[ الدكتور نبيل الشرجبي في احدى الفعاليات الاكاديمية ]
-تحالف صنعاء بين صالح والحوثي كان يقوم على تحقيق مصالح داخلية على حساب الطرف الاخر ولذا فان تلك الاطراف اختلفت كثيرا حول مسار العلاقات الداخلية بينهم اكثر مما اختلفوا في مواجهة العدو الخارجي.
-حزب المؤتمر ارتبط بمسألة تحقيق مغانم اجتماعية واقتصادية لجماعات معينة تثبت فقط ولائها لقائد الحزب وما يحصل للمؤتمر اليوم من تنازع أعضائه وعدم اتفاقهم على مرجعية واحدة يجعلني اقول ان الحزب مصيره الى الانضواء والتقزم.
*تدخل اليمن اليوم ما يسمى الحروب الممتدة التى تعني تشابك الحروب سياسيا واجتماعيا وثقافيا ودينيا، مع اعطاء اولوية لنمط الحروب الدينية والاجتماعية، وهي حروب تتسم بالمدى الزمني الطويل وارتفاع كلفتها البشرية والاجتماعية والاقتصادية.
-المفاوضات السياسية لن تحقق أي نتائج وذلك يعود إلى طبيعة الصراع الحالي والذي يوصف بالصراع الصفري ويعني أن كل طرف أصبح لديه قناعة بحرمان الاخر من تحقيق أي نصر مهما كان صغير.
-خبرة دولة الامارات في إدارة متطلبات الحروب منعدمة و لجأت إلى تطبيق النمط الامريكي اثناء غزو العراق عام 2003، مثل إنشاء وحدات عسكرية في الجنوب كالصحوات وإنشاء العديد من السجون وكذا التواجد في كل المنافذ البحرية.
-لجأت الامارات الى محاولة بعثرة الجهود المحلية ووضع العراقيل امام هادي لتحقيق اي نجاح من أجل مساومة اطراف هادي على أن تكون طرفا فاعلا في كافة الخطوات مستقبلا سواء في الجوانب الاقتصادية او السياسية او حتى العسكرية.
-ما تفعله الإمارات يسير وفق الرغبة السعودية التى لا تريد في الوقت الحالي اي خلافات مع حكومة هادي وتحولت الرياض إلى طرف مهدئ لتحافظ على تماسك موقف هادي وتحالفاته وتثبت عدم وجود أي اطماع لها في اليمن.
-سياسات الامارات في الجنوب املتها التخوفات السعودية الاماراتية من حزب الاصلاح تحديدا فتم بعث ما يسمى الجماعات السلفية لتكون ندا قويا للصلاح، وتم بعث الحراك ليسد الفراغ الاجتماعي الذي خلفه ضعف الاشتراكي ويكون ندا للإصلاح.
-"أحمد علي عبدالله صالح" ليس رجل دولة ولا رجل قرار وغير مناسب إطلاقا لأي عمل سياسي كبير وعودته الان الى الواجهة تعني تحول الامر من القيام باستحقاق وطني الى رغبة الانتقام الشخصي لوالده .
-هادي رجل عسكري وهذا الصبغة أثرت على سلوكه في اتخاذ القرارات المتعلقة بالوظيفة العام ومن ذلك بطئها وهذا أمر غير مستحب في ظل ظروف الحرب و طبيعة القرارات التي أصدرها كانت في الغالب ناتجة عن عدم معرفة قريبة من توجهات الاشخاص المعينين وهو امر كلفة الكثير وجعل مواقفه في كثير من الاحيان ضعيفة جدا.
-بالنسبة للفساد فهادي جزء من منظومة النظام السابق وقد ورث أغلب مؤسسات ومسؤولي ذلك النظام بما فيهم الفاسدين وبقاءه في الرياض أثر على صورته وهيبة الحكومة و سيضر هذا كثيرا في قضية قبوله في الداخل .
تتعقد الحرب في اليمن، يوما بعد اخر، ومع دخولها العام الرابع، تستمر الجبهات العسكرية في القتال، وكما لو انها مسدودة النهايات، وعلى وقع التطورات العسكرية، يعود الحديث عن استئناف المفاوضات السياسية وسط حالة من التذمر واليأس.
