمي لـ(الموقع بوست)، إن عملية تحرير منطقة الصراري هي عملية أمنية بكل المقاييس، باعتبار أن قرية الصراري تقع ضمن مواقع سيطرت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، لافتا إلى أنه بدأت خلايا نائمة تريد أن تقلق الوضع الأمني، بهدف التمهيد لإيجاد خط اتصال، وتواصل مع المليشيات، من أجل تمكينهم من الدخول إلى قرية الصراري.
وأشار المقرمي إلى أن رجال الجيش والمقاومة نبهوا وجاهات قرية الصراري إلى الوقوف في وجه هذا التصرف، الذي يهدد أمن المنطقة والمقاومة، غير أن الخلايا النائمة ظلت تمثل خطورة على المناطق المحيطة.
وأضاف: "عندما نقول إن العملية أمنية فإن دحر مليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية من صبر تمت في يوليو من العام الماضي، وبالتالي فقد مر عام كامل وصبر كلها محررة من المليشيا الانقلابية، وظل هؤلاء طيلة عام في أمن وأمان وظلت قرية الصراري في أمن وأمان طيلة عام".
واستطرد المقرمي قائلا: "ولو كان هناك استهداف من قبل قوات الجيش والمقاومة منذ عام للموالين للمليشيا الانقلابية لكن لم يحدث ان تعرض لهم أحد حتى بدأوا هم بإغلاق الطريق الذي يمثل الشريان الوحيد لمدينة تعز المحاصرة وتعاملوا بقنص قرى محيطة تمهيداً للهجوم الذي بدأته المليشيا الانقلابية بشنه منذ 12 يوليو هذا الشهر بهدف الوصول اليها والالتحام بها من خارج المنطقة فكان لابد ان تتصرف قوات الجيش والمقاومة بتنفيذ العملية الامنية لتامين المنطقة لا أكثر".
وأوضح المقرمي أنه كان هناك عمل عسكري من قبل مليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية باتجاه جبل العروس الاستراتيجي منذ 12 يوليو بهدف الوصول إلى العروس والالتحام بالصراري، لافتا إلى أنه هذا الأمر كان يتطلب قيام الجيش والمقاومة تنفيذ هذه العملية التي نفذت اليوم.
وأشار المقرمي إلى أن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تأخرت عام كامل، وأعطت الانقلابيون لتجنيب المنطقة الحرب، لكن عندما بدأت المليشيات بالهجوم على العروس، والشقب بهدف الوصول إلى الصراري، وبعد أن نقضوا الاتفاقات، لم يكن هناك حل أمام الجيش والمقاومة، إلا أن يقوموا بهذه العملية بعد محاولات عدة لإيجاد حل، لفتح الطريق وتسليم الأسلحة الثقيلة وإخراج المقاتلين التي استقدمتهم المليشيا الانقلابية من محافظات أخرى.
وأكد المقرمي في ختام تصريحه لـ(الموقع بوست)، أنه خلال العملية الأمنية التي نفذت لتحرير الصراري، تم اغتنام كمية كبيرة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
قصف ونزوح
في غضون ذلك تعرضت القرى المحيطة لمنطقة الصراري وبعض قرى جبل صبر لقصف مدفعي مكثف من قبل مليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية المتمركزة في دمنة خدير.
وقال سكان محليون لـ(الموقع بوست)، إن المليشيا الانقلابية استخدمت صواريخ الكاتيوشا والمدفعية الثقيلة في قصف القرى، بهدف ضرب المقاومة الشعبية المنتشرة في جبل صبر، إلا أنها فشلت في ذلك، متسببة في إثارة الرعب في أوساط المدنيين من سكان القرى، ما دفعهم إلى النزوح إلى خارج قراهم فرارا من القصف.