أمطار اليمن.. وفاة 55 شخصا وأضرار واسعة وغير مسبوقة في الممتلكات والأراضي والطرقات
- خاص الاربعاء, 07 أغسطس, 2024 - 08:53 مساءً
أمطار اليمن.. وفاة 55 شخصا وأضرار واسعة وغير مسبوقة في الممتلكات والأراضي والطرقات

[ سيول الأمطار تغمر شوارع ومنازل المواطنين في الحديدة يوم أمس الأول ]

توفي وفقد أكثر من 55 شخصا، في حصيلة أولية جراء الأمطار والسيول التي شهدتها محافظات الحديدة وتعز وحجة، في ظل أمطار غير مسبوقة شهدتها مناطق تهامة وأجزاء من محافظة تعز، وأدت لأضرار بشرية ومادية كبيرة.

 

وشهدت مناطق تهامة في محافظتي الحديدة وحجة، مساء أمس، أمطارا غير مسبوقة أدت إلى فيضانات واسعة قادت لأضرار كبيرة، وخسائر مادية وبشرية.

 

وقالت مصادر محلية، إن الأمطار الغزيرة التي شهدتها محافظتي الحديدة وحجة مساء أمس واستمرت حتى الساعات الأولى من فجر اليوم، نتج عنها فيضانات وسيول جارفة ومدمرة، تسببت بأضرار واسعة في منازل المواطنين وممتلكاتهم وأدت لخسائر بشرية بعدد من البلدات بالمحافظتين.

 

وبحسب المصادر، فقد تسببت الأمطار والسيول بتهدم بعض المنازل، وحدوث وفيات في عدد من مديريات محافظة الحديدة.

 

35 ضحية

 

وقال محافظ الحوثيين في الحديدة محمد عياش قحيم في تصريحات لقناة المسيرة، إن 30 شخصا توفي وفقد خمسة آخرون، جراء السيول التي شهدتها محافظة الحديدة يوم أمس.

 

وأضاف أن الأمطار والسيول تسببت بنزوح 500 أسرة على الأقل، في الوقت الذي تهدمت العديد من المنازل ما أدى لوفاة سكانها، مشيرا إلى جرف السيول لسبع سيارات، ووقوع أضرار غير مسبوقة في الأراضي والممتلكات الزراعية.

 

ودعت الوحدة التنفيذية بمحافظة الحديدة التابعة للحكومة الشرعية، الأربعاء، جميع الشركاء الدوليين والمحليين والجمعيات والمؤسسات الخيرية ورجال المال والاعمال وفاعلي الخير، إلى سرعة إغاثة المتضررين من الأمطار الغزيرة التي ضربت مديرتي "حيس والخوخة" جنوب الحديدة.

 

وقال مدير الوحدة التنفيذية بالمحافظة جمال مشرعي، إن تدفق الأودية والسيول وبغزارة ألحق أضرارا بالغه في مخيمات ومساكن النازحين وممتلكاتهم، وتضرر البنية التحتية والمزارع ونفوق المواشي.

 

وأكد المشرعي استعداد السلطة المحلية بمحافظة الحديدة تسهيل وصول الفرق لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها في المناطق المنكوبة، وفق المكتب الإعلامي لمحافظة الحديدة.

 

وأفادت مصادر متطابقة، أن الأضرار الكبيرة شهدتها مديريات عدة بمحافظة الحديدة، والتي من بينها مدينة الحديدة عاصمة المحافظة، ومديريات المراوعة والضحي والقناوص وبيت الفقيه، وبلدات وقرى عدة بمديريات أخرى.

 

ونشر ناشطون مقاطع فيديو توثق الأضرار والتي أظهرت السيول وهي تغمر المنازل والشوارع وأحياء سكنية بمدينة الحديدة، وسط أحاديث عن إختلاط المياه بمشاريع الصرف الصحي، وهو ما ينذر بكارثة وبائية.

 

وأشارت المصادر إلى أن الكثير من القرى صارت منكوبة بعد أن جرفت السيول الأراضي والممتلكات وتسببت بتهدم بعض المنازل وجرف الأشجار والعديد من الحيوانات.

 

وأوضحت المصادر أن العديد من المواطنين مازالوا محاصرين في منازلهم وقراهم، وسط مناشدات عدة للتدخل وإنقاذهم.

 

وتحدثت المصادر، أن الخسائر كبيرة ولا يمكن احصاءها، نتيجة وقوع الأمطار في وقت متأخر من مساء أمس وفي الليل، بالإضافة إلى الصعوبات الناجمة عن الفيضانات في محافظتي الحديدة وحجة، في تحديد الخسائر الناجمة عن الأمطار التي شهدتها مناطق تهامة.