هل ستنتهي الحرب؟ وكيف؟ وما المؤشرات؟ ولماذا الحرب هذه المرة في اليمن لها اسرار خصوصا فيما يتعلق ببقائها هذا الزمن الطويل؟ ما هي؟ وما هي الاجندات الدولية والإقليمية التي حضرت وتستمر في الحضور في الحرب، وبصور تتناقض مع اهداف بعض أطراف الحرب؟
كل هذه كانت أسئلة واستفسارات وضعها "الموقع بوست" امام المحلل السياسي، ومدير إدارة الأزمات الدولية، واستاذها في جامعة الحديدة الدكتور نبيل الشرجبي.
الشرجبي من القلائل الذين لديهم قدرة على قراءة تطورات الاحداث في اليمن، وبشفافية مطلقة، بل وبطريقة بعيدة عن التعصب والانحياز لموقف أي طرف، وهو ايضا باحث سياسي معروف.
الى نص الحوار:
*دكتور نبيل ثلاثة أعوام من الحرب والقصف الجوي والعمليات العسكرية بمختلف اشكالها أوصلت اليمنيين الى حافة المجاعة وبلغ الحصار ذروته، متى تنتهي الحرب؟
**لم يعد توصيف الحرب في اليمن بانها حرب داخلية، بل اصبحت حرب ممتدة من المحلى مرور بالإقليمي وصولا إلى الدولي، وهذا يعني امرين، الأول لا يمكن ايقاف تلك الحرب وفق شروط الاطراف المحلية، والثاني ان الحرب بهذا التوصيف لن تقف الا في حالتين، الاولى وصول الاطراف الدولية والاقليمية الى حالة توافق على ايقاف هذه الحرب، والثاني هو اما أن طرف محلى يقدم تنازل كبير ومهم، او ان طرف من الاطراف يسيطر على مركز صناعة القرار للطرف الاخر، وانطلاقا من ذلك يمكننا ان نقول أيا من الاحتمالين هو الأقرب فهي اذًا الطريقة لوقف الحرب.
* تحولات كثيرة شهدتها الحرب في اليمنية، ولكن أبرز تلك التحولات هو مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح .. ما تقييمك لما حدث؟
**فعلا ما حصل في صنعاء غير في مزاج الرأي العام، سواء تجاه الحرب، أو تجاه استمرار التحالف بينهم، مع العلم بان الكثير منذ بداية ذلك التحالف كانوا يتوقعوا حصول مثل ذلك الامر، لان اساس التحالف لم يكن ذي قاعدة مصالح، انما كان تحالف الضرورات، لمواجهة خطر محلي او عدو محلي، لكن ذلك التحالف لم يتطور ليواكب الأخطار الجديدة، او المتطورة التى نجمت عن تدخل الاطراف الإقليمية، بمساعدة الاطراف المحلية، والشيء الاخر ان كلا الطرفين عندما أقدموا على ذلك التحالف كان كلا منهما يهدف لتحقيق مصالح داخلية، وعلى حساب الطرف الاخر، ولذا فان تلك الاطراف اختلفت كثيرا حول مسار العلاقات الداخلية بينهم اكثر مما اختلفوا في مواجهة العدو الخارجي، كما أن مثل تلك التحالفات كان يتطلب ايجاد اليات مستقلة بذاتها لإدارة مسارات تلك التحالفات داخليا وخارجيا وهذا لم يحدث.
