[ نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان ]
في توقيت غير اعتيادي أطلق نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، تصريحات جديدة، بشأن اليمن وإيران.
فالتصريحات السعودية تأتي والأوضاع في اليمن تشهد اضطرابا غير مسبوق، وتوترا في العلاقة بين الرئاسة والحكومة اليمنية الشرعية ودول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، خصوصا بعد كلمة اليمن في الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي أكدت خلالها أن التحالف العربي انحرف عن أهدافه التي جاء من أجلها تدخله العسكري في اليمن بطلب من الرئيس اليمني.
وفي الشأن السعودي فإن تصريحات المملكة تأتي والرياض باتت تشهد تهديدات خطيرة وحقيقية تستهدف أمنها واقتصادها بعد تمكن جماعة الحوثي من تحقيق ضربة موجعة باستهداف شركة أرامكو السعودية والتي أدت لتوقف نصف إنتاج الرياض من النفط، وفقا لما أعلنته الجماعة.
وهي الضربة التي تؤكد المملكة أن إيران تقف خلفها، وما نتج عنها من تصعيد كلامي بين الرياض وطهران.
وفي المجمل فإن اليمن هي سبب ومنطلق الصراع بين الجانبين، وهو الصراع الذي بات من الواضح تفوق إيران وأدواتها خلال الآونة الأخيرة.
ومن هنا تكمن أهمية تصريحات الأمير السعودي، فهل المملكة العربية السعودية في صدد إستراتيجية جديدة من المواجهة، أم أن تصريحات الأمير توحي باستمرار انحراف التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن عن أهدافه وبدء مرحلة جديدة من الصراع الذي بالتأكيد سيؤثر في الشأن اليمني والإقليمي؟
عن إيران لا جديد
فيما يخص إيران فإن تصريحات الأمير خالد بن سلمان لم تورد شيئا جديدا، فقد اعتادت القيادة السعودية على هذه التصريحات، وما فيها من اتهامات لإيران، وهي اتهامات لا تتعدى دائرة الكلام دون أي أفعال على أرض الواقع، فيما يخص المواجهة مع أدوات إيران أو طهران ذاتها على الصعيدين السياسي والعسكري.
هل تكون صحوة متأخرة؟
يأمل الكثيرون أن تكون دعوة وتصريحات نائب وزير الدفاع السعودي صحوة ولو أنها كانت متأخرة.
ويأتي التفاؤل كون الوقت لم يفت بعد على المواجهة الشاملة للانقلاب الحوثي وهزيمة وكلاء المشروع الإيراني في اليمن.
فهل سيتبع ذلك مسارات تعيد تصحيح انحراف التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وبدء مرحلة جديدة من التعاون مع السلطة اليمنية الشرعية لمواجهة وإسقاط الانقلاب الحوثي، والبدء بإصلاح ما أنتجته سياسة دعم مليشيات خارجة عن السلطة الشرعية من نتوءات، وشد كل الجهود لمواجهة الانقلابيين الحوثيين؟
توجه خطير
ما يثير الشكوك ويؤكد وجود ثمة اتجاه خطير في سياسة التحالف العربي عدم تضمن دعوة نائب وزير الدفاع السعودي، وخلو الدعوة من البيان والتوضيح أن توحيد الجهود والاتجاه نحو مواجهة الحوثيين يكون تحت قيادة السلطة الشرعية لليمن.
فإغفال الأمير عن الإشارة لذلك بشكل تام يؤكد أن ذلك لم يكن عفويا، بل تعمد ذلك فالأمير يعي ما يقول، والتصريح لم يأت من فراغ.
وفي حال كان ذلك، فإن الدعوة تؤكد أن المملكة والتحالف العربي قرر التخلي عن السلطة الشرعية اليمنية، وخوض الحرب بعيدا عن الرئاسة وحكومة اليمن.
وهو القرار الغير معلن إلى قبيل تصريح نائب وزير الدفاع السعودي الذي تؤكده الوقائع على الأرض وأحاديث وتسريبات الساسة والإعلام.
تساؤلات
هل تصريح نائب وزير الدفاع السعودي هو إعلان لبدء مرحلة جديدة وقرار الرياض خوض الحرب بعيدا عن الرئاسة والحكومة اليمنية؟ هل ثمة قرار بتثبيت وهندسة وضع يمني جديد؟ وهل يتضمن القرار عقد صفقة مع الحوثيين؟ أم هي الحرب معهم وبشكل جدي؟
وهي تساؤلات ستكشفها الأيام القادمة، وعلى ضوئها فثمة مخاض عسير وواقع ووضع أليم ينتظر اليمن أرضا وإنسانا.
ردود الفعل
وحتى اللحظة فإن ردود الفعل على دعوة نائب وزير الدفاع السعودي اقتصرت على ترحيب مقتضب من نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن صالح.
إذ رحب الفريق محسن بدعوة الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع في السعودي للوقوف صفا واحدا أمام مشروع الفوضى والفتنة والدمار الإيراني.
وأطلق محسن دعوة لكل أبناء الوطن بمختلف قواه السياسية والوطنية إلى الاصطفاف خلف قيادة الشرعية ضد مشروع إيران التخريبي في اليمن، لإنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران واستكمال عملية التحرير.
وهو تأكيد خلت منه دعوة الأمير خالد بن سلمان إذ لم يتطرق أو يوجه الدعوة لمواجهة الحوثيين تحت قيادة السلطة الشرعية.
وأيا تكن النوايا وخفايا وموجهات إطلاق الدعوة من قبل نائب وزير الدفاع السعودي فقد اعتاد عموم الشعب اليمني وكل المتابعين أن تطلق بيانات وتصريحات قادة المملكة العربية السعودية كمفرقعات في الهواء دون أي نتائج، أو أفعال ملموسة على الواقع فغالبا ما تأتي بيانات أو تصريحات تناقض الأولى، وهو ما يؤكد صحة ما يثار عن اختطاف القرار السعودي من قبل جهات ودول لا تريد الخير للمملكة ذاتها.