 

وأفاد سكان بصعوبة الوصول إلى الضحايا والبحث عنهم، نتيجة جرف سيول الأمطار للألغام الحوثية في مناطق عدة بمديريات القناوص وحيس والدريهمي، مشيرين إلى تعاظم مخاطر الألغام في هذه النكبة التي عمّت مناطق واسعة بمحافظتي الحديدة وحجة.

 

حجة

 

وفي مديرية عبس بمحافظة حجة، تحدثت مصادر محلية عن أضرار واسعة وتهدم لبعض المنازل وجرف الأراضي الزراعية والطرقات وطمر مشاريع المياه، نتيجة الأمطار والسيول في المديرية وعدة مناطق وبلدات أخرى بمحافظة حجة شمال غرب البلاد.

 

وقالت مصادر محلية، إن صاعقة رعدية شهدتها مديرية عبس أدت لوفاة خمسة أشخاص.

 

ويوم الإثنين الماضي، أعلنت الحكومة اليمنية، المديريات المحررة شمال محافظة حجة، مناطق "منكوبة"، جراء تضرر أكثر من ألفي أسرة من النازحين نتيجة الأمطار الغزيرة التي شهدتها تلك المديريات، معظمها فقدت مساكنها وباتت في العراء.

 

15 ضحية في تعز

 

وفي نهاية الأسبوع الماضي، شهدت مديرية مقبنة غرب محافظة تعز ومديرية شرعب الرونة، أمطارا غزيرة أدت لأضرار واسعة في الممتلكات والأراضي الزراعية والمنازل وشبكة الطرقات والآبار ومحلات تجارية، في الوقت الذي شكل محافظ تعز لجنة برئاسة وكيل المحافظة رشاد الأكحلي لتفقد أضرار السيول في مديرية مقبنة غرب المحافظة.

 

وقالت جماعة الحوثي، إن الأمطار الغزيرة التي شهدتها مديرية مقبنة غرب تعز، أدت لوفاة وفقدان خمسة عشر شخصا، وتضرر 120 أسرة جراء الأضرار التي لحقت بمنازلها، في حين طمرت السيول 87 بئراً يدوياً وتضَرَر بئران ارتوازيان وجرفت 50 مضخة وست منظومات طاقة شمسية مخصصة للقطاع الزراعي.

 

مخاطر مقبلة

 

وفي وقت سابق، أكدت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) أن اليمن سيواجه خلال الأيام القليلة المقبلة، مخاطر عالية من الفيضانات المفاجئة والانهيارات الأرضية بسبب هطول الأمطار الغزيرة بعدة محافظات.

 

وذكرة المنظمة في نشرة الإنذار المبكر للأرصاد الجوية الزراعية، ليوم أمس بأنه "من المتوقع أن تشهد اليمن خلال الأيام القليلة القادمة هطول أمطار غزيرة تراكمية تصل إلى 300 ملم في المرتفعات الوسطى والمرتفعات الجنوبية، مع توقع أعلى كثافة لهطول أمطار يومية (أكثر من 120 ملم) في 7 أغسطس/آب الجاري".

 

وأوضحت أن استمرار هطول الأمطار الغزيرة خلال الأسابيع المقبلة سيزيد من احتمالية حدوث الفيضانات والانهيارات الأرضية بشكل كبير، لتشمل المناطق المعرضة لخطر الفيضانات "أودية تُبن ورسلان وزبيد ورماح وسهام، على طول السواحل الجنوبية والغربية والأجزاء الغربية من وادي الجوف، كما أن مناطق أخرى مثل وادي بنا ووادي مور ووادي سردد تحت حالة التأهب".

 

وأشارت إلى أن الأمطار الغزيرة والفيضانات الناجمة عنها سيكون لها أضرار وتأثيرات سلبية على المجتمعات الحضرية والزراعية. كما يمكن أن تفيض شبكات الصرف الصحي السيئة في المناطق الحضرية، مما يؤدي إلى إتلاف وتدمير البنية التحتية وتعطيل وسائل النقل وانهيار شبكات الاتصالات.

 

تضرر 28 ألف شخص

 

ويوم أمس الأول، أكد صندوق الأمم المتحدة للسكان، تضرّر أكثر من 28 ألف شخص، جراء سيول ضربت محافظة حجة شمال البلاد، مشيرا في بيان له على منصة “إكس” أن الأضرار التي تعرض لها آلاف المواطنين في 4 مديريات بمحافظة حجة جراء سيول الأمطار الغزيرة.

 

والأسبوع الماضي، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن إن الأمطار الغزيرة والسيول تسببت في وفاة 10 أشخاص وإصابة 14 آخرين، أثرت على أكثر من 158 ألف شخص في اليمن منذ بداية 2024 وحتى 28 يوليو.


التعليقات