عفو والد الطفلة "حنين البكري" عن القاتل.. بين الرفض والقبول في قضية أثارت الرأي العام باليمن
- خاص الخميس, 01 أغسطس, 2024 - 09:05 مساءً
عفو والد الطفلة

[ في الصورة يظهر حسين هرهرة على ساحة الإعدام قبل لحظات من العفو عنه ]

لاقى عفو والد الطفلة "حنين البكري"، اليوم الخميس، عن المدان "حسين هرهرة "، والمحكوم عليه بالإعدام لقتله الطفلة " حنين البكري"، تفاعلا واسعا بين أوساط اليمنيين، في قضية أثارت الرأي العام ورافقها الكثير من الجدل.

 

وشهدت ساحة السجن المركزي بمديرية المنصورة بمدينة عدن، صباح اليوم الخميس، لحظات عصيبة، قبيل العفو عن حسين هرهرة، من قبل إبراهيم البكري، والد الطفلة حنين.

 

وأصدر إبراهيم البكري عفوه في اللحظات الأخيرة لوجه الله تعالى لقاتل طفلته، وسط حشود كبيرة حضرت لمشاهدة تنفيذ الحكم.

 

وكانت الطفلة "حنين البكري قد قتلت وأصيبت شقيقتها برصاص المدعو حسين هرهرة، عقب إطلاقه النار على سيارة والد الطفلتين إبراهيم البكري في 27 يونيو 2023م، عشية عيد الأضحى قبل الماضي، بسبب خلاف حول حادث مروري.

 

 

ومطلع مايو الماضي، أقرت المحكمة العليا للجمهورية بالعاصمة المؤقتة عدن، تأييد الحكم بإعدام قاتل الطفلة حنين البكري.

 

وعلى مدى الأيام الماضية شهدت اليمن حالة من التوتر والترقب مع اقتراب تنفيذ حكم الإعدام بحق "هرهرة" المدان بقتل الطفلة حنين البكري، كما سلط الحكم الضوء على تداعيات قضية أثرت في قلوب الجميع وأشعلت مشاعر الغضب والحزن.

 

وتوالت ردود أفعال اليمنيين في وقت يطالب البعض بتنفيذ الحكم كعدالة لروح الطفلة، كون المدان قتل الطفلة عمدا وأيضا صاحب سوابق بجرائم جنائية جسيمة، منها اختطاف واغتصاب فتاة عمرها 13 عاما في عدن في العام 1996، وجريمة قتل في العام 2018 خرج منها بدفع دية -وفقا لمصادر حقوقية ومحامين- كما نجد آخرون ينادون بالعفو وإعطاء المدان فرصة للتوبة والإصلاح.

 

وكانت أسرة المدان حسين هرهرة قد نصبت مخيما أمام قبر الطفلة حنين البكري، قبل أيام من موعد تنفيذ حكم الإعدام بحق والدهم، وذلك بهدف مناشدة البكري للتنازل والعفو عن والدهم، كما تعرض والد الطفلة لضغوط مجتمعية وقبلية وشخصيات، حتى آخر لحظة قبيل الإعدام.

 

وفي السياق قال الكاتب الصحفي عبدالعزيز المجيدي قال "أوصله إلى مشارف القبر ثم أعاد إليه الحياة وكأنه يخبره: روحك كانت في يدي فأطلقتها، هي أفعال العظماء حين يتسامون على ضغائنهم وأوجاعهم وفقدهم الموحش".

 

وأكد أن هذا درس بليغ لقاتل كان يموت ألف مرة في كل لحظة وروحه معلقة بين إصبعين من أصابع البكري وإرادته، كما أنه درس أبلغ لكل من يستهين بأرواح الناس: لحظة انفلات أعصاب أو غطرسة يمكنها أن تقودك إلى ساحة الإعدام، وإن كنت لا تخش عدالة الأرض أو تطمئن إلى غيابها، فهناك جبار يمهل ولا يهمل".

