[ مدير التربية والتعليم بتعز عبدالواسع شداد ]
وصف مدير مكتب التربية في تعز عبدالواسع شداد الوضع التربوي بالمحافظة -في حوار مع "الموقع بوست"- بأنه لا يُسر عدوا ولارصديقا، لكنه بدأ أكثر إصراراً على تجاوز الصعوبات التي تقف حجرة عثرة أمام التعليم.
إلى نص الحوار
* بداية كيف أصبح وضع القطاع التربوي في تعز في ظل الحرب التي تشنها المليشيات؟
** الوضع التربوي في تعز لم يعد يخفى على أحد، لا على المكتب كجهة مسؤولة عن هذا القطاع ولا على السلطة المحلية ولا على المواطن العادي، أي أننا أصبحنا في وضع لا يسر عدوا ولا صديقا، لكن ومع ذلك فإرادة المعلم ستكون أقوى من الصعوبات التي تقف كحجر عثرة. أما الحال فأصبح أسوء من السيء وأصعب من الصعب، وسنتجاوز هذا خلال المرحلة القادمة بمؤشرات انفراج بوصول الأخ المحافظ إلى عدن وبداية انفراج للمشكلة إن شاء الله.
* كم عدد المدارس التي تعرضت للقصف والدمار؟ ومن المتسبب في ذلك المليشيات الانقلابية أم التحالف؟
** المدارس التي تعرضت للقصف في إطار المدينة فقط (مديريات صالة والمظفر والقاهرة")41 مدرسة، لكن لا أملك معلومة محددة من أين القصف بالضبط، منها 7 مدارس لا تحتاج إلى مجرد ترميم بل تحتاج إلى إعادة إنشاء، وهناك 34 مدرسة تحتاج إلى ترميمات بنسب متفاوتة التكلفة. وتواصلنا مع جهة مانحة لترميم هذا العدد من المدارس ونحن الآن في طريق إتمام ذلك عبر منظمة خارجية تكفلت بهذا الجانب، وبإذن الله تصدق وتسرع في الإنجاز.
* أنتم في مكتب التربية والتعليم بالمحافظة كيف تمارسون مهامكم في ظل احتلال المكتب من قبل فصائل مسلحة تتبع المقاومة؟
** نحن لدينا جزء من المكتب والذي كان مخصصا لإدارة الاختبارات، ونرتب أمورنا من هذا الجزء من المكتب وإن كان فيه نوع من الضيق، لكن الأمور الإدارية تمشي بشكل طبيعي في إطار المكتب نفسه، أي أننا لدينا جزء من المكتب ونمارس كل مهامنا من داخل هذا الجزء.
* كان الملاحظ دوما في خطاب الشرعية قولها إن المليشيات الانقلابية قامت بتحويل المدارس إلى متارس، وهي الآن تمارس نفس السلوك،، لو نسأل كم عدد المدارس المحتلة من قبل فصائل مسلحة؟
** هناك 12 مدرسة بالإضافة إلى المكتب، وقبل ما يقرب 20 يوما قمت بتوجيه مذكرة رسمية إلى قيادة المحور لإخلاء هذه المدارس لتكون جاهزة مع بداية العام الدراسي الجديد، وواجهنا استقبالا جيدا وتفاهما كبيرا، وما كنا نريد أن نطرحه على قيادة المحور وجدنا أنهم أيضا يطرحونه، قلنا نحن حريصين على أبنائنا الطلاب فقالوا إنهم حريصون أيضا على أبنائنا الطلاب. لكن حصلت بعض الإشكالات، فالأخ قائد المحور توجه إلى عدن لمتابعة المرتبات، وأثناء وجوده في عدن توفي والده، فعاد إلى البلاد لاستقبال العزاء 3 أيام وعاد إلى عدن مرة أخرى.
