يمكن أن يسمح فحص دم تجريبي واعد للأطباء خلال بضع سنوات بمعرفة إذا كان المرض فيروسي أو بكتيري الأصل لتجنب وصف المضادات الحيوية من دون فائدة لإن كانت لا تجدي نفعاً في معالجة الالتهابات الفيروسية، وفق ما كشفت دراسة حديثة.
كما قد تساعد أداة تشخيص من هذا القبيل كثيراً في تخفيض الاستخدامات غير الواجبة للمضادات الحيوية التي من شأنها أن تزيد من مقاومة الميكروبات التي تعد تهديداً صحياً خطيراً.
وشرح الباحث في معهد المناعة وعمليات الزرع التابع لجامعة ستانفورد وأحد أبرز القيمين على هذه الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة "ساينس ترانسلايشونال ميديسين" الطبية، تيموثي سويني، أنه "في أحيان كثيرة لا يمكن تحديد نوع المرض الذي يصيب الشخص"، إذ أن الأعراض هي عينها.
ويحدد هذا الفحص الجديد سبع جينات تتغير حالتها عند انتشار المرض في الجسم. وقد تدل مواصفات هذا التغيير على أصل المرض، أكان من الفيروسات أو من البكتيريا.
كذلك ترتكز فكرة هذا الفحص على نتائج دراسة نشرت سنة 2015 أظهرت "تفاعلات مماثلة في الجهاز المناعي لفيروسات عدة تكون مختلفة عن تلك الصادرة وقت يكون المرض بكتيري الأصل"، وفقا الأستاذ المساعد في تدريس الطب في جامعة ستانفورد والقيم الرئيسي على هذه الأبحاث الجديدة، برفيش خاطري.
وكان فحص الدم هذا فعالاً في تحديد طبيعة المرض عند 96 طفلاً في حالة صحية خطرة، وفقاً للباحثين.
في المقابل، لا يزال من الضروري إجراء تجارب سريرية أوسع نطاقاً لتأكيد هذه الاستنتاجات، فضلاً عن ابتكار جهاز يعطي نتائج الفحوص في أقل من ساعة بدلاً من المهلة التي يستغرقها صدور النتيجة حالياً والتي تتراوح بين 4 و6 ساعات.
ومن المهم أيضاً أن يكون هذا الفحص معقول الكلفة.
من ناحيتها، ذكرت المراكز الأميركية لمراقبة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) أن ثلث وصفات المضادات الحيوية التي يصفها الأطباء كل سنة للمرضى والبالغ عددها 154 مليوناً هي غير ضرورية.
وتتسبب مقاومة المضادات الحيوية بمليوني حالة إصابة و23 ألف حالة وفاة كل سنة في الولايات المتحدة.