*برأيك ما الذي كشفه واقع المؤتمر بعدمقتل صالح على صعيد الحياة السياسية والحزبية؟ هل كان المؤتمر حزب ام ان صالح كان هو الحزب وبرحيله يكون الحزب قد رحل؟
**ما ينطبق على احزاب دول العالم الثالث ينطبق على حزب المؤتمر الشعبي العام، حيث يرتبط الحزب بشخصية مؤسس الحزب، وينتهي بانتهاء المؤسس، الشيء الاخر ان حزب المؤتمر ارتبط بمسألة تحقيق مغانم اجتماعية واقتصادية لجماعات معينة تثبت فقط ولائها لقائد الحزب، وهذا حول الحزب من حزب قائم على مفهوم ارادة الاغلبية، الى حزب ادارة الاقلية من أعضائه المخلصين، كما انه حزب قام على اساس الفردية بدلا من الانتشار والتعقيد والاستقلالية والتغيير، والتي تعني في مجملها اتاحة فرص التغيير داخل قيادات الحزب من جيل قديم الى اخر جديد، وجعل قوام الحزب قائم على اساس التنافس وليس على اساس الصراع، وهو الامر الذي جعل اغلب خيارات الحزب في التعيينات للجهاز الاداري والحكومي هو حصيلة لنتيجة الصراعات الداخلية في الحزب، وليس حصيلة الكفاءة، واخيرا فان ما يحصل للمؤتمر من تنازع أعضائه وعدم اتفاقهم على مرجعية واحدة يجعلني اقول ان ذلك الحزب مصيره الى الانضواء والتقزم.
*الجيش والقبيلة ورقتان هامتان جرى الحديث عنها بعد مقتل صالح؟ ولكل قراءته ورؤيته لذلك لكن ما هي رؤية الدكتور نبيل الشرجبي؟
**الجيش والقبيلة وبوضعهما السابق كانوا كأنهم شيء واحد، ولذا فقد رأينا عندما سقط أحدهم او انزوى، سقط الاخر، والسبب في ذلك ان النظام السابق أراد مثل تلك المعادلة من اجل تامين تواجده وانتشاره في مختلف المحافظات، وهو امر سهل للنظام السابق بناء سلطة خاصة به ولم يتمكن من بناء دولة بسبب تلك المعادلة.
*بعد رحيل صالح، ظهرت عدة رؤى تقول ان مقتله قد يمثل نهاية للحرب، في حين رأت أخرى ان مقتله قدي يكون بداية لحرب اشد عنفا وشراسة؟ أي من الرؤيتين هي الأقرب الان؟
*قد اميل في المدى القريب الى وجهة النظر الاولى، لكن كما قلت سابقا الوضع في اليمن أصبح أكثر تعقيدا مما سبق، اي قبل هذه الحرب، اليمن اليوم دخلت ما يسمى الحروب الممتدة التى تعني تشابك الحروب سياسيا واجتماعيا وثقافيا ودينيا، مع اعطاء اولوية لنمط الحروب الدينية والاجتماعية، وهي حروب تتسم بالمدى الزمني الطويل، وكذا بارتفاع كلفتها البشرية والاجتماعية والاقتصادية والتدميرية وهذا الأمر فرضته تغيرات كثيرة وليس فقط موت صالح.
*دوائر سياسية غربية قبل أيام قالت ان الشرعية اليمنية وقوات التحالف العربي لم تستثمر فرصة مقتل صالح الى الان؟ ما رأيك بهكذا طرح؟
**اعتقد كلا الطرفين في الداخل والخارج لم يستثمروا ذلك الامر.
* نائب المبعوث الاممي معين شريم زار صنعاء في زيارة يقال ان الهدف منها احياء مفاوضات السلام، ما مصير محادثات السلام التي أصبحت في حكم الميؤوس منها؟
*لا اعتقد ان تحقق جولة نائب المبعوث الاممي الحالية اي نتائج، ولا الجولات القادمة، والسبب في ذلك يعود إلى طبيعة الصراع الحالي، والذي يتمثل بما يعرف بالصراع الصفري، والذي يعني أن كل طرف أصبح لديه قناعة بحرمان الاخر من تحقيق أي نصر، مهما كان صغير، لذا اعتقد ان ايقاف الحرب إن لم يحقق اي طرف نصر عسكري على الطرف الاخر، أن يكون عبر قرار دولي ينهى الحرب ويلزم الاطراف بطريقة معينة للسلام.
