أعلن التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن قائمة تضم 40 من قيادات جماعة الحوثي في اليمن على رأسهم زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، بوصفهم إرهابيين ومطلوبين للعدالة.
وتضمنت القائمة مبالغ مالية اقترنت بكل إسم، وكان اعلاها من نصيب عبدالملك الحوثي (30 مليون) دولار، يليها مبلغ (20 مليون دولار) لكلا من صالح الصماد رئيس المجلس السياسي لتحالف الحوثيين مع حزب المؤتمر الشعبي العام، والقيادي في الجماعة ابوعلي الحاكم، وشقيق عبدالملك عبدالخالق بدر الدين الحوثي، وزكريا يحي الشامي، وزير النقل في حكومة صنعاء، ومحمد ناصر العاطفي، وزير الدفاع في ذات الحكومة، ومحمد علي عبدالكريم الحوثي، ويوسف المداني، وعبدالقادر احمد الشامي، وعبدالرب صالح جرفان، ويحي الشامي، المتهم بهندسة الانقلاب في اليمن.
ومن ضمن الاسماء عبدالكريم أمير الدين الحوثي، الذي خصص له مبلغ (15 مليون دولار) كمكافأة لمن يلقي القبض عليه.
وتضمنت القائمة كلا من يحي بدر الدين الحوثي، حسن محمد زيد، وسفر مغذي الصوفي، ومحمد عبدالكريم الغماري، وعبدالرزاق محمد المروني، وعامر علي المراني، وابراهيم علي الشامي، وزكريا المطاع، ومحسن صالح حمزي، واحمد صالح هندي دغسان، وتم تخصيص مبلغ (10 مليون دولار) لكل شخص في القائمة.
كما خصص التحالف العربي مبلغ (5 مليون دولار) مكافأة للقبض على كلا من حسين حمود العزي عضو المجلس السياسي للحوثيين، واحمد محمد يحي حامد وزير الاعلام بحكومة صنعاء، وطلال عبدالكريم عقلان، وزير الخدمة المدنية في حكومة صنعاء، وعبدالاله محمد حجر، وتاجر السلاح فارس محمد حسن مناع، ووزير العدل احمد عبداللع عقبات، وعبداللطيف حمود المهدي، وعبدالحكيم هاشم الخيواني، وعبدالحافظ محمد السقاف، قائد القوات الخاصة في عدن سابقا، ومبارك المشن الزايدي، وعلي سعيد الرزامي، وصالح مسفر الشاعر، وعلي حمود الموشكي، ومحمد شرف الدين، وضيف الله قاسم الشامي، وابوعلي الكحلاني، واحمد ناصر قرشة.
وفي بيان قال التحالف العربي إن اعلان الاسماء يأتي استنادا لنظام مكافحة جرائم الارهاب وتمويله، وبيان وزراة الداخلية الصادر بتأريخ السادس من جماد اول 1435هـ بشأن القائمة الاولى للاحزاب والجماعات والتيارات الارهابية والتي تضم جماعة الحوثي.
واعتبرت ان اعلان القائمة جاء في ضوء التزامات السعودية بمكافحة الارهاب وتجفيف منابعه وتمويله ومكافحة الفكر المتطرف وادوات نشره وترويجه.
وأكد البيان أن القائمة جاءت بناء على ماتم رصده من تزايد الانشطة الارهابية لجماعة الحوثي وسعيها المستمر للاضرار بأمن المملكة بدعم من النظام الايراني، وتعزيز تعاونها مع حزب الله اللبناني في إطار تبادل الخبرات بينهما، واستخدام الصورايخ الباليستية لتهديد المملكة بشكل مباشر.
وأعلن البيان بأن المملكة خصصت المبالغ المالية لمن يدلي بأي معلومات تفضي للقبض عليهم او تحديد أماكن تواجدهم، ودعت من يمتلك المعلومات للتواصل مع الجهات الامنية المختصة فيها.
ومن خلال البيان يتضح أن الشخصيات المدرجة هي من القيادات العسكرية والسياسية والميدانية لجماعة الحوثي، وتلك التي تنحدر من عائلة عبدالملك الحوثي، والبيوت السلالية الاخرى التي تعمل مع جماعة الحوثي.
وخلت القائمة من ناطق الجماعة الحوثية ورئيس مجلسها السياسي محمد عبدالسلام، والذي مثل جماعته في المفاوضات السياسية بمحطاتها الثلاث بسويسرا والكويت.
وتأتي هذه الخطوة بعد يوم واحد من اطلاق الحوثيين لصاروخ باليستي استهدف مطار الملك خالد الدولي في العاصمة السعودية الرياض، وتسبب بأضرار هناك، وتبنت جماعة الحوثي عملية الاطلاق لاحقا.
ولوحظ في الكشف عدم وجود أي اسماء من الشخصيات العسكرية التابعة للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، رغم إدراج صالح في العقوبات الاممية مع نجله وزعيم الحوثيين وشقيقه، اضافة لابوعلي الحاكم القيادي في جماعة الحوثي.
واعتبر مراقبون هذه الخطوة تطمينية لصالح وحزبه في صنعاء، فيما يذهب آخرون الى ان اعلانها سيفجر النقمة من مليشيا الحوثي ضد قيادات المؤتمر الشعبي العام المتبقية في صنعاء، بشقيها العسكري والمدني والسياسي.
وبدا واضحا تحركات المملكة العربية السعودية في مختلف جهاتها ضد حزب الله اللبناني، وتصعيد الحرب الاعلامية ضد ايران، والتي توجت بإعلان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري استقالته من رئيس الحكومة من العاصمة السعودية الرياض، وهو ما اعتبره الامين العام لحزب الله املاءات سعودية بهدف خلق الفوضى في لبنان.
كما يأتي الاعلان عن القائمة في ظل وضع مضطرب تشهده المملكة العربية السعودية، بعد عملية الاعتقالات التي طالت 11 اميرا ومسؤولا بتهم الفساد، ووضعهم تحت الاقامة الجبرية.
كما لا يستبعد في أن تكون القائمة وسيلة لابعاد الانظار عن التطورات الجارية في المملكة العربية السعودية، ومحاولة لخلق وتحقيق انتصار يحسن صورة ولي العهد السعودي أمام شعبه في الوقت الراهن.
وبهذه القائمة تكون الحرب على جماعة الحوثي قد انتقلت من طور محاربتها كجماعة الى استهدافها كشخصيات، لكن التساؤل يبقى حول إمكانية تحقيق ذلك في ضوء تمركز الحوثيين داخل المحافظات التي يسيطرون عليها، وفشل التحالف العربي في السابق باستهدافهم طوال الثلاث سنوات الماضية.
اضافة الى أن الجماعة الحوثية هي التي تسيطر على الارض، ولا توجد سلطة أخرى يمكن أن تتولى هذا الأمر، خاصة مع القبضة الامنية التي تحكم بها الجماعة المشهد في اليمن.
وتفتح هذه التطورات الباب امام تصعيد قادم، كما أنها ستؤثر على مستوى المفاوضات السياسية التي دعا لها المبعوث الاممي لليمن اسماعيل ولد الشيخ مؤخرا، وستخلق مزيد من التعقيدات التي قد تمنع العودة مرة اخرى للمفاوضات.
ومن شأن هذه القائمة أن تخلق اصطفافا واسعا لدى المليشيا، إذ أن خلف كل إسم منها عشرات الاسماء الاخرى التي تعمل في نطاق الجماعة داخل المدن التي تسيطر عليها.