[ القيادات المشاركة في القمة العربية بجدة - واس ]
أثار إعلان جدة النهائي الصادر في ختام انعقاد القمة العربية التي استضافتها السعودية اليوم التساؤلات عما ورد في البيان الختامي حول اليمن، وسط روايات عديدة لوسائل إعلام سعودية.
وخلا البيان الختامي من الإشارة للوحدة اليمنية، والحديث عنها، في ظل تصعيد واسع للمجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بانفصال اليمن، وعودة البلد إلى وضع التشطير، الذي كان عليه قبيل تحقيق الوحدة بين الشطرين في الـ22 من مايو 1990م.
ويتزامن هذا التجاهل مع حلول الذكرى الـ33 لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية، الذي يوافق الإثنين القادم، والتي تواجه اليوم تحديات كبيرة، أبرزها تحركات المجلس الانتقالي، ومضيه في مشروع التقسيم.
ونشرت وسائل إعلام سعودية، أبرزها قناة العربية، وصحيفة الشرق الأوسط مسودة للإعلان النهائي لاتفاق جدة، وقالت الوسيلتين المقربات من دوائر صنع القرار في الرياض إن البيان سيتحدث في فقرته المتعلقة باليمن، عن التزام الدول العربية "بوحدة وسيادة البلاد، وتأكيد استمرار دعم الحكومة اليمنية الشرعية بقيادة مجلس القيادة الرئاسي برئاسة رشاد محمد العليمي، وتعزيز دوره ودعمه."
لكن البيان الختامي الذي نشرته وكالة "واس" السعودية الرسمية، خلا من الإشارة للوحدة اليمنية، كما جاء في المسودة، وتجنب الإشارة إليها، واكتفى بالحديث عن محاور أخرى.
ووفقا للنسخة الرسمية من البيان الختامي فقد جدد البيان التأكيد على دعم كل ما يضمن أمن واستقرار الجمهورية اليمنية، ويحقق تطلعات الشعب اليمني الشقيق، ودعم الجهود الأممية والإقليمية الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية استنادا إلى المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني وقرار مجلس الأمن رقم 2216.
وأعرب عن دعمه لمجلس القيادة الرئاسي في اليمن، لإحلال الأمن والاستقرار والسلام في اليمن بما يكفل إنهاء الأزمة اليمنية.
ولوحظ في البيان تجاهله للدور الإيراني في اليمن، للمرة الأولى، منذ التفاهمات السعودية الإيرانية، خلافا لما كان عليه الوضع سابقا، في تحميل إيران وزر الانقلاب والتدخل والعبث في اليمن.
كلمة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي أمام القمة هي الأخرى خلت من الحديث عن المهددات للوحدة اليمنية، وتصعيد المجلس الانتقالي، وذهابه نحو إعادة تشطير البلد.
وركزت الكلمة على دور إيران في اليمن، وأمله في أن تسهم التفاهمات بين الرياض وطهران بشكل إيجابي على الوضع في اليمن.
وأعادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية نشر مضامين ما ورد في البيان الختامي لقمة جدة، دون أي إشارة لما يتعلق بالوحدة اليمنية.
وتقابل الدعوات لإعادة التشطير في اليمن بصمت مطبق من قبل رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وأعضاء في المجلس، والأحزاب السياسية اليمنية، ومجلسي النواب والشورى، وكذلك من قبل السعودية التي تعد الفاعل الأساسي في الملف اليمني، والتطورات الراهنة.
وكان النائب في البرلمان اليمني علي أحمد العمراني، وجه خطابا لقادة الدول العربية قبيل انعقاد القمة طالبهم بتضمين بيانهم النهائي موقفا صريحا مما تتعرض له الوحدة اليمنية اليوم من تهديدات، محذرا من مغبة مشاريع التقسيم على اليمن، والمنطقة بشكل عام.
وتثير هذه الدعوات الانفصالية، والتجاهل تجاهها العديد من التساؤلات حول ما يجري تحضيره في قادم الأيام باليمن، خاصة مع تمدد المجلس الانتقالي نحو محافظة حضرموت، وحضور رئيسه عيدروس الزبيدي هناك للمرة الأولى، وتنظيمه أنشطة تعزز فكرة الانفصال.