*يجري الحديث بان أطراف دولية لها حسابات في الحرب باليمن، فهناك من عيونه على البحر، واخر على النفط، وثالث على تجارة السلاح، كيف يمكن النظر لهذا؟
**اليمن كموقع استراتيجي تحولت الى ساحات حرب بالوكالة، او ساحة حرب باردة بين أطراف خارجية وبمشاركة أطراف يمنية، وهذا النمط من الحروب يعطى اولوية لتحقيق مكاسب جغرافية او ايديولوجية اولا على ما دونها من مكاسب اخرى، وفي حال ما إذا تحقق لطرف ذلك المكاسب الجغرافية او الايديولوجية فانه يسيطر على باقي الأشياء.
*على مستوى التحالف العربي ظهرت اجندات سياسية لبعض الدول للسيطرة على الجزر والموانئ والمطارات والمنافذ البحرية وتظهر في واجهتها دولة الامارات ما الذي يمكن أن تقوله لنا في هذا الجانب؟
**الامر فيه الكثير من الامور المتناقضة، منها أن الإمارات ترفع شعار محاربة الاسلام السياسي بقيادة الاخوان، وهي متحالفة مع واحد من انظمة الحكم المحسوبة على الاخوان كالسودان، كما ان الخبرات لديها في إدارة متطلبات الحروب منعدمة، و لجأت إلى تطبيق النمط الامريكي اثناء غزو العراق عام 2003، مثل انشاء وحدات عسكرية في الجنوب كالصحوات في العراق، وكذا انشاء العديد من السجون مثل ما كان الامر في العراق، وكذا التواجد في كل المنافذ البحرية، مثل ما عملت امريكا وبريطانيا في العراق ظننا منها ان ذلك الامر قد يساعدها على ادارة المناطق الساحلية وفق رؤية تجعلها تحصل على نصيب ومشاركه في ادارة تلك الممرات البحرية في المستقبل مع الاطراف الدولية، وتحقيق الكثير من المكاسب الاقتصادية من وراء ذلك، لكن الامر لم يسير وفق ما ارادت، فلجأت الى محاولة بعثرة الجهود المحلي، ووضع العراقيل امام هادي لتحقيق اي نجاح من أجل مساومة اطراف هادي، على أن تكون طرفا فاعلا في كافة الخطوات مستقبلا ، سواء في الجوانب الاقتصادية او السياسية او حتى العسكرية، واعتقد ان هذا الامر يسير وفق الرغبة السعودية التى لا تريد في الوقت الحالي اي صراعات او احتكاكات او خلافات مع حكومة هادي، وهنا تتحول السعودية إلى طرف مهدئ لتحافظ على تماسك موقف هادى وتحالفاته، وموقف الرأي العام المحلي اليمني وتثبت عدم وجود اي اطماع لها في اليمن.
*على مستوى الجنوب ظهرت سياسة الامارات واضحة من خلال دعمها للمجلس الانتقالي وتشكيل قوة عسكرية والوية خارج مسؤولية الدولة، ما جعل استقرار اليمن ووحدته في خطر؟
**سياسات الامارات في الجنوب املتها التخوفات السعودية الاماراتية من احد الاطراف اليمنية وهو الاصلاح تحديدا، تنطلق تلك الرؤية من أن الاصلاح قوة مؤثرة وكبيرة، ولها تأثير وسيطرة خطيرة على قطاع كبير من الراي العام او الجيش الذي تكون اثناء الحرب والذي يتبع هادي، ومن ثم فإن بقاء ذلك الوضع قد يجعل من الاصلاح القوة الاكبر في اليمن، ولذا فانه يصبح مطلوب من دول (العدوان) العمل على وجود تعدد وتنوع سياسي وثقافي واجتماعي وعسكري لا يجعل الاصلاح المسيطر الابرز، فتم بعث ما يسمى الجماعات السلفية لتكون ندا قويا للصلاح، وتم بعث الحراك ليسد الفراغ الاجتماعي الذي خلفه ضعف الاشتراكي، ويكون ندا للإصلاح، وخاصة بعد ان سمعنا عن وجود اتجاه لتحويل المجلس الانتقالي الى حزب سياسي، وأخيرا وليس اخرآ ايجاد مجموعات عسكرية تحت مسميات عديده حزام امنى نخبة شبوانية او حضرمية يتم دمجها في الجيش مستقبلا حتى لا تكون هناك سيطرة اصلاحية على ذلك الجيش.