هناك الآن مدرستان من المدارس الكبيرة ستحل جزءاً كبيرا من الإشكال مهيئة لاستقبال الطلاب وهي النهضة والثانية إما نعمة رسام أو سبأ كي تحل مشكلة الطالبات في هذا الجزء، والنهضة تحل مشكلة الثانوية في تلك المنطقة، وقد تم إفراغ مدرسة النهضة تماما ولم يتبق سوى دور الاستلام والتسليم، فقط نريد أن نستلمها من جهة رسمية وبشكل رسمي.
* هل يمكن تسمية الجهات التي تحتل هذه المدارس؟
** لا أقول تحتل، أقول تتواجد داخلها كضرورة لفترة معينة، الآن هذه الضرورة ليست بالشكل الذي كان موجوداً، هي كانت موجودة كمقرات للمقاومة، والجيش كان يقوم بالدفاع عن شرف وكرامة تعز واتخذ من هذه الأماكن مقرات، الآن هناك بدائل وما دام هناك بدائل فالأصل أن تفرغ هذه المدارس وهذا ما تفهمه قائد المحور، وبصريح العبارة قال نحن مثلا كقيادة محور موجودين الآن في مكتب التربية ونحن الان جهزنا مقرا في دار الرعاية كقيادة للمحور، والآن قائد المحور جاء من عدن وخلال أسبوع بالكثير نكون قد فرغنا مدرسة النهضة وإحدى المدرستين إما سبأ أو نعمة رسام إضافة إلى المكتب.
* ما هي الجهود المبذولة من قبلكم في مكتب التربية من أجل إجلائها من المسلحين وتسليمها لكم واستئناف العملية التعليمية بشكل عام؟
** طبعا كلمت مسؤولي المكتب قبل 4 أشهر لكن من خلال اللقاء أو الاجتماع الذي عقد مؤخرا مع المجلس التربوي في المكتب، والمجلس التربوي مشكل من رؤوساء الشعب داخل المكتب وإدارات التربية في المديريات، إضافة إلى السلطة المحلية. عقدنا اجتماعا لمناقشة استقبال العام المقبل ومراعاة الظرف الذي يمر به المعلم، ومن ضمن الأمور التي تم الاتفاق عليها عقد مؤتمر تربوي واسع يضم قيادة المكتب وقيادة السلطة المحلية وقيادة الأحزاب السياسية ورئاسة المنظمات الجماهيرية بالمحافظة بشكل عام على أساس أن يتحمل كل طرف مسؤوليته وتكون المشكلة مشكلة تعز وليست مشكلة مكتب التربية والتعليم.
وأوضحنا لهم أن البديل للطالب إذا لم يجد المدرسة مفتوحة أمامه إما الشارع وهذا أفضل الخيارين وإما الاتجاه إلى منظمات إرهابية تضر بعقل الطالب وتضر بالمجتمع، ولهذا قلنا لا بد أن نوجد أساسيات فتح المدارس، وهذه مشكلة يتحملها المجتمع كله ولا يتحملها مكتب التربية والتعليم فقط، التربية ستكون الدليل المعين للمجتمع أين تكون جهوده.
لو أن المجتمع وفر الحد الأدنى للمدرس على الأقل من خلال توفير سلتين غذائية بمبلغ 30 ألفا، هذه المنظمات التي تلعب هنا وهناك لو نظمت جهودها فقط لذلك، لا يوجد منظمة إلا وتكدس جهودها في مكان واحد فقط. نحن نهدف من خلال اللقاء الذي سيعقد هذا الأسبوع إن شاء الله توجيه نشاط هذه المنظمات والأحزاب السياسية بدلا من المهاترات فيما بينهم، نقول لهم هذا هو المكان الصحيح للتنافس، تعز لا تتحمل أكثر مما هي فيه من مهاترات.
