وجهت جماعة الحوثي، بتسليم مساحات كبيرة من أراضي جامعة صنعاء لأحد المستثمرين الموالين للجماعة، بزعم بناء مدينة طبية.

وكشفت وثيقة متداولة، وجه فيها القيادي الحوثي مهدي المشاط رئيس ما يسمى بـ "المجلس السياسي" ـ أعلى سلطة حاكمة للحوثيين ـ في أواخر مايو الماضي، وجه فيها القائم بأعمال رئيس الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني التابع للحوثين بتسليم 10 ألف لبنة لمشروع المدينة الطبية في صنعاء، غرب كلية الطب بجامعة صنعاء.

وتضمن التوجيه، استكمال إجراءات تمليك مستثمر يدعى "عبده علي هادي" رسمياً، مع استكمال عملية دمج المدينة الطبية بالمخطط العام وتسليم الهيئة صورة منه.

وبحسب توجيه المشاط، فقد تضمن تسليم عشرين ألف لبنة كمرحلة أولى وأخرى مماثلة كمرحلة ثانية لمشروع المدينة الصناعية الدوائية في منطقة بني مطر بصنعاء، مع توجيهات ببيع الأراضي للمستثمرين وفق المخطط المعد لهذا الغرض.

وأثار توجيه "المشاط" الرأي العام، بشأن التلاعب بأراضي وعقارات الدولة من قبل الحوثيين، وسط مطالبات بالمحافظة على أراضي جامعة صنعاء.

الضجة التي أثيرت حول توجيهات المشاط بشأن أراضي جامعة صنعاء، دفعت طه المتوكل وزير الصحة في حكومة الحوثيين ـ غير المعترف بها دوليا للقول بأن "مشروع مدينة صنعاء الطبية، هو مشروع استراتيجي خدميّ استثماري بالشراكة بين الدولة والقطاع الخاص وسيعود بالنفع على كل المواطنين".

وأوضح المتوكل، أن هذا "المشروع يأتي بهدف التخفيف عن المواطنين من خلال إنشاء مستشفيات ومراكز طبية نوعية وتخصصية يحتاج إليها البلد، ورفد القطاع الصحي بالأجهزة الحديثة والمتطورة التي تواكب التطور الطبي في العالم بكوادر متخصصة ومحترفة تساهم في الحد من حاجة المواطنين للسفر إلى الخارج للعلاج من خلال توفير المعدات والتقنيات العلاجية الحديثة داخل الجمهورية اليمنية".

وأشار إلى أن "هذه المدينة تعد الأولى من نوعها وتأتي في إطار دعم وتشجيع الاستثمار الوطني لمثل هكذا مشاريع نوعية يحتاج إليها الوطن والمواطن الذي يتكبد عناء السفر للعلاج خارج البلاد" وفق وكالة سبأ الحوثية.

وذكر أنه وبعد دراسات مستفيضة وتخطيط متأني واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة من قبل الجهات ذات العلاقة تم اختيار موقع المدينة الطبية في قلب العاصمة صنعاء وتخصيص مساحة لها جوار كليات الطب بجامعة صنعاء لتمثل رافداً علمياً وتطبيقياً للكوادر الطبية اليمنية وتخضع لإشراف وزارة الصحة حد زعمه.