*إذا لم تكن الامارات وراء ما يجري في الجنوب وإذا لم يكن مقلقا امنيا لماذا لا يعود الرئيس هادي إذا الى عدن؟
**بعيد عن اي تحليل يمكنني القول الامارات تسعى الى الحصول على مقابل لخدماتها، وكذا بعد موت صالح فان الامور قد تتحسن بين الامارات وهادي.
* في عدن ومناطق الجنوب جرى ملاحقة لقيادات حزبية وقيادات سلفية واحرقت مقرات وفجرت منازل ومؤسسات واغتيل العشرات في مسلسل متطور ومتفاقم؟ ما الذي يحدث في الجنوب وعدن تحديدا؟
**إجابة هذا السؤال مرتبطة بما سبقه،و العملية مرتبطة في التحليل الاخير اضعاف وربما محاولة افراغ الساحة في عدن من طرف لصالح طرف جديد مطلوب تواجده ويسد الفراغ السياسي والاجتماعي في المناطق الجنوبية، ويكون هو حامل الراي العام بتلك المناطق.
*البعض يرجع كل ما يجري في الجنوب سببه أداء حكومة احمد عبيد بن دغر؟ ماذا تقول انت؟
الجنوب تحول لساحة معركة بين أطراف، طرف يريد أن يعزز دوره، وطرف يريد أن يمنع ذلك التعزيز او تنظيم موفقه.
*كيف تقيم أداء حكومة بن دغر؟ أين أخفقت تحديدا؟
**من الصعوبة بمكان أن يجرى تقييم واقعي في ظل هذه الظروف لطبيعة عمل رئيس الوزراء، لكن المسألة كلها ترتبط بالحصول على موافقة اغلب الاطراف المشاركة في( العدوان) ومع ذلك يمكننا ان نقول انها اول حكومة تواجدت على الارض، وهذا بحد ذاته يحسب لها، لكن مازالت الحكومة عاجزة عن تغيير العقليات التى يجب ان تحكم المرحلة، وخاصة في الجانب الاقتصادي والأمني.
*كيف تنظر للتقارب بين حزب الاصلاح ودولة الامارات؟ ما رأيك بهذا التقارب وما تقييمك له وهل سيضع حد للتطورات السلبية في الجنوب؟
**نعم هذه التحولات فرضها الواقع الجديد بعد مقتل صالح، وأدركت الامارات أنها فقدت حليف كانت تعول عليه، وبنت الكثير من السيناريوهات على بقاء ذلك الحليف، لكن بعد موته غيرت الامارات من سلوكها تجاه الاصلاح بالتقارب معه، وربما حتى بالتقارب والتنازل قليلا لهادي، والامارات اصبحت تدرك ان الاصلاح قوه لا تستطيع أن تتجاهله، لكن مع التأكيد ان حالة الترقب والشك في تلك العلاقة سيظل لفترة، وربما قد تحاول الامارات في أي مرحلة قريبة قادمة ان تدفع بالإصلاح بانتهاج موافق بعيدة او مختلفة قليلا مع سياسات هادى.
*يجري الحديث عن تحالفات سياسية يتم التحضير لها من قبل حكومة الشرعية؟ ما مصير مثل هذه التحالفات السياسية الجديدة؟
**كان الحديث منصب على ادخال المؤتمر بصورة خاصة عندما جرى الحديث عن تشكيل ذلك التحالف الواسع، وهو ربما ما فسر من قبل البعض انه يوجد نوع من الاتفاق بين المؤتمر وهادي، ومع ذلك كان الهدف من وراء ذلك الأمر هو كما قلت استقطاب المؤتمر مع جميع حلفائه في الداخل، والامر الاخر في حال ما إذا نجح ذلك الامر فانه كان يعني محاولة الخروج من ذلك التحالف الواسع ببرنامج عمل واضح يلزم به هادى في المستقبل في حال حسمت الامر له.