* لكن هذا الأمر إعفاء للدولة من مهامها في تسليم رواتب المدرسين، واليوم المدرس 10 أشهر بلا راتب؟
** ليس كذلك، هذا حل إسعافي محلي، لكن بالنسبة للمعلم ونحن كلنا معلمين تكلمت بهذا الكلام قبل امتحانات الثانوية قلت لهم لقطاع واسع للمعلمين وكان هناك دعوات لإيقاف الاختبارات فقلنا لهم لن يتضرر من هذا إلا نحن، فالطالب ابني وابنك، الطالب هو ابننا داخل المحافظة لازم يأخذ حقه. لكن أيضا بمجرد إيقاف الامتحانات أنا سأحمل على عاتقي لواءً أن أحمل أكبر عدد من مدراء العموم وأحملهم إلى عدن ونبقى أسبوع أو 10 ايام إلى أن نخرج بحلول، وفعلا انتهت الامتحانات يوم الأربعاء ، وتحركت السبت الذي بعده مع الأخ مدير عام المالية ومدير الخدمة ومدير عام النقل والضرائب والجمارك مع وكيل المحافظة ونزلنا كوفد إلى عدن لمتابعة المرتبات، ووجدنا أن الإشكال ربما أكبر من المحافظة وأكبر من الموجودين هناك، وهذا لا يعفيهم من قضية راتب، لا يعفي الحكومة ولا رئاسة الجمهورية، ووجهنا مذكرة شديدة اللهجة إلى الأخ رئيس الجمهورية وإلى الأخ رئيس الوزراء وإلى الأخ محافظ المحافظة وإلى الأخ وزير التربية والتعليم بأن القطاع التربوي مهدد بالخطر، يعني نقلنا لهم غير الصورة التي نحن متفقين عليها، نحن متفقين محليا إنه لازم نحتضن أبناءنا لكن الجهات الرسمية وجهنا لهم مذكرة بأن القطاع التربوي ينذر بكارثة توقف عملية التعليم، فتوقيف الدراسة في تعز يختلف عن توقيفها في أي محافظة أخرى، وتوقيف أي عملية في تعز سواء في مجال التربية أو غيرها نتائجها غير توقيفها في أي محافظة أخرى، لو فرضا أنه توقفت عملية امتحانات الثانوية في عدن سيتوقف 2800 طالب وطالبة لكن في تعز سيتوقف 21000 طالب وطالبة هذا في الجزء المحرر فقط فما بالك الجزء غير المحرر الذي ربما يكون الأكبر، لذا فأنا أقول إن أي إشكالات في تعز ليست في صالح الشرعية إطلاقا.
* هناك من يتحدث أن أطراف معينة تحاول عرقلة المدارس الحكومية؟
** أنا نوهت لقيادة المجلس التربوي في هذا الجانب أن هناك من يغذي الشارع بالاضراب عن المدارس الحكومية وإغلاق المدارس الحكومية، وبالأمس كنا في مشكلة وإلى اليوم نحن في إطار معالجتها، مثلا مديرة مدرسة الثورة فتحت المدرسة لاستقبال الطلاب المسجلين فجاءت مجموعة وللأسف من قيادة التربية في المديرية والمكتب وتهددها بالضرب وضرورة إغلاق المدرسة، فهذا الهدف موجود وبكل قوة، لكن ستحبط هذه المحاولات بالعزم والإصرار إن شاء الله.