 

 

وأضاف "هنيئاً لتلك الطفلات، بنات هرهرة اللواتي كن يفطرن القلوب بمناشداتهن وتوسلاتهن، وقد منحهن البكري الشهم، أب".

 

من جانبه قال الكاتب الصحفي وضاح الجليل "لو كان القاتل بلا خلفية اجتماعية تسانده، لما وجدنا كل هذا الابتذال والنفاق للعفو عنه".

 

وأضاف "هناك قضايا تافهة عوقب المذنبون بها بأشد العقوبات لأنهم بلا سند، ولأن خصومهم كانوا أقوياء جدا".

 

 

المحامي وضاح قطيش، قال إن "ابراهيم البكري اختار العفو وارتقى إلى مصاف الفضل وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء"، مضيفا "وما أجمل العفو عند المقدرة".

 

 

الناشطة الحقوقية فاطمة الأغبري، انتقدت الضغوط التي مورست على البكري، وقالت "أكذب إذا قلت أن الصورة هذه ما أوجعتني، اتمنى أن عفو البكري كان برضى وقناعة منه".

 

 

الإعلامي صلاح الدين الأسدي، كتب "أن ترفض كل الوساطات والمناشدات حتى الثانية الأخيرة ثم تعفو فأنت عظيم عظيم يا بكري".

 

وأضاف "هنا كأن القصاص قد تم، وسِد القاتل الأرض، وجيئ بالطبيب الشرعي، ورفع المنفذ سلاح القصاص، ثم تقول عفوت لأجل بناته وأطفاله، فأنت عظيم وقدمت درسًا لكل من يتجرأ على الدماء ودرس للقاتل الذي مات عشرين موتة".

 

 

في حين قال جمال عباس‏ ‏‏"من مفاسد المجتمع اليمني، عند الصلح بين الطرفين لا أحد يطالب الظالم برد الحق وإنما يتكالب الجميع على المظلوم لترك حقة وحل النزاع".

 

وأضاف "والله لوكان القاتل رجل عادي ما كنتم قمتم بهذه الحملة للعفو عنه، ولكنه نفاق الأغنياء والمسؤولين والمشايخ، اذا سرق فيهم الفقير اقاموا عليه الحد، وإذا سرق فيهم الغني لم يقيموا الحد".

 

وتابع "أما والد البنت فهو من ربح الأجر واكتسبه رغم نفاقكم"، مستدركا "المصيبة البعض يتصور مع القاتل كشخصية بطل شعب منافق".

 

 

الإعلامي سمير الصلاحي "للأسف انضم اليوم ابراهيم البكري والد الطفلة إلى قائمة المشاركين في قتل ابنته، ولم يقيم حدود الله وأفرج عن قاتل له سوابق متعددة وبذلك منح القتلة الراحة والهدوء النفسي ليمارسوا هوايتهم ويستمروا في أعمالهم".

 

وأضاف "في النهاية إذا قتلوا أحد سيخرجون بزامل واربعة مشايخ ووساطة قبلية".

 

وتابع الصلاحي قائلا "من يقول "هرهره" نادم كاذب ويعلم أنه كاذب ومن يعرف مسيرة الرجل في البلطجة على خلق الله طول حياته يدرك تماما ما أقوله ومعه سوابق مخيفة وكثيرة".

 

 

وقال "ستثبت الايام للبكري أنه ارتكب خطيئة بالتفريط بحق ابنته وحق المجتمع في القصاص".

 

وأردف "لو كان هرهرة نادم ما كان عمل ثلاثة محامين وغير أقواله عدة مرات وأرسل بدل الشخص عشرة لتهديد البكري في بيته، بل إن البكري نفسه أكد بالصوت والصورة أن هرهرة كان يسخر منه بالمحكمة ويهدده".

 

وأكد الصلاحي أن هرهرة لم يستسلم إلا حين أمر القاضي بإعدامه وساعتها اتخذ طريق آخر مستغلا علاقاته الكبيرة بالقيادات (محسوبة على الانتقالي) والتي حولت قضيته إلى رأي عام وضغطت على البكري حتى انفجر خوفا وعفا عنه.

 


التعليقات