*على مستوى حزب المؤتمر الشعبي العام؟ ما رأيك بإعلان تيار صنعاء قيادة سياسية جديدة للحزب؟ هل ذلك عين الصواب؟
**نعم كما قلت كل طرف يحاول ان يتقمص وضع المؤتمر المتشظي لاصباغ شرعية مجتمعية على سلوكه في المستقبل، وإثبات للرأي العام الخارجي خصوصا ان الاجماع الوطني لمواجهة الاخر هي معه، لكني اقول حزب المؤتمر سائر الى تشظي وضعف أكثر.
*هناك من يطرح مسالة عودة نجل "أحمد" صالح ليحل محل أبيه، وهناك من يعارض، كيف ترى الأمر؟
*اولا احمد علي ليس برجل دولة ولا رجل قرار، وغير مناسب اطلاقا لأي عمل سياسي كبير والكثير يدرك ذلك، كما ان عودته الان الى الواجهة تعني تحول الامر من القيام باستحقاق وطني الى رغبة الانتقام الشخصي لوالده، كما ان مشروع التوريث من اي درجة او اي اتجاه في الوقت الحالي او المستقبل لم تعد لها اي مقومات النجاح.
*التحالف العربي متهم بارتكاب أخطاء ومجازر، وتقارير دولية تتحدث عن ضرب مدنيين بالمئات، ومع ذلك تبدو الأخطاء مستمرة يوما بعد آخر؟ ما السبب برأيك؟
**نعم هذا الامر واضح، وربما زاد في الفترة الاخيرة، واعتقد أنه راجع الى كثير من الامور قد نتجنب الحديث عنها حاليا، لكن يبدأ بعدة أطراف أولها أن هادى وطاقمه لم يكونا على إدراك ووعي بخطورة ذلك الامر، ولم يقم بإجراء اي تفاهمات تقيد عمل الطيران في المناطق المدنية، وهو امر استغله( العدوان) فتمادى في هذا الأمر.
*ماذا عن مغادرة روسيا لصنعاء؟ البعض يقول ان تلك الخطوة تأتي ضمن صفقات البيع والشراء للقضية اليمنية وبيع وشراء المواقف الدولية؟
**الدول الكبرى في الغالب لها تقييم للإخطار، ويتم على ضوئها اتخاذ المواقف، واعتقد أن روسيا قد قامت بتقييم أكبر للمخاطر في اليمن، وكذا في اعتقادي أن روسيا لم تعد تجرى ربطا ماء بين ما يجرى في سوريا واليمن، وأن أي مقايضة بين الملفين لم تعد قائمة كما كان في السابق، على اعتبار أن روسيا كسبت جولة الحرب هناك، والآن تخوض جولة السلام وفق شروطها هي.
*يجري الرئيس هادي تعيينات بين وقت واخر؟ من أي زاوية يمكن ان يتحدث عن هذه النقطة الدكتور نبيل الشرجبي؟
**سبق أن أشرت في أحاديث سابقة عن الطبيعة العسكرية التى اصبغ هادي نفسه فيها، لأنه رجل عسكري، وهي أمور تلعب دورا في سلوكه، وفي اتخاذ القرارات، من ذلك البطء الشديد في اتخاذ القرار، وكذا عمل موازنات وحسابات كثيرة أثناء اتخاذ القرار، وهو أمر غير مستحب في ظل ظروف الحرب، كما أن طبيعة القرارات كانت في الغالب ناجمة عن عدم معرفة قريبة من توجهات الاشخاص المعينين، وهو امر كلفة الكثير وجعل مواقفه في كثير من الاحيان ضعيفة جدا.
بمعنى أخر أنه كان يفتقد لقاعدة معلومات شخصية هامة لكثير من الشخصيات التي كان يلجأ إليها، وهذا كان له الاثر السيئ، كما أن الأطراف التي تحيط بهادي و التفت حوله لأي سبب كان تحولت إلى أطراف تمارس عليه الابتزاز بدلا من محاولة هادي كبح جماحها، وأخيرا كثير من تلك الأطراف التي لجاء إلى تعيينها كانت لها ارتباطات تجاوزت شرعية هادي و ارتبطت بمصالح أطراف اقليمية مشاركة في الحرب.