* نحن الآن على أعتاب عام دراسي جديد، ما أبرز التحديات التي تواجه نجاح العام الدراسي المقبل؟
** الراتب أولا وهو قضية رئيسية مع وجود مؤشرات في انتهائها قريبا بإذن الله، لكن هناك تحديات داخلية وهي النقص في المناهج الدراسية، أيضا المدارس وخصوصا إذا فتحت هذه المدارس التي لا يوجد فيها إشكالات الان، هذه المدارس تفتقر إلى الحد الأدنى من مؤهلات استقبال الطالب، هناك منظمات تكفلت بالإصلاح، منظمة تكفلت مثلا بتوفير 20 ألف حقيبة مدرسية لطلاب الصفوف الأولى، وبإصلاح المقاعد المكسرة داخل المدارس بشكل عام، هناك بعض الإشكالات البسيطة سنحاول التغلب عليها، ولكن المشاكل الرئيسية هي الراتب والمنهج، طبعا وصل الآن بحدود 383000 كتابا ولكن للصفوف الثانوية مع أن الحاجة ليست ملحة في هذا الجانب. اليوم شحنت قاطرة كتب من العناوين المطلوبة للصفوف الأولى وهي التي تكاد تنعدم تماما من مخازن المكتب، والأمور مبشرة بخير. لكن نحن جميعا سنقف في جانب واحد نحن والإدارة والمعلم جميعنا والسلطة المحلية للمطالبة بحق الراتب، بدأت مشكلة الراتب ترقى إلى أن تكون جريمة بحق الانسانية، هناك 47000 معلم ومعلمة غالبيتهم العظمى معتمدون اعتمادا كاملا على الراتب دون أن يكون لهم مصادر أخرى، فحين تقطع الراتب 10 أشهر فهذا يعني أن الابن أو الابنة إذا مرض سيموت، المؤجر سيخرج المدرس للشارع، فقطع الراتب جريمة ضد الإنسانية بكل المقاييس.
* هل تستلمون في مكتب التربية نفقات تشغيلية؟
** منذ استلمت المكتب إلى اليوم لم أتسلم فلسا واحدا.
* هل تولي السلطة المحلية بتعز اهتمامها بقطاع التعليم؟
** أشعر أن قضية التربية بدات تلامس الهم المباشر للسلطة المحلية، يعني كان ضمن الإشكالات المعلقة قضية المستحقات الخاصة بمصححيي اختبارات المرحلة الأساسية التي إلى اليوم لم تعلن نتائجها لهذا السبب، ونحن نحاول أن نعلنها مع نتائج المرحلة الثانوية بنفس اليوم وبدأت السلطة المحلية تتحرك في هذا الجانب، وبدأت أيضا مؤشرات بقضية الراتب والأمل كبير إن شاء الله، مع ذلك نحتاج الوقوف بقوة من الإدارة في مكتب التربية ومن المعلمين الوقوف الهادف للمطالبة بالراتب كحق، لكن أن نطالب بأمور تعيق القضية أكثر مما تخدمها فهذا ليس من مصلحتنا كتربويين.
* في موضوع امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية وإعلان النتائج، كيف يتم التنسيق بين المناطق المحررة بتعز والمناطق التي لا تزال تحت سيطرة الانقلابيين؟
** (مبتسما) دولتان منفصلتان، لا يوجد أي تنسيق، ليس ذلك فقط ولكن حصل تبادل اتهامات، وفي ما بعد ذلك حصلت تفاهمات أن هذا لا يخدمنا كيمنيين، وأنا وضحت للكثير حتى من الطرف الآخر، قلنا لهم إنه تحصل مشاكل وحروب تقوم لعدة سنوات وتتوقف كل المؤسسات في هذه الدول إلا مؤسسة واحدة هي مؤسسة التعليم، ونحن اليمنيين ققزنا إلى فوق التعليم منذ بداية الحرب.
* هل يوجد نوع من التنسيق بشكل أو بآخر بينكم وبين وزارة التربية الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين؟
** لا يوجد أي تنسيق أو تواصل.
* كلمة أخيرة؟
** نناشد السلطة المحلية أولا ثم الأخ وزير التربية والتعليم ورئاسة الوزراء وصولا إلى الأخ رئيس الجمهورية بأن يجعلوا مرتبات معلمي تعز من أولوياتهم، هذا هو المطلب الرئيسي، مع أن الأخ المحافظ وصل إلى عدن قبل أيام وأعطى إشارات بأن عودته كانت بناءً على اتفاق لحل هذه المشكلة.