[ طالب المجلس الإنتقالي في وقت سابق بإسقاط الحكومة الشرعية - أرشيفية ]
صعد المجلس الانتقالي المدعوم من أبو ظبي لهجته ضد الحكومة الشرعية وبدأ بتحريك الشارع للمطالبة بإسقاطها بتهم الفساد والفشل في إدارة المناطق المحررة، تزامن ذلك من سيطرة الحزام الأمني الموالي للإمارات على ميناء الزيت والذي يقع في مدينة البريقة غرب عدن بعد مواجهة عسكرية مع جنود من اللواء الرابع حرس منشآت التابع للمنطقة العسكرية الرابعة والموالي للرئيس هادي بعد تدخل مروحيات الأباتشي الإماراتية وسقط عن المواجهات عشرات القتلى والجرحى من الطرفين.
التصعيد الأخير دفع الحكومة ورئيسها إلى المغادرة والعودة الى العاصمة السعودية وشهدت العاصمة المؤقتة فراغا إداريا في ظل أزمات متلاحقة تعصف بها منذ التحرير منتصف يوليو 2015م.
تجهد الإمارات في إقناع السعوديين بفشل الشرعية في إدارة المناطق المحررة موظفة للأزمات الذي تشهدها عدن في الخدمات وتوفير المشتقات النفطية وغيرها، ومنذ معركة المطار في فبراير من العام الجاري دخل الصراع بين الرئيس هادي والامارات مرحلة (كسر العظم).
تشرع الإمارات في مخطط إسقاط عدن بيد حلفاءها المحليين المجلس الانتقالي والحزام الأمني للدفع بالمجلس الانتقالي لتمثيل الجنوب في أي مفاوضات سياسية تناقش مستقبل اليمن كطرف ثالث إلى جانب الشرعية والحوثيين وصالح، وهو ما يعني ورقة ضغط على الشرعية لإجبارها ربما على تسوية سياسية تضمن مستقبل سياسي لصالح أو نجله.
وبقصد أوعزت لأعضاء الانتقالي بجولة في محافظات شبوة وحضرموت والمهرة لإثبات شعبية المجلس في كافة الجنوب بالتالي احقيته في اي تمثيل خارجي، والانتظار في حضرموت حتى نجاح المخطط. التسريع في خطوات الانقلاب في عدن جاء تزامنا مع الحديث عن عودة المشاورات لاستئناف مفاوضات انهاء الحرب في اليمن والاتفاق على حل سياسي.
وسيحصل الانتقالي بموجب الصفقة مع الامارات على تضمين أي تسوية سياسية قادمة مبدأ حق تقرير المصير للجنوب بعد خمس سنوات فترة انتقالية.
مؤخرا ترأس قائد القوات الإماراتية في العاصمة المؤقتة عدن العميد أحمد أبوماجد لأول مرة لقاء لقيادات عسكرية يمنية بينها نائب رئيس الأركان اللواء صالح الزنداني وقائد المنطقة الرابعة اللواء فضل حسن، وهو ما يعد مؤشر على التهيئة لإعلانه حاكما عسكريا للمدينة بعد إسقاطها.
وبحسب المصادر العسكرية المطلعة لـ "الموقع بوست" فإن المخطط تم إقراره في شهر يوليو الماضي ولم تكن معركة السيطرة على ميناء الزيت إلا تهيئة له، وينقسم المخطط إلى شقين مدني وعسكري حيث سيتم محاصرة المعسكرات الموالية للشرعية في مدينة عدن من قبل الحزام الأمني و لواء الحماية الموالي لمحافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي.
آ ومن أبرز تلك الألوية اللواء (39) مدرع المعروف بمعسكر (بدر) والذي يقوده العميد عبدالله الصبيحي، إضافة إلى مقر ألوية الحماية الرئاسية في جبل حديد بمديرية خورمكسر إلى جانب معسكر (الدفاع الساحلي) ومعسكر القوات الخاصة، كما سيتم محاصرة اللواء الرابع (نقل) حماية رئاسية والذي يقع مقره في دار سعد ويقوده العقيد أمجد خالد، ومحاصرة الكليات العسكرية في معسكر راس عباس في مدينة البريقة، وسيتكفل لواء الحماية الموالي للزبيدي بالسيطرة على مقر قيادة المنطقة العسكرية الرابعة و القاعدة البحرية و قصر (22) مايو في مديرية التواهي.
ويهدف المخطط بعد نجاح السيطرة العسكرية على المدينة عزل الشرعية عن مؤسسات الدولة ومرافقها الحيوية مثل الميناء والمطار والمصفاة وغيرها.
ويعتمد المخطط على المسئولين الحكوميين مثل المحافظ ومدير الأمن وقائد المنطقة في إدارة شئون المحافظة بعد إسقاطها وتشكيل مجلس أعلى من قبل الانتقالي للإشراف، ويرافق ذلك حملة تحريض كبيرة في وسائل الاعلام ومنصات التواصل الممولة من الإمارات على أي أصوات معارضة وترهيب مراسلي القنوات الخارجية للعزوف عن أي تغطيات مهنية للمخطط.
الامارات طمئنت المفلحي بأنها ستبقي عليه محافظا للمدينة والاستفادة من شعبيته وهو ما فسر على الأرجح مهاجمته لرئيس الحكومة واتهامه بنهب ايرادات المحافظة، في حين يبقى اللواء شلال هو حجر الزاوية في الشق العسكري تحديداً.
وفي مواجهة أي إقالة مرتقبة للواء شلال سيعلن عن تشكيل مجلس عسكري بقيادته، وضم المفلحي إلى عضوية المجلس الانتقالي.
كل خطوات الانقلاب الناعم سيتم تمريرها بغطاء شعبي عبر تنظيم المسيرات والاعتصامات المفتوحة من قبل أنصار الانتقالي والتي بدأت فعليا من منتصف اكتوبر الماضي وقد يصل المخطط إلى منتهاه نهاية نوفمبر الجاري.آ آ آ آ
تحاول الامارات استغلال انشغال السعودية بترتيب بيت الحكم وهو ما يفسر تراخي الأخيرة تجاه تحرك أبوظبي.
لكن بالمقابل فتحركات الامارات الاخيرة في عدن لا يمكن ان تمر دون ضوء أخضر أمريكي بعد تقديم نفسها كشريك فاعل في الحرب على الإرهاب في الجنوب.
وخلال الاسبوعين الماضيين شن تنظيم (داعش) هجمات إرهابية استهدفت مبنى المباحث العامة ومقر لقوات الحزام في كل من عدن وأبين ذهب ضحيتها العشرات من الجنود.
ورغم الاعلان عن الانتصارات التي حققتها قوات الحزام الأمني المدعومة من أبوظبي في محافظتي أبين وشبوة فالحديث عن القضاء على التهديد الذي تشكله الجماعات الإرهابية في الجنوب وانهاء تواجدها بشكل نهائي بحاجة إلى ما يثبته في الواقع.آ آ
وهو ما يؤكد استفادة التنظيمات الإرهابية من أي تحرك لإضعاف الحكومة ومؤسساتها وتهييج الشارع نحو الفوضى وعدم الاستقرار في المناطق المحررة.