*الرئيس هادي يقول انه مصر على الحسم العسكري؟ ولكن على الأرض تبدو التحركات لقواته غير مجدية وغير مشجعة ما السبب؟ وهل الحسم العسكري ممكن؟
**الحرب في اليمن ما زال من المبكر الحديث عنها، لكن بما أن الحرب في اليمن متداخلة بين الاطراف الاقليمية والدولية، فإن امر سير المعارك يخضع للكثير من الآراء والتوجهات بين تلك الاطراف، وهذا بكل تأكيد له أثر سلبي كبير، وكل طرف يحاول من خلال سلوكه او موقفه وتعاطيه في تلك الحرب أ، لا يتحمل لوحده أي مسؤولية من أي نوع.
*ماذا تقول عن فساد التعيينات في إطار حكومة الشرعية؟ وكيف ساهمت في تراجع القبول بهذا الطرف؟
**الفساد واحد من أخطر القضايا التى تواجه جميع الانظمة، وإلى الآن فإن كل محاولات الدول في مكافحة الفساد لم تسفر الا عن ما يسمى الحد او تقليل حالات الفساد، و بالنسبة لليمن فان الظاهرة منتشرة على كافة الاصعدة والاتجاهات راسي وافقي، وهي اخطر واشد حالات الفساد، بل اصبحت جزء من الثقافة والسلوك، وذلك نظرا لغياب القوانين الفاعلة والمؤسسات التى تتصدى لتلك الظاهرة، وكذا وجود الكثير من القوانين تشرعن لحالة كثيرة من الفساد، بما فيها وجود بعض مواد في الدستور اليمني يسمح لرئيس الدولة بالأقدام على افعال واتخاذ اجراءات وخطوات وتعينات فيها شائبة من الفساد.
والفساد في اليمن يمارس ويحمى من قبل اكبر رجالات الدولة، لأنهم تحولوا الى جزء اساسي من المشروع الاقتصادي الربحي القائم على الاستيراد لجلب اكبر قدر من الأرباح، بدلا من انشاء او إقامة بنية اقتصادية، وكذا استغلال مواقعهم الحكومية لتسيير الكثير من الانشطة المشبوهة والسبب في ذلك الكم يعود الى فترة النظام السابق الذي حول الفساد والفاسدين الى اكبر مؤسسة في الدولة، بل سعى النظام السابق الى حماية ذلك الأمر للحفاظ على منظومة حكمه، وخاصة تبرير الكثير من السياسات والقرارات الخاطئ، ولم يقدم في عهده اي محاكمة لأي من الفاسدين، رغم ان كل التقارير الدولية تحدثت عن أسوأ مراحل الفساد في عهده، ووصل الامر الى وصول الدولة اليمنية الى الدولة الفاشلة، وعقد مؤتمر دولي في لندن في محاولة اخراج اليمن من ذلك الوضع عام 2009 وانصبت اغلب الاجراءات لإصلاح الاوضاع في اليمن على وصفات عديدة اهمها محاربة الفساد.
وبالنسبة لهادي فانه كان جزء من منظومة النظام السابق، وقد ورث أغلب مؤسسات ومسؤولي ذلك النظام بما فيهم الفاسدين، ومن ثم فإن ظروف (العدوان) غيب اي امكانية لممارسة الرقابة وقوضها، بما في ذلك غياب المؤسسات، وتعليق القوانين، وغياب فاعلية حكومته واعتمادها على المحاباة في التعينات، وغياب اي تنسيق مع دول ( العدوان) زاد من هذه الظاهرة بشكل مقلق، واعتقد ان هذا الملف سيكون واحد من اعقد الملفات في المستقبل.
*كيف أثر بقاء الرئيس هادي والحكومة خارج اليمن على مسالة حسم معركة الحرب؟ بماذا تنصح الرئيس هادي والقائمون في الرياض؟
**بكل تأكيد هذا الامر أثر حتى على صورة وهيبة هادي وحكومته، وسوف يضر كثيرا بقضية قبوله في الداخل، لكن الامر يتعدى امكانية وقدرات هادي في هذا الجانب.
*رسالتك الأخيرة ولمن توجهها؟
**كل ما اتمناه الامن والامان والسلام والحرية كل ما اتمناه ان يقوم الجميع بتغيير طريقة التفكير في التغيير.